الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو عمار في الذكرى 4 لرحيله: عندما بكى وابكى من حوله.. قليلاً ما يشرب القهوة ويحب الكنافة النابلسية والاستماع لام كلثوم

نشر بتاريخ: 11/11/2008 ( آخر تحديث: 11/11/2008 الساعة: 09:31 )
(الحلقة الاولى)
غزة- معا- الرسالات العظيمة تنتج أنبياءها والقضايا العظيمة تنتج إبطالها كان ياسر عرفات بطلا من إنتاج القضية العبقرية والمعقدة القضية الفلسطينية المثقلة بالحزن والنبل والفواجع وحجم العدالة والخذلان و كان أبو عمار من إنتاجها علي هيئة بطل أو زعيم علي هيئة رمز يشكل نوعا من الطمأنينة الشخصية لكل من يعرفه علي حده مثلما شكل الطمأنينة للشعب باكمله.

لقد كان عرفات هو الفلسطيني الشامل للقضية الفلسطينية يحمل كافة خصائصها علي مستوي تجربته الانسانية و فيه شئ من كل.. نموذج من نماذج المعاناة الفلسطينية ففيه معاناة المواطن، و معاناة اللاجئ، كان مقدسيا وغزاويا وضفاويا وهو من فلسطيني المنفي خاض كل هذه التجارب بشكل عميق و ليس بشكل سطحي.

ستحاول "معا" في سلسلة حلقات بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل القائد الرمز والانسان القاء الضوء على جوانب من سجايا وعادات الرجل لذي احب الناس واحبوه، حتى قضى شهيدا قبل ان يرى الحلم يتحقق، وذلك من خلال عدة لقاءات مع رفاق واصدقاء الراحل الكبير:

يحيى رباح: كان يشعر بتدمير جهاز المناعة لديه

يقول الكاتب والمحلل السياسي يحيي رباح ان ابو عمار كان على علم مطلق غير قابل للتبديد بانه تم الوصول اليه في بدايات مرضه الاخير.

يقول رباح " انا شخصيا اشعرني بذلك باكثر من مجرد التلميح كان هذا منذ بداية العام 2004 قد بدأ الرئيس يكتشف ان جهاز المناعة في جسده يتم تدميره وكان ينظر للاطباء الذين يزورونه بين وقت و اخر و يوجهون له بعض النصائح العادية بانهم يقدمون اليه نوعا من الرثاء و لكنه لم يكن يخبرهم بماذا يعتقد.

يحيي رباح يتذكر لـ "معا" عن علاقة ياسر عرفات باللون الكاكي وعلاقته بالحطة وصناعة الرموز الوطنية الفلسطينية منذ لوح بالحطة و علامة النصر عند عرفات القائد الميداني و الفدائي و عن علاقة الكاميرا و الصحافة بالقائد الفلسطيني المؤسس وعن حب عرفات للحلوى والكنافة النابلسية واستماعه لام كلثوم وعن قربه للاطفال.

متى بكي عرفات وابكي من حوله:

يقول يحي رباح كان عرفات يبكي في مرات عديدة و لكن حدثني عن ابو اياد في لحظة افتقاد وبكي وعن ابو جهاد بلحظة افتقاد وبكي وقال ابو عمار وهو يبكي والدموع تنهمر من عينيه " عندما كان ابوجهاد و ابو اياد معي كنت اضع راسي علي المخدة و انام بطمأنينة و لكن عندما فقدتهما كلما وضعت راسي علي مخدتي اشعر انها محشوة بمواد متفجرة".

يحب الكنافة النابلسية وقليلا ما يشرب القهوة:

يضيف رباح: أن عرفات كان يحب شرب الشاي و لكنه كان لديه كل شئ بمقدار و ان أجمل لحظاته كانت وسط الأطفال فكان رقيقا جدا معهم كما كان يحب أكل كل أصناف الحلويات و بالذات الكنافة النابلسية حين كان يقطعها بيديه ويوزعها على من يكون بصحبته.

كان أبو عمار قليلاً ما يشرب القهوة ويحب ان يتناول الطعام دائما بمقدار الجرامات ولديه قدرة على الانضباط في التعامل مع الأشياء التي يحبها ولكن أبو عمار كان قلقا جداً من ان يقتل على طريقة السم التي قتل بها الرئيس هواري بومدين.

ويضيف رباح كان ذواقا بكل شئ كان يحب الاستماع لاغاني ام كلثوم ويعشق رسوم ميكي ماوس كما كانت له صلات كبيرة بالنجوم العرب والفنانين كما الشعراء وكما الصحفيين ومن النجوم اللامعين الذين كان ابو عمار يحبهم و يحبوه منهم عادل امام ويوسف شعبان ومديحة يسري والكثير كما كان يتابع بشكل متقطع بعض المسلسلات.

يقول رباح عن الختيار كان عندما يضحك كان يضحك من قلبه و من أعماقه كالاطفال وكان شديد الخجل ويتصبب عرقا من المواقف الانسانية وكان ضعيفا رقيقا تجاه الاطفال.

ويحكي رباح أن "أبو عمار" كان مثل مواليد برج السرطان مع انه ليس من مواليد هذا البرج نصفه في الماء ونصفه في اليابسة في نتاج مطلق للقضية الوطنية.

يتبع ...... غدا