وفد اللجنة التحضيرية "لملتقى الشمال" يلتقي رجال أعمال فلسطينيين في الناصرة
نشر بتاريخ: 09/11/2008 ( آخر تحديث: 10/11/2008 الساعة: 00:31 )
رام الله -معا- عقد وفد من اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين للاستثمار- "ملتقى الشمال" ونخبة من رجال الأعمال الفلسطينيين، مساء الخميس الماضي في مدينة الناصرة؛ لقاءً تمهيدياً تشاورياً مع رجال أعمال ومستثمرين فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948، شارك فيه أربعون مستثمراً فلسطينياً يمثلون القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وهدف اللقاء إلى عرض أهداف "ملتقى الشمال" ، وبحث سبل تفعيل العلاقة التجارية مابين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وبين نظرائهم في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح سمير حليلة المنسق العام لملتقى الشمال خلال اللقاء طبيعة المشاريع المقدمة لملتقى الشمال وفرص الاستثمار المتوفرة في شمال الضفة الغربية، والتي تتركز في أربعة قطاعات هي الصناعة، السياحة، الزراعة والبنية التحتية. مؤكداً أن المدن الفلسطينية في الشمال تزخر بفرص الاستثمار المجدية اقتصادياً لكلا الطرفين، وداعياً رجال الأعمال في الأراضي المحتلة عام 1948 للمشاركة الفاعلة في فعاليات المؤتمر.
وأكد حليلة "إن انعقاد مؤتمر فلسطين للاستثمار في شمال الضفة الغربية تحت اسم (ملتقى الشمال) إنما هو فرصة هامة للقاء الأهل من داخل الخط الأخضر، وتفعيل التواصل معهم، بما يشمل بحث سبل تنشيط العلاقات التجارية وفتح الأسواق ما بين الأراضي المحتلة عام 1948 و 1967، حيث سيجلب ملتقى الشمال فرصاً مشتركة تعزز العلاقات على المستوى التجاري، لذا نرى في المؤتمر جسراً لتعزيز التواصل بيننا وبين أهلنا داخل الخط الأخضر".
كما أشاد باهتمام الرئيس محمود عباس وحرصه على انعقاد المؤتمر ونجاحه حتى يكون انطلاقة المبادرات الاقتصادية في الشمال والتخفيف من العبء الاقتصادي على كاهل الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، مثمنا جهود رئيس الوزراء د. سلام فياض وحكومته في تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي وتهيئة أجواء إيجابية الأمر الذي أسس لبيئة مشجعة للاستثمار في فلسطين.
من جانبه دعا وفد اللجنة التحضيرية كافة رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين في الوطن والشتات إلى التفاعل مع ملتقى الشمال كونه يعدّ حاضنة الاستثمار في شمال الضفة، داعياً كافة المسؤولين وممثلي القطاع الخاص إلى الاضطلاع بدورهم والمشاركة الفاعلة في المؤتمر واتخاذ كافة التدابير كل في موقعه لإنجاح أهداف المؤتمر بما يعود بالنفع على جميع الشرائح والقطاعات والمستثمرين أنفسهم.
وأوضح الوفد أن أحد أهم أهداف ملتقى الشمال هو إعادة إنعاش الأنشطة الاقتصادية والتجارية في مدن شمال الضفة الغربية، لا سيّما عقب التدهور الاقتصادي الحاصل منذ عام 2000، كذلك إحياء التبادل التجاري ما بين السوق الفلسطينية والسوق العربية داخل الخط الأخضر. وأعلن أنه ولتجسيد هذه العلاقة وتفعيلها سيتم العمل على إنشاء آلية دائمة للتواصل مع فلسطينيي الداخل المحتل عقب ختام ملتقى الشمال.
هذا ويركز المؤتمر الذي يأتي استكمالاً لمؤتمر بيت لحم للاستثمار، على إبراز الفرص الاستثمارية في مدن الشمال مسلّطاً الضوء على جدواها ومساهمتها المتوقعة في النهوض باقتصاد مدن الشمال. وذكرت اللجنة التحضيرية أن المؤتمر يسعى إلى التعريف بالفرص الاستثمارية الوفيرة في الشمال والتي يمكن أن تشكل مصدراً رئيساً لإنعاش اقتصاد المنطقة ومحاربة آفات البطالة والفقر التي ظهرت في السنوات الأخيرة كإحدى إفرازات الحصار الإسرائيلي والإغلاقات وصعوبات التنقل ما بين المدن الفلسطينية، حيث ستوفر آلاف فرص العمل وستعزز صمود الاقتصاد الفلسطيني وتنعش كافة القطاعات الإنتاجية والصناعية.
كما ويسعى المؤتمر إلى جذب اهتمام المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين في المهجر والشتات، للاستثمار في فلسطين وبالتحديد في شمال الضفة الغربية والذي يتمتع بوفرة الفرص الاستثمارية المجدية والتي ستعود بالنفع على كافة الأطراف في مجالات شتى، وأشارت اللجنة التحضيرية في هذا السياق إلى نجاحات عديدة ونماذج مشرّفة تمكن أصحابها من تحقيقها في الشمال على الرغم من المعيقات على الأرض كدلالة على قدرة الفلسطينيين كعمال وموظفين ورجال أعمال على تحدي العراقيل والسير قدماً نحو الاستثمار، حيث شهدت السنتين الأخيرتين ولادة عشرات المشاريع في الشمال وحققت تقدماً ملموساً على الرغم من الحصار الإسرائيلي.
