غزة على موعد مع الظلام إذا لم يدخل الوقود والمخابز تبدأ بالتوقف عن العمل غداً
نشر بتاريخ: 10/11/2008 ( آخر تحديث: 10/11/2008 الساعة: 13:49 )
غزة- معا- في تمام الساعة السادسة والنصف مساء ستضطر محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع إلى إبطاء مشغلاتها ثم إطفائها كلياً لتغرق مساحات واسعة من غزة بالظلام الدامس ولتعود إلى سابق عهدها مع انقطاع التيار الكهربائي بسبب توقف اسرائيل عن توريدها بوقود الكهرباء.
وتغذي الشركة قرابة 40% من قطاع غزة لا سيما غرب غزة ووسط القطاع وبعض أرجاء الجنوب في حين يستعين الجنوب بالكامل على الكهرباء المصرية برفح وخان يونس وشمالاً حيث بيت لاهيا وجباليا تضاء المنازل بالكهرباء الاسرائيلية التي يتم قطعها بشكل شبه يومي وتتوقف تغذيتها بالكهرباء حسب المزاج الاسرائيلي.
من جانبه قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة ستتوقف عن العمل بشكل كامل الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم الاثنين في حال لم يزودها الاحتلال الإسرائيلي بالوقود الكافي.
وشدد الخضري خلال مؤتمر صحافي عقده في محطة التوليد وسط قطاع غزة، بحضور وفد من البرلمانين الأوروبيين المتضامنين مع غزة، على أن الاحتلال يرفض إدخال الوقود اللازم للمحطة التي بدأت تتوقف عن العمل بشكل تدريجي.
واعتبر الخضري، أن توقف المحطة بشكل كامل سيشكل كارثة إنسانية وضربة قوية لمختلف مناحي الحياة في قطاع غزة التي تتعرض لحصار إسرائيلي مشدد منذ قرابة عام ونصف.
ورأى أن هناك خطراً كبيراً يتهدد مليون ونصف المليون إنسان في القطاع، مشيراً إلى أن توقف المحطة يعني تعطل المستشفيات وبنك الدم وغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال.
وشدد على أن المولدات في المستشفيات والمراكز الصحية وخاصة الرئيسية في غزة غير مؤهلة وقادرة للعمل على مدار الساعة، محذراً من توقف محطات المعالجة وتدفق مياه الصرف الصحي على المواطنين.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على أن قطاع غزة تنتظر واقعاً صعباً خلال الساعات القادمة إذا لم يتم الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من جميع الجهات المعنية والمجتمع الدولي لتزويد المحطة بالوقود.
وبين أن الاحتلال يسعى بعد نجاح كل رحلة بحرية لمتضامنين أجانب في الوصول لغزة للتضييق على سكان غزة وإغلاق المعابر وتشديد الحصار لإيصال رسالة للجميع والمتضامنين على مضيه في حصار غزة رغم كل جهودهم.
من جانبه قال المهندس كنعان عبيد نائب، رئيس سلطة الطاقة، في تصريحات صحافية: "اضطررنا لإيقاف أحد المولدات عن العمل مساء اليوم، وستتوقف المحطة بالكامل عن العمل صباح غد؛ بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر، وعدم وصول الوقود اللازم لتشغيل المحطة منذ نحو أسبوع".
ونوه عبيد إلى أنه "سيعاد العمل بنظام جدولة تغذية مناطق القطاع بالكهرباء من خلال قطعها ثماني ساعات وإيصالها ثمان أخرى إلى كل منطقة بحسب جدول واضح".
وحذر من أن "توقف الوحدات سيؤدي إلى فقدان نحو 30% من أعمال غزة، إضافة إلى فقدان خطين من الخطوط الإسرائيلية المغذية لجنوب وشمال القطاع حتى اللحظة، مما يضيف فقدان 10% من الطاقة، وهذا يعني أن الطاقة المتوفرة حاليا تكفي فقط لحوالي 50% من سكان القطاع".
وأوضح أنه "يوجد أعطال كذلك على خط بيت لاهيا وخان يونس، وعجز في المحولات، ولا توجد قطع غيار أو مواد كيميائية للتبريد وهذا ما يزيد المشكلة تعقيدا".
وفي سياق آخر أعلنت جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، عن توقف المخابز اعتباراً من يوم غد عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونقص غاز الطهي وعدم كفاية مخزون القمح بعد إغلاق معابر القطاع بشكل كامل منذ ستة أيام.
وقال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة في مؤتمر صحافي عقده اليوم: "ابتداء من صباح غد الثلاثاء ستبدأ مخابز قطاع غزة بالتوقف عن العمل واحداً تلو الآخر وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من قطاع غزة بالإضافة إلى نقص غاز الطهي اللازم لإنتاج الخبز".
وأضاف "بالنسبة لموضوع القمح في قطاع غزة فقد قامت الجمعية بعمل إحصائية للقمح الموجود في المطاحن المحلية حيث تبين أن الكمية لا تكفي سوى لسبعة أيام وما هو موجود أقل من 5000 طن والحاجة اليومية للقطاع هي 400 طن".
وناشد العجرمي، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتدخل العاجل والفوري لفتح معابر القطاع وذلك لتجنب حدوث كارثة إنسانية في القطاع.
ودعت الجمعية الرئيسيين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك للتدخل بأسرع وقت لمنع وقوع كارثة انسانية في قطاع غزة، كما طالبت الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بالتدخل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر المغلقة فوراً.