الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السياسة الخارجية لأوباما قد تتصف بالدبلوماسية المتعددة الأطراف

نشر بتاريخ: 12/11/2008 ( آخر تحديث: 12/11/2008 الساعة: 18:56 )
واشنطن،-معا - قال المحلل السياسي ستيفن فلاناغان إن باراك أوباما حينما يؤدي اليمين القانونية في 20 كانون الثاني/يناير، 2009، قد يبدأ وقتها العمل بأسلوب جديد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. لكن التغيير لن يأتي على الفور، حسبما قال المحلل السياسي.

وأضاف في حديثه إلى المراسلين الصحفيين يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر، في مركز المراسلين الأجانب التابع لوزارة الخارجية الأميركية، "إن حكومة أوباما أمامها فرصة محتملة لتحقيق تقدم حقيقي" في السياسة الخارجية.

وأشار فلاناغان إلى أنه رغم عِظم التوقعات، فان هناك حدود للسرعة التي يمكن أن يحدث بها التغيير، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن الرئيس الجديد مقيد بشكل مباشر بما ستكون عليه الأحوال بسبب الأزمة المالية العالمية، وأن هناك عمليتين عسكريتين رئيسيتين تدوران خارج البلاد، كما أن هناك أولويات كثيرة داخل الوطن تستدعي الاهتمام."

وطوال الحملة الانتخابية كان أوباما هو وطاقم العاملين معه، يؤكدون الرغبة في التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة وتقوية العلاقات معهم. ورددت حملته الانتخابية مرارا أنه يود انتهاج أسلوب متعدد الأطراف في السياسة الخارجية على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين صورة أميركا في العالم.

وطبقا لما قاله فلاناغان فإنه "ستكون هناك طريقة مختلفة في التعامل مع المجتمع الدولي، وهي ستتمثل على ما يبدو في الالتزام بدرجة أكبر بالتعددية."

وهذا الأسلوب قد يلقى الترحيب من أطراف متعددة في العالم، واستشهد فلاناغان على صحة هذا التوقع بالعديد من استطلاعات الرأي التي أجريت على المستويين المحلي والدولي وأظهرت "وجود إحساس كبير داخل الولايات المتحدة حاليا بأن سياستنا الخارجية لا تسير في الاتجاه الصحيح تماما."

وسيتابع الكثيرون في جميع أرجاء العالم الرئيس الـ44 للولايات المتحدة وكيفية تعامله مع حلفاء أميركا، وتفاعله مع المؤسسات الدولية ومواجهته للتحديات التي تواجه دولا عديدة.

أهداف السياسة الخارجية لأوباما

يتوقع معظم الأميركيين أن يكون الوضع الأمني في العراق وأفغانستان في مقدمة أولويات السياسة الخارجية التي تشغل بال أوباما، علاوة على الأزمة المالية، التي استشعرها العالم كله.

وقال فلاناغان إن أوباما، حتى قبل توليه المنصب سينظر في الاقتراحات الجديدة المطروحة حول سبل التعامل مع الحرب في العراق والتطلع إلى "النقل التدريجي لمزيد من المسؤوليات إلى الشعب العراقي."

وأضاف المحلل السياسي الأميركي أن أوباما سيدرس أيضا سبل مكافحة التطرف والإرهاب العنيف على نطاق عالمي، بدرجة أكبر. وقال إن تركيز جهود المكافحة ستنصب على الأرجح في أفغانستان وباكستان، وأن الرئيس الجديد ربما يقرر أن اجتثاث الإرهاب قد يحتاج أسلوبا متعدد الأطراف بدرجة أكبر.

كما ذكر فلاناغان أن أوباما قد ينتهج أسلوبا متعدد الأطراف أيضا بالنسبة لموضوع تغيرات المناخ، وهو الموضوع الذي يهتم به المجتمع الأوروبي بصفة خاصة. وعلى ما يبدو، فإن الرئيس القادم سيدرس إعادة إحياء علاقات الشراكة مع الحلفاء الأوربيين. كما أن أوباما سييبحث أيضا عن "طريقة للعمل والتعاون مع روسيا في المجالات التي تحظى باهتمام مشترك."

كذلك أشار فلاناغان إلى أن حكومة أوباما سترث العديد من العلاقات القوية مع الدول الآسيوية. وتوقع أن يعطي أوباما اهتماما خاصا بالصين والهند، القوتان الكبيرتان، اللتان "يُتوقع قيامهما بدور هائل في النظام الاقتصادي العالمي."

أما بالنسبة لأفريقيا فإن فلاناغان أعرب عن اعتقاده في أن حكومة أوباما ستكون مدركة "للأهمية المتنامية لأفريقيا"، وتوقع أن تلعب الولايات المتحدة دورا مهما في دفع التعاون الإقليمي في مجالي الأنشطة الاقتصادية والسياسية في القارة الأفريقية.

وخلال حملته الانتخابية ذكر أوباما أنه سيعيد النظر في الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أميركا الوسطى والجنوبية.

وحسبما قال المحلل السياسي فلاناغان، فإن "أوباما يُعتبر من منتقدي بعض الاتفاقيات التجارية القائمة حاليا. لكنني لا أعتقد أن وجهة نظره تعني أنه ضد الحرية التجارية، وإنما أعتقد أنها الرغبة في تدقيق النظر في الأسلوب الذي صيغت به ما تضمنته بعض تلك الاتفاقيات."

ومثله مثل أي رئيس آخر، فإن أوباما سيجد نفسه عند نقطة ما في مواجهة تحديات لم يسبق لها مثيل.

وتوقعات المحلل فلاناغان تقول "إنه من غير المستبعد وقوع حدث دولي" مثل شن هجوم إرهابي أو مشكلة كبرى ذات علاقة بالأزمة المالية. فمن غير المستبعد على الإطلاق وقوع بعض الأحداث التي ستكون بمثابة اختبار للرئيس القادم."

والعديد من الرؤساء واجهوا أزمات دولية كبيرة في وقت مبكر من فترة توليهم المنصب. فالرئيس بوش كان عليه أن يقود الأمة، بعد تسعة أشهر من توليه المنصب، ليخرج بها من هجمات 11 أيلول/سبتمبر، 2001 .

ولهذا السبب يبدأ الرؤساء تشكيل فرق السياسة الخارجية بحكوماتهم قبل تولي المنصب.

وخلال الأسابيع القادمة سيعلن الرئيس المنتخب باراك أوباما عن ترشيحاته للأشخاص الذين سيشغلون المناصب المهمة في مجال السياسة الخارجية، بما فيهم وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي. وأولئك الأشخاص سيكون لهم دور مؤثر في صياغة أهداف السياسة الخارجية في الحكومة الأميركية الجديدة.