ووسط أجواء طيبة رحب الحضور من رجال الأعمال داخل الخط الأخضر بضيوفه وبفكرة ملتقى الشمال وأهدافه، بما يضمن إعادة فتح التجارة بين الجانبين، وبحثوا سبل إعادة توجيه الاستثمارات والشراكات في شمال الضفة الغربية، وطالب الحضور بضرورة الإسراع في تسخير الإمكانات وتسهيل التجارة بين الجانبين وحل القضايا البيروقراطية والقانونية تشجيعاً لفرص الاستثمار والتجارة الحرة بين الجانبين.
وأشاد طارق شحادة مدير جمعية الناصرة لتنشيط السياحة والثقافة بفكرة عقد هذا اللقاء وعقد ملتقى الشمال معتبراً أن مجرد التواصل ما بين رجال الأعمال في أراضي السلطة الفلسطينية والأراضي المحتلة عام 48 بحدّ ذاته هو بادرة طيبة تدل على النية الصادقة لدى نخبة مشرفة من رجال الأعمال الفلسطينيين حريصة على إعادة خلق سوق مشتركة تسهم في التطور الاقتصادي لدى الطرفين، وقال شحادة "إن هذا التواصل يعبّر عن شعب واحد ينادي بصوت عالٍ لخلق اقتصاد قوي".
بدوره شدد عماد سلايمة رجل الأعمال من داخل الخط الأخضر ومدير المنطقة الصناعية في الناصرة سابقاً؛ على أهمية مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات بعد ختام ملتقى الشمال بشكل دوري، بما يسهم في تبادل المعلومات خاصة بعد الانقطاع الحاصل عقب اندلاع انتفاضة الأقصى وممارسات الاحتلال من حواجز وحصار مشدد أدى إلى صعوبات في التنقل، ونقل البضائع. كما دعا إلى ضرورة تأسيس مكتب تنسيقي مشترك ما بين الجانبين لبحث التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي.
وعلى صعيد الاستعدادات لعقد المؤتمر في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري، أكدت اللجنة التحضيرية أن الاستعدادات جارية على قدم وساق متخذة كافة التدابير والإجراءات من تنسيق أمني للضيوف وتوفير سبل الإقامة المريحة وأجواء المشاركة الفاعلة من داخل المؤتمر لرجال الأعمال ووسائل الإعلام على حد سواء.
وأوضحت أنه وحتى اللحظة فقد أكد أكثر من 220 رجل أعمال من فلسطينيي المهجر والشتات والعرب والأجانب مشاركتهم في ملتقى الشمال، فيما أكد 400 رجل أعمال فلسطيني من داخل أراضي السلطة الفلسطينية مشاركتهم، ما يدّل على اهتمام المستثمرين وجدية وجدوى فرص الاستثمارية المتاحة. مؤكدة أن الصورة لن تكتمل دون مشاركة المستثمرين من أهلنا داخل الخط الأخضر، الأمر الذي سيكون له عظيم الأثر على نجاح أهداف ملتقى الشمال.
هذا وتسلمت اللجنة المشرفة على المشاريع مسودات لأكثر من سبعين مشروعاً في مدن شمال الضفة الغربية، وتقوم اللجنة بالعمل على دراسة المشاريع وتحضيرها بالمستوى المهني المطلوب وحسب معايير محددة لتقديمها أمام المستثمرين ورجال الأعمال خلال جلسات المؤتمر، وسيتم ترشيح خمسة مشاريع في كل قطاع من قطاعات المؤتمر الأربعة لعرضها خلال الملتقى، فيما يتم تضمين المشاريع الأخرى في كتاب خاص بالمشاريع المقدمة للمؤتمر والذي سيتم إصداره عشية انعقاد المؤتمر.
وتتولى إدارة المؤتمر والإشراف عليه لجنة توجيهية يرأسها معالي وزير الاقتصاد الوطني السيد محمد كمال حسونة، وتضم في عضويتها الوزارات والهيئات الحكومية ذات العلاقة إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص. وتتولى هذه اللجنة مهمة وضع السياسات العامة للمؤتمر، وتشرف على عمل اللجنة التحضيرية التي تضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص ويرأسها المنسق العام للمؤتمر السيد سمير حليلة، حيث تضع اللجنة التحضيرية خطط العمل وتشرف على عمل اللجان الفرعية التي تتولى متابعة وتنفيذ المهام المختلفة. وتساهم نخبة من الشركات والبنوك والمؤسسات الفلسطينية في رعاية هذا المؤتمر؛ الراعي الماسي شركة فلسطين للتنمية و الاستثمار المحدودة (باديكو)، مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، الراعي البلاتيني صندوق الاستثمار الفلسطيني، الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار المساهمة المحدودة (أبيك)، الراعي الذهبي البنك الاسلامي العربي، بنك القاهرة عمان، بنك فلسطين، بنك القدس، شركة لوتس للاستثمارات المالية، والراعي الفضي شركة المشروبات الوطنية ومؤسسة برايس وترهاوس كوبرز ومجموعة عنبتاوي.