مارتين انديك للاسرائيليين: لا تقلقوا ... اوباما صديق وفي لاسرائيل
نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 23:09 )
بيت لحم -معا- طلب السفير الامريكي الاسبق لدى تل ابيب مارتين اندك، من الاسرائيليين عدم القلق من احتمالية انتخاب المرشح الديمقراطي باراك اوباما، مؤكدا بانه سيكون صديقا وفيا لاسرائيل وامنها وسلامتها .
جاء هذا التطمين في رسالة نشرها انديك في صحيفة يديعوت احرونوت في محاولة منه لطمأنة من دعاهم باصدقائه الاسرائيليون القلقين على امن وسلامة اسرائيل في ظل ولاية باراك اوباما .
وقال اندك في رسالته العلنية :" اسمع لدى اصدقاء كثر في اسرائيل قلقا على امن وسلامة اسرائيل في حال تم انتخاب باراك اوباما لرئاسة الولايات المتحدة .
هذه المخاوف ليست في محلها وغير صحيحه واذا انتخب الامريكيين باراك اوباما انا على ثقة بان الاسرائيليين سيجدون في البيت الابيض صديقا حقيقيا .
اذا انتخب الامريكيون اليوم اول رئيس امريكي من اصول افريقيه سيدشنون طريقا تاريخيا وانا اسمع من اصدقائي الاسرائيليين قلقا حول تبعات وابعاد الحدث وتأثيره على امن اسرائيل وسلامتها وانا على ثقة بان هذه المخاوف غير واقعية وليست في مكانها .
لم اتوصل الى هذه النتيجة بسهولة، امنت ودعمت بكل جوارحي انتخاب المرشحة هلاري كلينتون ولكن هذا الامر لم يتحقق وسبب توجه هيلاري لمؤيدها ومطالبتهم بدعم باراك اوباما دافعا للبدء بدراسة هذا الرجل الذي وقف وراء هذه الظاهرة في محاولة لفهمه، واصغيت لخطابه امام منظمة الايباك التي عقدت مؤتمرها في اليوم التالي لاختيار اوباما مرشحا للحزب الديمقراطي وتواجد هناك كل من دعم اسرائيل بشكل تلقائي، ولكن كان هناك شيئا اخر حيث اعلن اوباما وبشكل واضح ان البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا خطيرا، مؤكدا بانه سيعمل كل ما في وسعه لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي في حال تم انتخابه، وواضح بانه سيعمل في البداية من خلال فرض العقوبات الاقتصادية الشديدة المترافقه مع ضغوط دبلوماسية واذا فشل هذا المسعى فأنه على الاقل سيحول الخيارات الاخرى ومن ضمنها العسكرية الى شيء اكثر واقعيا وقبولا .
وتوجه اوباما للحديث عن سعي اسرائيل نحو السلام مع جيرانها وادعى اوباما " وهو محق حسب رأي في ادعائه " بان السبع سنوات التي اهمل فيها بوش جهود السلام والحظر الذي فرضه على اجراء مفاوضات اسرائيلية سورية لم تكن في مصلحة اسرائيل ولم تخدمها، معلنا بانه سيدعم اسرائيل ويساعدها على التقدم نحو السلام ليس من خلال ممارسة الضغط عليها ولكن بالتشجيع وتوقيعه على اي اتفاقيات والتسويات التي قد تتوصل اليها الاطراف .
وظهرت صراحة اوباما بدعوته لاسرائيل بان توفي بتعهداتها للولايات المتحدة وتجمد العمل في المستوطنات واصراره على ان يتوقف الفلسطينيون عن ممارسة الارهاب والعنف وبعد وقت من هذا الحديث اوضح اوباما للفلسطينيين بان لاجئيهم لن ينالوا حق العودة، مشددا على انه لن يمتثل بطريقة عمياء لمواقف المتطرفين داخل الجالية اليهوية .
يستطيع اسرائيليون معينون ان يعتقدوا بان زمن " الشيك المفتوح " الذي اعطاه جورج بوش قد ولى ولكن اسرائيليون اخرون سيفهموا ان وفاء اسرائيل بالالتزاماتها للولايات المتحدة ستعطي الرئيس الذي سيتدخل في مسيرة السلام القوة والقدرة على ادخال التغيرات الجدية على سلوك وتصرفات الفلسطينيين والدول العربية الداعمه لهم .
كدولة صديقة لاسرائيل ستواصل القوة العسكرية الامريكية والجيش الامريكي خدمة قوة الردع الاسرائيلية ولكن ثبت ان القوة غير كافية ومن هذا المفهوم فان ارتفاع شعبية اوباما في الدول العربية قد تشكل ميزة لاسرائيل .
خلال سنوات حكم جورج بوش استغل احمد نجاتي العداء لامريكا لصالحة وان ظهور رئيس اسمه الاوسط " حسين " سيشكل عامل تهدئه .
لكن السؤال الاهم هو هل اوباما يدرك لعبة " كش ملك"؟ وهل يدرك في داخله قضية الحدود الاسرائيلية ؟ وحين يحين الوقت هل سيكون اوباما الى جانب اسرائيل ؟ .
تشجعت من قرأءتي للمقابلة التي منحها اوباما للصحفي في جريدة اتلانتيك " جيفري غولدبيرغ والتي قال فيها بان نضال اسرائيل له ابعاد شخصية بالنسبة له كونه يرتبط بتاريخه الشخصي كأنسان ابعد من وطنه جذوره اضافة الى تاريخ السوك الامريكيين في العبودية .
وخلال المقابلة اعلن اوباما تضامنه مع حاجة اسرائيل للامن وقال " اريد ان احمي الاسرائيليين وهم يقبلون اطفالهم ويضعونهم داخل الحافلات ويجب ان لا يشعر الاسرائيلي بخوف يفوق الخوف الذي يشعر فيه اي انسان اخر يودع اطفاله ".
اذا انتخب الامريكيون باراك اوباما فأنا واثق بان الاسرائيليين سيجدون صديقا وفيا في البيت الابيض يمتلك كل الخصال التي تؤهله ان يكون رئيسا كبيرا بالنسبة للامريكيين والاسرائيليين .