الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تلميذات مدرسة قرطبة من خيمة الاعتصام ضد الإغلاق ... قصة معاناة لم تنته بعد

نشر بتاريخ: 09/11/2008 ( آخر تحديث: 09/11/2008 الساعة: 17:53 )
الخليل - معا - ضمن فعاليات الحملة الوطنية لرفع الإغلاق عن قلب الخليل، قامت العديد من مدارس الخليل بزيارة تضامنية لخيمة الاعتصام الرافضة للإغلاق والمقامة على مقربة من الحرم الإبراهيمي الشريف وسط الخليل .

" جئنا من قلب المعاناة لنتضامن مع المعاناة ، جئنا لنسمع صوتنا ، ونقول كفى للإغلاق.. " .

هذا ما ذكرته مديرة مدرسة قرطبة الأساسية للبنات السيدة ريم الشريف ،
وأضافت السيدة الشريف " لن نرحل عن مدرستنا مهما كانت الظروف سيئة ، ومهما حاول المستوطنون إرهابنا وإرهاب بناتي الطالبات في المدرسة ، بسلاح العلم نحارب أعداءنا ، لنبقى صامدين فوق أرضنا ."

المشي بين القبور وعبور الحواجز للتعليم:

مدرسة قرطبة محاطة بثلاثة بؤر استيطانية " الدبويا ، بيت رومانو ، بيت يشاي " ، وتضطر تلميذات المدرسة القادمات من خارج شارع الشهداء لعبور حاجز الكتروني وضع على مدخل الحاجز، والانتظار للتفتيش مدة من الزمن تمتد من ربع ساعة حتى ساعة كاملة ، حسب الحالة النفسية لجنود الحاجز .

التلميذة مروه الناظر في الصف العاشر، والتي تسكن شارع الشهداء حالها أفضل بكثير من حال زميلاتها ، فلا تضطر لعبور الحاجز الالكتروني ، ولكنها تخضع للتفتيش قبل صعود درجات المدرسة من قبل الحاجز البشري على مدخل المدرسة .

وقالت التلميذة مروه " كل يوم تفتيش من جنود الاحتلال ، ونتعرض للاعتداء في أحيان كثيرة من المستوطنين وفي مرات أخرى يطلقون الكلاب لتنبح علينا وتهاجمنا ، تعرضت للضرب على أيدي المستوطنين ..".

ولمساعدة التلميذات على الوصول للمدرسة تقوم مجموعات مسيحية بمرافقة التلميذات في طريق ذهابهن وعودتهن من المدرسة بالإضافة لوجود دورية مراقبة من قبل بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل .

وتضيف مروه في حديثها " نتعرض للضرب من المستوطنين ويشاركنا في ذلك المتضامنون الأجانب ."

على المدخل الثاني للمدرسة تضطر دينا الفاخوري وزميلتها نسرين اعبيدو وعدد آخر من تلميذات المدرسة للمشي بين القبور للوصول لمدرستهم ، بعد إغلاق الشارع الرئيس المؤدي لمدرستهم من قبل جنود الاحتلال .

تقول دينا ما زلت أشعر بالخوف كلما تذكرت أول مرة مشيت فيها بين القبور للوصول لمدرستي ، كنت أشاهد القبور من مدرستي ولم أكن أتخيل بأنني سأمشي بينها في أحد الأيام ، وحينما مشيت لأول مرة تهت في الطريق ، وبدأت بالبكاء والصراخ لنجدتي ، فساعدتني إحدى الطالبات الأكبر مني سناً للوصول للمدرسة ..".

وتضيف زميلتها نسرين ،" أنا أسكن في تل الرميدة وكثيراً ما كنت أمشي بالقرب من القبور ، لكن بعد الإغلاق أصبحت أمشي بين القبور ، قمت وزميلاتي بتشكيل فرقة لمساعدة الفتيات الصغيرات على المشي بين القبور، الوضع صعب جداً في الشتاء الكثير من الوحل ، واضطر آباؤنا لشراء أحذية للوحل وأخرى للمدرسة ، أما في الصيف فتلتصق بملابسنا الأتربة ويصبح منظرنا يرثى له ." .

وعن الأسباب التي تدفعهن للذهاب لمدرسة قرطبة رغم هذه الصعوبات الكثيرة ، أجابت التلميذات " هذه مدرستنا ولن نتركها للمستوطنين ، الذين أحرقوها ودمروا حديقتها ..".

وأضافت دينا " التعليم ممتاز جداً في المدرسة ، ونظراً لقلة عدد التلميذات في الصف الواحد ، هناك فرصة أكبر للمشاركة في المناقشة والاستفادة من المعلومات المقدمة لنا ..".

وطالبت تلميذات مدرسة قرطبة برفع الإغلاق وإزالة الحواجز التي تعيقهم من الوصول لمدرستهم بحرية وأمان .

وذكرت السيدة ريم الشريف بأن عدد التلميذات يبلغ 128 تلميذة من الصف الأول حتى العاشر الأساسي .

من جانبه أثنى رئيس لجنة اعمار الخليل د. علي القواسمي ، على معلمات وتلميذات مدرسة قرطبة ، مشيداً بصمودهم في المدرسة وحصول التلميذات فيها على معدلات عالية في التحصيل العلمي رغم منغصات جنود الاحتلال والمستوطنين ، وأكد على وجوب رفع الإغلاق وإجلاء المستوطنين عن قلب الخليل حتى يعيش أهلها في طمأنينة وسلام وحرية .