الواضح والاوضح في علاقة الناخب بالمرشح - انواع الناخبين وانواع المرشحين
نشر بتاريخ: 02/12/2005 ( آخر تحديث: 02/12/2005 الساعة: 11:17 )
معا - بقلم ناصر اللحام - من خلال متابعة نتائج استطلاعات الرأي في الدول الفقيرة والجديدة على عملية الانتخابات يتضح ان هناك انواعا من المرشحين كما ان هناك انواعا مختلفة من الناخبين ومن هذا المنطلق يجب الذهاب بعيدا في تحليل عوامل التاثير والترغيب والترهيب على كل نوع من انواع الناخبين .
الخطاب السياسي للحزب الذي ينتمي اليه المرشح والوضع الاجتماعي لعائلته وشهاداته العلمية او مواقفه البطولية , كلها عوامل مؤثرة وهامة في حسم نتائج التصويت لكنها لا بد وان تتوزع على محاور التصنيف قبل ان تعطى الحجم الحقيقي لها . ولان الناخب هو الغاية المطلوبة او السلعة المرغوبة في هذه العملية يعتقد بان المرشح سيكون هو صاحب الخطوة الاولى لاستدراجه الى صندوق الاقتراع .
الناخب (من الناحية النظرية) هو الثابت في هذه المعادلة والمرشح ( من الناحية النظرية ) هو المتغير ، ولكن هذا من الناحية النظرية فحسب اما عمليا وبعد التدقيق فان الباحثين سيجدون ان الجمهور الناخب يتحرك وعلى شكل اسراب باتجاهات مختلفة وفق حركة المرشحين وكأن المرشح " المتحرك" هو الثابت بينما الناخب " الثابت " هو " المتحرك " اصلا ، وان العلاقة بين ( الثابتين الاثنين) او بين "المتحركين " هي علاقة عكسية احيانا واضطرادية احيانا اخرى ، فكلما تحرك الناخب يتحرك المرشح والعكس صحيح .
ولكن اذا تحرك المرشح كثيرا فاننا سنجد الناخب يثبت نسبيا وبشكل تلقائي لانه لا يستطيع مواكبة التقلبات الكثيرة وهو لا يملك طول نفس في متابعة الحركة السريعة والمتواصلة فتراه يهجر ( المتابعة) ويميل الى ( الاستنكاف ) والعكس صحيح بحيث اذا شعر المرشح ان الناخبين مترددين وغير مستقرين ومتوترين فانه سيلجأ تلقائيا الى الثبات النسبي ولان انواع المرشحين كثيرة بل تكاد تاخذ طابعا فضفاضا فاننا سنميل الى تصنيفهم وفق قضايا شبه ثابتة مثل الاحزاب او الايدولوجية وهم ثلاثة انواع :
مرشح حزبي: وهو الذي تغلب عليه سمة تمثيل حزب معروف اكثر مما تغلب عليه سماته الشخصية مثل مرشحين فتح او حماس او اليسار .
مرشح برنامج : وهو المرشح الذي يتمسك ببرنامج مرحلي يتناول قضية محددة مثل محاربة الفساد او تشغيل العمال او خدمة القرى النائية او تمديد الكهرباء مثل الاصلاحيين ودعاة التغيير .
مرشح كاريزماتي : وهو نجم او وطني او شخص قام او سيقوم او رفض القيام او يرفض القيام بعمل له اهمية عند الجمهور ، وهم عادة يحظون بالتاييد اكثر من النوعين السابقين ولكن تاييد الجمهور لهم يكون لمرة واحدة عادة ولا يملك سمة الثبات الحزبي وهي حالات نادرة الحدوث وان كانت تتكرر كل دورة انتخابية ولكن الاهم من هذا ان الجمهور الناخب يتعلم وبسرعة في الدول النامية ان يقسم نفسه الى ثلاثة انواع وهو ما يمكن ان نصطلح عليه ( الحيلة الدفاعية عن نفسه وعن حقوقه) .
اما انواع الناخبين :
الناخب المؤمن :
وهو الناخب الذي يهب صوته معظم حياته الى حزب محدد وهو النوع الدارج في صفوف الايدولوجيين والمؤمنين والمثقفين وانتشار هذا النوع من الناخبين يكثر في اوساط الدول الشرقية فيما يقل وجوده في عالم الراسمالية والمصالح , فهناك ناخبين لا يعطون اصواتهم سوى لفتح او ناخبين لا ينتخبون سوى حماس او اليسار وهي اصوات ( محسومة) من دون الحاجة للعمل على استقطابهم ويمثلون الرأسمال الحقيقي لكل حزب ويتراوح هذا النوع في فلسطين بين 40 - 60 % وهي نسبة عالية نسبيا لكنها تنحسر في ظل الحياة الاعتيادية وعملية البناء الاجتماعي .
الناخب البرنامجي :
وهو الذي يهمه ان يقرا ويفهم ويقتنع بالبرنامج الانتخابي للحزب او للمرشح وهي نسبة قليلة في مجتمعاتنا العربية ولا تكاد تصل نسبتها الى 5% فقط .
الناخب الكاريزمي :
وهو الناخب الذي يبحث عن بطل او نجم يحقق له احلامه وافكاره وهو جمهور عريض في المجتمعات العربية وتصل نسبة وجوده مابين 30- 40 % ما يجعل من الاحزاب تتسابق على استقطابهم على حساب الاهتمام بالبرنامج .
يشار الى ان المجتمع - اي مجتمع ينطبق عليه مثل هذا التصنيف - هو مجتمع سيعاني من مشاكل ضخمة لانه يوكل مستقبله ومستقبل اطفاله لمصالح حزبية من دون محاسبة او لنجوم وشخوص على حساب برنامج يحتاجه المجتمع ويبقى مجتمع من دون برنامج سياسي او اقتصادي او تعليمي او ضريبي ويسبح في محيط المصالح الحزبية الضيقة او ضحية لاحلام النجوم البعيدية .