الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نصف تهدئة

نشر بتاريخ: 14/11/2008 ( آخر تحديث: 14/11/2008 الساعة: 21:18 )
القدس- تقرير معا- وصف التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية العلاقة بين قطاع غزة وبين اسرائيل بأنها "نصف تهدئة". وهو مصطلح جديد يدخل قاموس المنطقة رغم انه لا يعتبر جديداً على سكان الضفة الغربية الذين يعانون من هذه الحالة منذ أكثر من 18 شهراً.

وتعقيباً على قرار الكابينيت الامني الاسرائيلي الذي ترأسه اولمرت بعد ظهر الجمعة قال المحلل السياسي الاسرائيلي اودي سيجل (إن هذا يعتبر نصف تهدئة فاسرائيل لا تريد تصعيد عملية عسكرية ضد القطاع في هذا الوقت لكنها بالمقابل لا تريد السكوت على اطلاق الصواريخ من جانب منظمات قطاع غزة).

من جانبه لم يستبعد المحلل العسكري في تلفزيون اسرائيل روني دانييل ان هذا القرار يعتبر استفزازيا للجيش وان اسرائيل كان عليها ان تظهر المزيد من القسوة ضد القطاع وقال يمزج السخرية بالجدية ( لا يستبعد في ظل وجود صواريخ جراد في غزة ان يطلب الجيش من سكان مدينة اسدود تجهيز الملاجئ استعدادا لانضمامها الى نادي المدن التي تتعرض للقصف.

وعودة الى المحلل السياسي اودي سيجل فقد المح الى ان اسرائيل ارادت من خلال قرارها "الهادئ " استعطاف المزيد من الرأي العالمي وتقوية موقفها لاحقا في حال لجأت الى القوة في الرد.

اما ايهود يعاري وهو مختص بالمتابعات الفلسطينية والعربية فادعى ان حماس تعيش ازمات عدة بينها ازمة العلاقة مع مصر وازمات اخرى داخلية واقليمية ما حدا بها للهجوم ، وان حماس ارادت من خلال تجديد اطلاق الصواريخ - ارادت في حقيقة الامر تجديد التهدئة من خلال اثارة الامر على شكل ازمة - على حد قوله.

وقال يعاري ان الحكومة المصرية شددت من خناقها مؤخرا على قطاع غزة فتعمدت عدم تزويد محطات الوقود في العريش وسيناء بالوقود كيلا يصل الى قطاع غزة وهو ما يحشر حماس في خيار تصعيد الامور من اجل التوصل الى حل.

وقال يعاري : ان التهدئة بين حماس واسرائيل تنهي نظريا في 19 كانون ثاني وان حماس راغبة في التأكد من تجديدها لذلك افتعلت الازمة الراهنة حتى تحصل على شكل جديد من اشكال تجديدها.

وفي الختام اجمع المحللون الاسرائيليون ان الصراع بين حماس وبين اسرائيل ليس على التهدئة - لان اسرائيل وحماس لا تريدان التنصل من التهدئة - وانما على ادوات هذه التهدئة واشكالها المختلفة .على حد قولهم.

هذا وذكر التلفزيون الاسرائيلي ان الامر يثير جدالا حادا بين الاحزاب الاسرائيلي وبين قادة الدولة العبرية حيث تناقلت وسائل الاعلام ملاسنة بين باراك وحاييم رامون الذي طالب "باجتياح غزة واسقاط حكم حماس هناك ووقف كل هذه الاكاذيب السياسية " وهو ما اعتبره ايهود باراك موجها ضده فرد عليه بالقول : انظروا من يتحدث هنا !!