الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سفينة "الكرامة" القبرصية ترسو على شاطىء ميناء غزة

نشر بتاريخ: 08/11/2008 ( آخر تحديث: 08/11/2008 الساعة: 09:43 )
غزة- معا- تقرير خاص- المحاولة الأولى لكسر حصار غزة عبر البحر في أواخر أغسطس/ آب الماضي رافقها القلق على حياة المتضامنين الأجانب، ولكنها نجحت وبعد اسبوع عاد آخرون ليكرروا التجربة وبنجاح، وللمرة الثالثة يتحدى برلمانيون وسياسيون سياسات بلدانهم "الصامتة" على حصار غزة ويخترقون الحصار ويحدثون ثقوبا في "جدار الصمت العالمي".

وتتفاوت بغزة درجات الترحيب بين الرسمي المبالغ بترحيبه الحار والذي يدفع فاتورة القادمين واستضافتهم ويحملهم رسائله الى العالم الخارجي وبين الشعبي غير المبالي بأغلب الأحيان ولكنه يشعر بقليل من التفاؤل ويؤكد ان عبء الحصار لا يمكن ان يحمله سوى حوار فلسطيني ناجح.

وفي تشرين ثاني/ نوفمبر أي على مدار أربعة أشهر توافد لغزة المتضامنون الأجانب حاملين معهم أمنية أن يكونوا من "رافعي الحصار" ومن غزة يدعو هؤلاء كل من يتحدث باسم السلام أن يأتي للمدينة المحاصرة ويرى بأم عينيه ما يجري وما الذي خلفه الحصار، معتبرين أن الصمت على هذا الحصار عار ومعيب في حق الحكومات وكل من يدعي الديمقراطية، وان استمرار الصمت يعني مشاركة بالحصار وفيتو على رفعه وتذلل العقبات باتجاه استمراره وقتل المحاصرين بالقطاع.

نظير احمد اللورد في البرلمان البريطاني دعا طوني بلير مندوب السلام باللجنة الرباعية اأن يأتي لغزة بنفسه ليرى حقا ماذا فعل الحصار بأهلها على اعتبار ان السلام بالشرق الأوسط لا يمكن استثناء غزة منه.

فيما اعربت وزيرة بريطانية بحكومة بلير السابقة عن تعجبها من عدم إقدام آخرين لاسيما عرب على كسر حصار غزة، قائلة: "إنهم اتوا عبر البحر ولم يشعروا بالمرض وحاولت اسرائيل اعتراض طريقهم ولكنها فشلت"، واختتمت حديثها "منذ اليوم بإمكان العديد من السفن أن تأتي لغزة دون خوف" واصفة حصار غزة بأنه شيء مشين للإنسانية.

وهو ذاته الموقف الذي أكد عليه المتضامون السابقون الذين استضافتهم غزة رغم حصارها فهم تنقلوا عبر الشوارع المحاصرة المدمرة وفي مستشفيات القطاع المتهالكة وشاهدوا بأم أعينهم مقبرة المصانع الفلسطينية، وأكدوا أنه آن الأوان منذ زمن لرفع الحصار عن غزة وتمكين مليون ونصف المليون من العيش بكرامة.

ورغم أنهم حملوا بعض الأدوية وذهبوا إلى بلدانهم حيث أتوا عبر ميناء لارنكا القبرصي إلا أن غزة لم تشعر بعد بمجهودهم وهو ما تأمله من ثالث دفعة من مخترقي الحصار لا سيما انها تحمل وزيرة بريطانية وسياسيين من مختلف دول العالم بعدت أم قربت المسافة.

تتفاوت درجة الترحيب
المواطنون الغزيون لا ينكرون جهد من يحل ضيفا عليهم بل يكرمونه وهو ما ينقله المتضامنون بقولهم ان شعب غزة رغم حصارهم إلا أنهم لطفاء كرماء وصامدين بما قل من مقومات الحياة لديهم، وبالمقابل فإن الغزيين تتفاوت لديهم كلمات الترحيب بين دافئة ومرحبة وأخرى غير مبالية.

المواطن ابو احمد وقف إلى جانب رصيف الميناء حيث رست سفينة الكرامة الرابعة في صباح صاف الى غائم جزئيا قال لـ "معا": "أهلا وسهلا الظاهر جايبين معهم اشي بستاهل"، واستطرد: "يمكن البرلمانيين يأثروا بالعالم الصامت".

أما الشاب ايمن الذي تعفرت قدماه بالرمال الساحلية فوقف مندهشا من كم الكاميرات والتغطية الإعلامية "اللايف" للحدث الثالث من نوعه وقال: "أشعر أنني في عرس وأود لو أنا العريس حتى أنال هذا الكم من التصوير".

معاتبة للدور المصري
ولم ينس القادمون إلى غزة بحرا ان يعاتبوا مصر لدورها المعيق لقدومهم إلى غزة عبر معبر رفح مؤكدا عنهم نظير أحمد ان عددا كبيرا من البرلمانيين يفوق عددهم الـخمسين لاسيما من شمال أفريقيا كانوا يودون كسر حصار غزة برا إلى أن منع السلطات المصرية لمسيرتهم خففت عددهم إلى 23 ركبوا البحر وخاضوا بالأمواج ليشاركوا في بصمات رفع الحصار.

اليوم الثامن من نوفمبر عشية انطلاق الحوار الفلسطيني بالقاهرة سيقرر الفلسطينييون بانفسهم ان يتحدوا لرفع الحصار أو ان تزيد فرقتهم ليزداد ضغطه على الجميع ولكن فرادى.