الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

المشي على الحبال بقلم :عبدالمطلب الشريف

نشر بتاريخ: 11/11/2008 ( آخر تحديث: 11/11/2008 الساعة: 17:21 )
بيت لحم - معا - وجه شبه كبير بين مسيرة كرتنا الفلسطينية وبين رجل السيرك يسير بحذر شديد فوق حبل معلق في الهواء ويحمل بيديه عصا التوازن كمساعد له على عدم السقوط الذي تزداد احتماليته كلما تقدم خطوة الى الأمام ، أمّا الفارق بيننا أن صاحب السيرك إذا ما سقط فإنما يسقط على شبك وُضع أسفل منه لحمايته ، في حين سنسقط إذا ما سقطنا بشكل كارثي لا نجد تحتنا ما يخفف صدمة ارتطامنا بأرض صلبة قد يكون الينُها حبات المطاط الأسود التي باتت تعلو فوق عشب بعض ملاعبنا حتى أننا لم نعد نعرف أهي ملاعب مطاطية أم عشبية .

وها نحن كصاحب الحبل قد وصلنا الى منتصف المسافة بين العقلتين وبدأت تتزايد بنا الإهتزازات والتأرجحات ، حتى بتنا في حالة أقرب الى عدم التوازن الناتج عن التفاوت في قوة وصلابة القواعد والأعمدة التي أقمنا عليها بيتنا الكروي ، مما أوجد حالة من عدم الإطمئنان الى مدى صمود هذا البناء أمام عاصفة دوري الدرجة الممتازة ، وكيف سيكون الحال إذا ما بدأت بالتكون في الجوار عاصفة أخرى تدعم سابقتها بعد البدء بدوري الدرجة الأولى ، وهل ستتحمل قواعد البناء وأعمدته دخول العاصفتين من جهة واحدة وفي زمن واحد .

ولا بد لنا هنا من تفحص هذه الركائز للتعرف على مدى قوتها ومرونتها ومقاومتها للرياح المصاحبة لهاتين العاصفتين .

1 - البنية التحتية .

ونقصد بذلك ملاعب كرة القدم الترابية منها والمعشبة ، ففي ظل الشك في أمكانية استخدام الملاعب الترابية ونحن نستقبل فصل شتاء ماطر يُحولها الى برك مائية ومستنقعات طينية ، هل ستكون المعشبة منها كافية لاستقبال هذا الكم من المباريات ولا زال يفصلنا ردحاً من الزمن عن جاهزية ملعبي الخليل ونابلس ، وعدم إضاءة جزء من الجاهز منها .

2 - إدارة الإتحاد ولجانه .

مما لاشك فيه أن هذه الركيزة تشكل قاعدة قوية وصلبة في بعض جوانبها ، وتعاني من ضعف عام في جوانبها الأخرى ، ولعلها تستمد قوتها من وجود رئيس مصمم على العبور بمركبه الى الجانب الآخر ، وما يُضعفها الإستمرار الجزئي بأفكار وسياسات وتطبيقات من الماضي الذي ثبت فشله للقاصي والداني ، وينصح التقرير المخبري بعدم التعجل وبمضاعفة الإستعانة بالخبرات الوطنية المؤهلة وتوزيع المهام ، وعدم حمل جميع ما على العربة من حبات بطيخ بيد واحدة .

3 - الحكام .

يعتبر هذا القطاع أحد أهم ركائز بنائنا الكروي ، ويتحمل العبء الأكبر من المسؤولية عن صمود البناء أو انهياره ، وقد بات واضحاً أن هذه القاعدة تعاني من كثير من الوهن والضعف في جوانبها وباتت بحاجة ماسة الى إعادة ترميمها ، ومع احترامنا للعناصر المكونة لها ، نجد من يحكم منهم بأمر الله ولا يخشى في الحق لومة لائم ، ومنهم من يحكم بأمر الجمهور الغاضب والهادر ويخشى في الحق حجراً أو قنينة مثلجة بغض النظر عن محتواها ، ومنهم من يخطىء جهلاً ، ومنهم من يخطىء - والعياذ بالله - عمداً ، ورغم اختلاف العقوبة الإلهية في كلا الحالتين ، فالعقوبة للفريق المظلوم واحدة . وينصح التقرير المخبري بإيقاع العقوبة نهاراً وجهاراً على المخطىء منهم ، وإكرام وتكريم المصيب ، ومن الضرورة بمكان إيجاد الحماية القصوى لهم ليتمكنوا من أداء مهامهم بدون خوف أو وجل .

4 - إدارات الأندية .

من أهم عوامل نجاح أو فشل المسيرة ، من خلال الإعداد الجيد لفرقهم ، ونشر الوعي بين جماهيرهم ، وإدراك أن الأكثر مرارة من الهبوط الى درجة أدنى ، هو فشلنا في النهوض بحركتنا الرياضية بشكل عام ، وكرتنا الفلسطينية بشكل خاص ، ولا يجوز ولا يحق لنا أن نغلّب مصلحتنا النادوية أو الشخصية على المصلحة العامة ، ويبقى الهبوط الى درجة أدنى أهون علينا من السقوط الى الهاوية.

5 - الجمهور .

سلاح ذو حدين ، إذ يشكل قاعدة صلبة قوية وداعمة لتطور كرتنا الفلسطينية ، إذا ما تم توجيهه واستغلال طاقاته العلمية والعملية والمادية في الإتجاه الصحيح ، ويصبح وحشاً قاتلاً إذا ما تُرك الحبل على غاربه لبعض المسيئين اللذين على قلتهم يتعمدون نشر الفوضى بين الباقين من الصالحين وهم الأكثرية ، ولكل منهم أسبابه وتوجهاته ودوافعه والدافعون له ، ومع إدراكنا لمدى الضغط الذي يعيشه شبابنا ومحاولة تفريغه على مدرجات ملاعب كرة القدم ، إلاّ أننا نأمل من الصالحين منهم تفويت الفرصة على الضالين ، وأن لا يسمحوا بإجهاض ما تم البدء به ، فقد تكون فرصتنا الأخيرة التي طالما انتظرناها ، وللإتحاد نقول أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، ولا ضرورة لإعادة تبييض السجون .