غزة : مختصّون يجمعون على عدم قانونية وأخلاقية وعد بلفور ويدعون لمقاضاة بريطانيا
نشر بتاريخ: 06/11/2008 ( آخر تحديث: 06/11/2008 الساعة: 17:34 )
غزة - معا - أجمع مختصون على أن وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين تصريح باطل قانونياً وغير شرعي، ولا يسقط حق الفلسطينيين في مقاضاة بريطانيا التي أصدر وزير خارجيتها ذاك الوعد مهما مر عليه من سنين، مؤكدين على ضرورة أن يتم البدء بخطوات عملية باتجاه مقاضاة بريطانيا على هذا الوعد وما تبعه من ويلات على الشعب الفلسطيني.
وشدد المختصون خلال ندوة إعلامية وسياسية نظمها المكتب الإعلامي الحكومي بوزارة الإعلام المقالة ، اليوم بمناسبة الذكرى الـ91 لوعد بلفور تحت عنوان "وعد بلفور .. هبة من لا يملك لمن لا يستحق" على ضرورة أن تثار قضية الوعد قانونياً وإعلامياً بشكل متوازي.
وأكد المختصون على ضرورة أن تحاسب بريطانيا وكل الجهات الدولية المتواطئة على الويلات التي عانى منها الفلسطينيون بسبب تصريح بلفور وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وممتلكاته التي لا يحق لأحد البتة التفريط بها مهما كان ولا يملك أحد التنازل عنها، مشددين على ضرورة دعم المقاومة بشتى وسائلها لاسترداد الحقوق.
وذكر المختصون أن وزير خارجية بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى جيمس بلفور أرسل رسالة إلى صديقه رجل الأعمال اليهودي روتشيلد في 2 تشرين الثاني 1917 قال فيها أن حكومة بريطانيا - والتي كانت دولة احتلال لفلسطين - تتطلع إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، متجاهلاً أصحاب الأرض والحق الفلسطينيين.
وحمل د. أحمد الساعاتي أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية في ورقته التي بحثت المحور التاريخي؛ بريطانيا والغرب المسئولية التاريخية عن ضياع حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه كما وحملها المسئولية عن "جريمة" إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين دون أي وجه حق تاريخي، مستعرضاً الخارطة التاريخية العالمية في تلك الآونة.
وقال الساعاتي: "على العرب والفلسطينيين الخاصة التعلم من تجارب الماضي ودراسة التاريخ جيداً، وعلى الفلسطينيين الاستفادة من البعد العربي والإسلامي"، موضحاً أن الحالة العربية والفلسطينية في تلك الفترة كانت سيئة وضعيفة والوعي بين الشعوب قليل الأمر الذي سهل على بريطانيا والصهيونية العالمية تحقيق مآربها.
من جهته؛ دعا القانوني نافذ المدهون مدير عام المجلس التشريعي بغزة الحكومات والشعوب العربية التحرك قانونياً وسياسياً وإعلامياً لمقاضاة بريطانيا على وعد بلفور المشئوم وما جره من ويلات على الفلسطينيين والعرب، مؤكداً على أن أرض فلسطين هي وقف إسلامي ولأهلها ولا يجوز التنازل أو التفريط فيها أو بجزء منها.
بدوره؛ قال د. أيمن أبو نقيرة أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية: "إن الإعلام الغربي المسيطر على معظمه من قبل اليهود أسهم بشكل كبير في ترويج وتحقيق وعد بلفور الذي عملت بريطانيا على إخفائه عن الشعوب والحكومات العربية وقت صدوره، في المقابل لم يكن على ارض الواقع أي وجود للإعلام العربي إلى أن ظهر بعد عدة أعوام من الوعد المشئوم".
وأضاف أبو نقيرة: "دعاية الغرب وبريطانيا لترويج وتطبيق وعد بلفور المشئوم كانت قوية وكبيرة بالمقابل المحاولات الإعلامية العربية الضعيفة لصد الدعاية الغربية لم تكن تحقق شيئاً، الأمر الذي رسخ الرواية البريطانية التي تزعم أن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم".