الزعارير: اعتذار حماس عن المشاركة في الحوار دليل على ترسخ ثقافة الإقصاء والارتباط بسياقات إقليمية
نشر بتاريخ: 12/11/2008 ( آخر تحديث: 12/11/2008 الساعة: 17:01 )
رام الله- معا- قال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح أن اعتذار حركة حماس عن المشاركة في الحوار الذي كان مزمع انعقاده في العاشر من الشهر الجاري، " دليل على محاولات الحركة لإفشال جهود انطلاق الحوار ارتباطا بسياقات إقليمية وديناميات مصلحيه داخل حركة حماس".
وقال الزعارير في مقابلة له بثت على تلفزيون فلسطين أمس،" إن حماس ملتزمة على الدوام بثقافة الإقصاء، حيث إنها لم تعتد تاريخيا على ثقافة المشاركة والتعددية السياسية في العمل الوطني، وحينما تأسست حماس عام 1987، اختارت أن تكون وحيدة في بيانها ووجودها بخلاف قيادة العمل الوطني الموحدة للانتفاضة".
وأضاف: حماس على غرار ما جرى بعد مدريد وأوسلو أرادت ان تكون على رأس المعارضة، فهي لا تبتغي ولا تريد ان تكون جزءا من النظام السياسي الديمقراطي وهي لم تشكل باي شكل من الإشكال معارضة ديمقراطية بالحد الأدنى".
وتابع المتحدث باسم فتح: وبالتالي فان حماس تاريخيا لا يوجد في ثقافتها ما يمكن أن يسمى ثقافة الحوار، وما حصل أن الحركة رغبت في أن تظل وحيدة في قيادة النظام السياسي فقد دخلت الانتخابات الأخيرة في عام 2006 ثم تنكرت للأصول القانونية التي بنيت عليها الانتخابات سواء أكانت السلطة أو اتفاقيات اوسلوا أو الالتزامات التي أبرمتها السلطة ومنظمة التحرير".
واشار الزعارير الى ان لحماس مجموعة من الإرادات و التيارات التي تتنازعها وتتقاذفها بين من الداخل والخارج، ومعلوم لدى قيادة حماس في المستوى الأول المتواجدة في دمشق وانعدام التوافق المطلق والإجماع الكامل بين قيادات حماس في الداخل ( الموجودة في غزة). ومعلوم أيضا أن قيادة حماس في غزة تحاول السيطرة على قرارات الحركة وهذا اتضح في التشكيلات السابقة حين شكلت الحكومة وأخذت حماس الوزرات السيادية المتمثلة في رئاسة الوزراء والخارجية والداخلية، إضافة إلى النائب الأول للمجلس التشريعي الذي يعتبر نفسه الآن رئيسا للمجلس.
وفي شأن الحوار، قال الزعارير :ان حركة حماس لديها مجموعة من الإرادات والتيارات، ولدينا علما يقينيا كافيا من المعلومات الهائلة التي تفضي إلى أن حماس غير متجه نحو الحوار وهو جزء مرتبط بسياقات إقليمية وجزء مرتبط بديناميات الداخل.
وتابع يقول" لا يوجد ثمة مجال لوجود حالة فلسطينية سوية لدى كل قيادة حماس بمعنى أن الانتماء ليس وطنيا خالصا، وجزء من حماس يعتبر انه بالإمكان الانتظار حتى تشكيل الادارة الأمريكية وبعضهم يرى نفسه تابعا لمن يتوهم ان يفتح حوارا وطريقا مغايرا في طبيعة التعامل مع الإدارة الأمريكية لكافة ملفات الشرق الأوسط سواء أكان الملف الإيراني او المنطقة الحية المسماه بالهلال الخصيب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين".
وعن صلب ما تذرعت به حماس لإفشال الحوار، أوضح الزعارير أن الاعتقالات التي تقول عنها حماس أنها اعتقالات سياسية، من الجدير التوضيح ان اول من ادخل مفهوم الاعتقال السياسي إلى قاموس الحياة السياسية الفلسطينية هو حماس، حين أبلغت قيادة حركة فتح الذين اختطفوا أنهم معتقلون سياسيا، وأبلغت الأخ زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و أبو النجا أنهم اعتقلوا اعتقالا سياسيا، والهدف من ذلك هو المساومة والمقايضة والمبادلة ذلك في فترة الهجوم على مربع حي الشجاعية الذي تحدثت في حينه حركة حماس على انه يجب تفكيك هذا المربع على خلفية الانفجار الذي تم على الساحل والذي اتهم فيه سعيد صيام وكل قيادة حركة حماس حركة فتح بأنها جزء من الجريمة.
وأضاف الزعارير: حماس أبطنت على الدوام واخفت في أنها تريد تفجير الحوار بعدما أقسمت على الكعبة المشرفة في اتفاق مكة المكرمة وأجهضت الاتفاق بعد ثلاثة أشهر وهو ما يعني أن حماس تضمر حقيقة إفشالها الحوار ولم تكن متهيئة للحوار ولا إنهاء إمارة غزة ولا لإنهاء الانقلاب والانقسام في غزة، وغير متهيئة لاستعادة وحدة النظام الفلسطيني.
وحول تدخل الإطراف الإقليمية بسياسة حماس، قال الزعارير: إن حماس تحاول أن تسوق لبعض الإطراف الإقليمية المرتبطة بتحالفات مع حماس مشوبة بالخطر على الأقل على النظام السياسي وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني، في أنها تمتلك بقعة جغرافية محدودة اسمها قطاع غزة.
واتهم الزعارير حماس باستدعاء أبناء حركة فتح إلى مراكز التحقيق في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، والذين يطلب منهم طلبا واحدا وهو أن لا يجوز ولا يسمح لهم امتلاك السلاح في غزة.