شرطة اريحا خطوة واثقة الى الامام نحو المهنية وسيادة القانون
نشر بتاريخ: 11/11/2008 ( آخر تحديث: 11/11/2008 الساعة: 22:31 )
أريحا - تقرير معا - تبدو الصورة بعيدة عن اشتراطات ممن يطالبون بإعادة تشكيل الأداء الأمني الفلسطيني لمختلف الأجهزة الأمنية، لكن مضمون الصورة الحية للأداء الشرطي في محافظة أريحا ليس بعيدا عن هذه الدعوة، وان كان هذا الأداء يعبر عن تلقائية ومهنية غير موجهة لأهداف سياسية بقدر ما هي خطوة نحو إثبات الذات وكسب احترام الشارع والاستئثار بثقتة.
فالأداء الميداني لشرطة أريحا بجميع فروعها وتشكيلاتها إنما هو خلاصة رؤية إستراتجية يتبناها رئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض ترى في الأمن ركيزة لمختلف خطوات التطور والبناء بل ومؤشر لاستقطاب الدعم الدولي للرغبة الوطنية في إقامة الدولة المستقلة، مما يحفز الاستثمار ويدفع نحو إحداث المزيد من التنمية المستدامة.
هذة الرؤية الإستراتجية رافقها حرص اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة لإعادة هيكلة تشكيلات وإدارات الشرطة بمختلف مهماتها بمفهوم واسع ينحى بجهاز الشرطة بعيدا عن تجاذبات الصراعات المقيتة والتي أفقدت المواطن الثقة بأداء الأجهزة الأمنية على مدار السنوات الماضية، وهناك صور حية عكست هذا التوجه، والذي مثلتة مشاركة عناصر الشرطة في قطف الزيتون والوقوف مع المزارعين أمام إرهاب المستوطنين.
في أريحا يكتمل مشهد انبعاث الثقة برجل الشرطي في صور شتى تأخذ أبعادا من الاحترام والالتزام، ففي استاد بلدية أريحا يتجمع الآلاف من عشاق كرة القدم وجماهير الأندية على مدار يومين أو أكثر، مما يؤكد الحاجة الكبيرة لعناصر من الشرطة قادرة على ضبط الجمهور وحسن التعاطي مع تفاوت وعيه الاجتماعي وتعاطية مع النظام، حيث أثبتت الأسابيع العشرة المنتهية من عمر دوري كرة القدم مرونة رجال الشرطة في التعاطي مع ردود الأفعال وسرعة احتوائها دون إثارة ردود فعل الآلاف، إضافة لديناميكية القادة الميدانيين في التنسيق مع باقي تشكيلات الأمن في المحافظة وفق تحديد صلاحيات التدخل والإسناد ودون إحداث ازدواجية في قيادة مختلف العناصر المكلفة بالمهمات ميدانيا والتي هي من صلب مهام وعمل الشرطة.
أما الصورة الثانية في المشهد الشرطي فكانت حالة الاستنفار الميداني الاختباري لتشكيلات شرطة أريحا قبل عدة أيام.
فقد أصدر العقيد رشيد حمدان قراراً باستنفار جميع تشكيلات الشرطة ودعوة الجميع من ضباط وأفراد للانخراط في المهام الميدانية، صورة كانت غير مألوفة لدى سكان أريحا والذين فاجأهم انتشار الشرطة وسرعة تنفيذها لمهمات مطاردة المطلوبين الوهمين وسياراتهم واقتحام أوكارهم المفترضة وتامين الحماية للشخصيات المفترضة وحماية منشآت ومقار عامة وتامين الحماية للبنوك مع توفير الدعم والإسناد اللوجستي لمختلف المواقع بجهد ووقت واحد، شاركت فيه سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واليات وطواقم بلدية أريحا، ليأتي مشهد وصورة رجل الشرطة المتفاعل والمنضبط والقادر على تأدية المهام بهمة عالية ومهنية كبيرة، لتمحو هذه الصورة السابقة لرجل الشرطة المتثاقل واللامبالي والذي انهكة التجاذب السياسي وتأثيرات الحصار ومن ضمنها تأثيرات وقف الرواتب الشهرية سابقاً.
يضاف إلى هذة الصور نماذج من العمل الميداني المتزن والذي حقق للشرطة الحيادية في التعاطي مع العلاقات الاجتماعية أو تأثيرات الجغرافيا وأبناء البلد، خاصة خلال زيارات فصل الصيف وسفر المواطنين عبر استراحة بلدية أريحا، من خلال خطة عمل غلفتها شفافية الأداء وتوحيد المرجعيات والتي حددت قاعدة من الخطوات العملية والتي آمنت لكافة المواطنين السفر بسهولة ويسر وفق منهج عادل من الاحترام والتقدير ، فجاء موسم الصيف الماضي من أكثر مواسم السفر يسرا وسهولة ، يضاف إليها قيام تشكيلات شرطة أريحا بتنفيذ مهام حماية المواقع السياحية وضمان امن السائحين والفنادق والوفود الرسمية.
العقيد رشيد حمدان قائد شرطة أريحا والأغوار نسب كل ذلك إلى وحدة القرار وتوحيد المرجعيات ومحاسبة المقصرين، إضافة للتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى وفق مبدأ الاحترام والترجمة المهنية للأدوار، مع شكرة الكبير للأجهزة الأمنية الأخرى وبلدية أريحا والهلال الأحمر الفلسطيني بل والاهم من ذلك هوا لاحترام المتبادل مابين رجل الشرطة والمواطن.