الحاجة ام الاختراع .. الغزيون يصهرون " نصف الشيكل" ويستخدمونه كأصابع كهربائية
نشر بتاريخ: 08/11/2008 ( آخر تحديث: 08/11/2008 الساعة: 19:34 )
غزة - معا - يقولون "الحاجة أم الاختراع" ... وأهل غزة قالوا " الحصار أبو الاختراع".
رغم الإغلاق والمنع الإسرائيلي في قطاع غزة، والحالة الاقتصادية الصعبة نتيجة استمرار الحصار، لجأ الغزيون ليخترعوا بأساليب جديدة ومختلفة، للتزود بما يحتاجونه ويفتقدونه في ظل استمرار منع تدفق البضائع والسلع.
لقد اعمل الحصار عقول الصناع بغزة، ليبتكروا ما يمكنهم من مزاولة أنشطتهم اليومية والحياتية، فعندما منع دخول الوقود، استخدموا زيت الطعام "السيرج" بديلا عنه، وبعد أن قطعت الكهرباء، استخدموا الطاقة الشمسية، لكنهم اليوم بعد منع دخول النحاس إلى غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، بدأ الغزيون في صهر العملات المعدنية النحاسية، واستخدامها كأصابع كهربائية.
لم يكن غريبا أن ينير مدرس في إحدى مدارس غزة بيته كاملا على الطاقة الشمسية، متغلبا على انقطاع التيار الكهربائي، بل الغريب أن يتخصص البعض من سكان القطاع في جمع "أنصاف الشيكل" ليبيعوها بأغلى من ثمنها.
أبو محمد، أحد صاهري العملة في غزة قال: وهو متخوف من الملاحقة: "إن الحصار أعطانا وسائل أخرى لمحاصرته، فعندما منع الاحتلال دخول الأدوات الكهربائية، وخاصة المواد النحاسية، لم نجد أمامنا سوى استخراج النحاس، وصهر أشياء أخرى، كان منها فئة النصف شيكل".
ويضيف أبو محمد :" نحن قمنا بهذا العمل لنسد حاجة القطاع من المستلزمات الكهربائية، ونحن نستخدم هذه النقود في عمل أصابع الكهرباء التي فقدت في غزة منذ بداية الحصار، وخاصة أن الاحتلال لم يسمح بدخولها إلى غزة بعد التهدئة الحالية".
ويتابع أبو محمد، "ثمن المائة قطعة من عملة النصف شيكل يساوي مائة وعشرين قطعة إذا صهرت إلى النحاس، وهذا بحد ذاته مربح جيد في ظل الحصار القائم ".
أما السائق محمد نصر 22 عاما قال :"أنا سمعت عن صهر فئة النصف شيكل في السابق لكن الآن نجدها بشكل واضح خاصة أننا أصبحنا نجد صعوبة في إيجاد النصف شيكل، حيث أن بعض تكلفة بعض المواصلات يكون نصف شيكل، فنتحرج من الراكب هل نعطيه الشيكل ونسامحه في النصف شيكل الباقي، أم نطلب منه أن يسامحنا في الباقي ".
و من جهته قال المواطن محمد أبو هين من مدينة غزة باستغراب :" نعم أنا استغرب من النقص في فئة النصف شيكل في البلد، والتي أصبحت تحرجنا مع السائقين، وعند الشراء، والسبب هو جمع النصف شيكل من قبل بعض التجار، واستخدامها في الكهرباء ".
اما التاجر رياض صاحب أحد محلات المستلزمات الكهربائية يقول :"الآن لا حاجة لصهر النصف شيكل لأننا أصبحنا نأتي بالنحاس من الأنفاق، بل وأصبحنا نأتي بالأدوات والمستلزمات الكهربائية، وبجميع أنواعها من مصر، لكن بعض التجار وجدوا أن صهر النصف شيكل أسهل من الاستيراد عبر الأنفاق ".
ويبقى السوق الغزي مهددا بغياب فئة النصف شيكل بعد فترة قريبة في حال استمر صهره من قبل بعض الصناع واستمرار منع دخول النقود والسيولة إلى غزة من قبل إسرائيل.