ندوة "حديث الرابعة": تشاؤم حيال الحوار الداخلي وعودة إلى م.ت.ف
نشر بتاريخ: 06/11/2008 ( آخر تحديث: 06/11/2008 الساعة: 19:05 )
بيت لحم -معا- نظمت رابطة الأكاديميين في بيت لحم الندوة نصف الشهرية "حديث الرابعة " لمناقشة موضوع الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة، بمشاركة اكاديميين وناشطين سياسيين في المحافظة.
وقد افتتح الدكتور نائل عبد الرحمن رئيس الرابطة الندوة بالترحيب بالمشاركين موضحا أهمية هذه الندوة التي تتيح فرصة انخراط الأكاديمي بالسياسي، وتجسد ثقافة الشراكة والتواصل بين شرائح النخبة في المجتمع الفلسطيني، خاصة وأن موضوع الندوة يندرج في إطار القضايا الأكثر إلحاحا، والأشد ارتباطا بالوجدان الفلسطيني، والأكثر تأثيرا على حاضر الشعب الفلسطيني وقضيته ألا وهو الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة،
وقد طرح الدكتور نائل عبد الرحمن عددا من الأسئلة المفتاحية حول ما إذا كانت الفصائل الفلسطينية جادة في التعاطي مع هذا الحوار، ومدى قدرة الطرف المصري على ضبط إيقاع الحوار ومنع انفجاره، وهل يمكن اعتبار الاشتراطات الحمساوية عوامل عرقلة، وهل يمكن لحركة فتح الممثلة بوفدها المحاور التغاضي عن الإشارات المتعالية التي تتضمنها الشروط الحمساوية، وفيما إذا كانت هناك نوايا للمماطلة إلى ما بعد التاسع من كانون ثاني المقبل، وهل يمكن توقع نجاح الحوار؟
الدكتور محمد فرحات الأستاذ في علم الاجتماع اعتبر أن الفصائل الفلسطينية غير قادرة على إيجاد تسوية فيما بينها وذلك بسبب فساد الإدارة وسيادة ثقافة الانقسام وثقافة الانقلاب على الاتفاق، وأن الفلسطينيين غير مؤهلي للاتفاق ليس لقدرتهم العجيبة على إنتاج الأزمات وحسب، وليس لأن العوامل الخارجية تمنعهم من ذلك ، إنما أيضا لأن اليوم يوجد شرخ في مسألة التمثيل وبالتالي فإنه أبدى شكوكه من وجود صيغة معينة للاتفاق على اعتبار أنه كان لدينا اتفاق مكة الذي تم الانقلاب عليه، فيما أشار الأستاذ جورج حزبون عضو المجلس الوطني الفلسطيني إلى القدرة الفلسطينية على تبديد المكاسب، فحتى بعد أوسلو الذي كان من الممكن الاستفادة منه، كان التناقض الفلسطيني الداخلي والمرتبط بأجندات خارجية العامل الحاسم في حرف نضالنا ضد المحتل، ليصبح منحصرا في مكاسب سلطوية لا قيمة لها، وعبر عن اعتقاده بأن الحوار لن يفضي لاتفاق، وأن الحل الأمثل يكمن في إصلاح م.ت.ف التي مثلت وتمثل حتى في أسوأ كينوناتها ملاذا للعمل الوطني الموحد.
الأستاذ عزيز العصا أشار إلى أن الفصيلين الرئيسين أثبتا أنهما لا يمتلكان العقلية الحوارية، ولا الإرادة للحوار الجاد والمسئول، والمشكلة الأساسية تتمثل في عدم قدرتنا على إيجاد مرجعية للفصل فيما بيننا في حال وجود الخلافات، مبديا دعمه لتعزيز ثقافة الحوار وتعزيز فكرة المنتديات الفكرية الجامعة.
أما الدكتور أسامة مناصرة أستاذ التاريخ، فقد دعا إلى ضرورة تشجيع بروز وظهور تيارات وقوى سياسية جديدة، خاصة وأن الحديث عن أعادة بناء م.ت.ف هو إعادة إنتاج لنفس الخلل الذي يعاني منه العمل الوطني الفلسطيني ، رغم إقراره بأن المنظمة ستبقى المظلة الجامعة . فيما أشار الدكتور جمال حسين رئيس المجلس الأكاديمي الفلسطيني إلى الدوافع غير البريئة التي تقف وراء محاولة تشويه الوجه النضالي لحركة فتح، وذلك لضرب البرنامج الوطني الذي تمثله هذه الحركة، متوقعا أن لا ينجح الحوار المزمع عقدة في القاهرة في الوصول إلى الاتفاق المنشود، منبها إلى أن هناك في القانون الأساسي ما يساعد على تجاوز التاسع من كانون الثاني وصيانة الشرعية الفلسطينية.
رجل الأعمال والإعلامي سمير عثمان شكك بالنوايا العربية إزاء القضية الفلسطينية وإزاء الحوار المزمع إجراؤه ، منبها إلى أن هذا الحوار لا يمكن أن يصل إلى نتيجة إيجابية إلا إذا تغيرت الأجندات.
كما خلص كل من الدكتور محمود الشناق والدكتور عدوان عدوان ، والدكتور فؤاد بنورة إلى أن الحوار يمكن أن يتوج بالنجاح فقط في حال الوصول إلى اتفاق على برنامج سياسي شامل يمثل تطلعات الشعب الفلسطيني. بينما ركز الدكتور إبراهيم أبو ارميس والدكتور محمد الذويب على ضرورة تجاوز هذه المرحلة الحرجة بإجرائين: الأول انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في الأراضي الفلسطينية ، والثاني التحضير لانتخابات المجلس الوطني كمدخل لا بد منه في سياق العمل على إصلاح والنهوض بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتأتي هذه الندوة في إطار النشاط الثقافي والفكري الذي تنظمه الرابطة .