الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الأسرى والمحررين المقالة: أكثر من (80) أسيراً داخل سجون الاحتلال يعانون من مرض السكر

نشر بتاريخ: 14/11/2008 ( آخر تحديث: 14/11/2008 الساعة: 22:42 )
غزة- معا- أكدت وزارة الأسرى والمحررين في الحكومة المقالة، في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السكر الذي يصادف الرابع عشر من شهر تشرين ثاني من كل عام، أن أكثر من (80) أسيراً داخل سجون الاحتلال يعانون من مرض السكر.

وأوضح رياض الأشقر، مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة، "بان المئات من الأسرى يعانون الأمراض المختلفة داخل السجون، نظراً لممارسة الاحتلال سياسة الإهمال الطبي بحقهم، وهذه الأمراض منها الخطير والمتوسط، والبسيط في الخطورة، مشيرا الى ان أكثر الأمراض في الانتشار بين الأسرى أمراض القرحة، والعظام والمفاصل، والأسنان، والامراض الجلدية، والقلب، والضغط، والسكري، وفقر الدم ، والغضروف، ، وضعف النظر (وهناك أسرى فقدوا البصر) وتعرضوا للشلل، وهناك أسرى مصابون بأمراض فيروسية، وبمرض السرطان متعدد الأشكال، وهناك من هم مصابون بأمراض عقلية ونفسية بسبب التعذيب وسياسة العزل الانفرادي التي تنتهجها إدارة السجون الإسرائيلية".

مرضى السكر

وأشار الأشقر، "إلى أن من بين الأسرى الذين يعانون من مرض السكر داخل السجن، رئيس المجلس التشريعي د. (عزيز دويك )، و النائب الشيخ (احمد الحاج ) الذي يبلغ من العمر (71) عاماً ،ووزير الأسرى السابق المهندس (وصفي قبها) ورئيس بلدية جنين الشيخ (حاتم جرار)، والقيادي في حركة الجهاد الاسلامى الشيخ (يوسف عارف )68 عاماً ،ورفضت سلطات الاحتلال أصطحاب الدواء معه حين اعتقاله ،والأسير المقدسي الضرير (علاء البازيان ) والمعتقل منذ 22 عاماً".

وذكر ان بعض الاسرى "يعاني من السكر، ويتعرض إلى نوبات إغماء نتيجة انخفاض السكر في الدم، ويحتاج إلى رعاية صحية سريعة لتجنب تعرضه للخطر نتيجة عدم إعطائه جرعة من السكر، وقد لا يعرف رفاق الأسير الذي يصاب بنوبة السكر طريقة التعامل معه، ما يضطرهم إلى الصراخ على إدارة السجن لإحضار طبيب لإنقاذ الأسير".

واشار الى "ان ادارة السجن غالباً ما تماطل وتؤخر إحضار الطبيب لمعاينة الحالة، وفى إحدى المرات قام احد الأطباء الأسرى بعلاج احد الأسرى من نوبة إغماء، وعندما علمت إدارة السجن بذلك، عاقبت الطبيب الأسير بعزله وحرمانه من الزيارة، قائلة له انه كان عليه تركه حتى يحضر طبيب السجن"، قائلا: "ويصرف اطباء السجن لمرضى السكر احياناً دواء غير مناسب، كما حدث مع الأسير ( وليد عقل ) الذي يعاني من مرض السكري، بإعطائه حبوب ليست للسكري، وإنما لمرض القلب، وكاد ان يودى هذا الدواء بحياته لولا لطف الله".

وبهذا الاطار قال: لا تقدم إدارة السجن، "الطعام الخاص لمرضى السكر من الأسرى، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حالة بعض الأسرى المصابين بالمرض نتيجة عدم اتباع النظام الغذائي الخاص والذي ينصح به الأطباء في مثل هذه الحالات".

وكشف الأشقر "أن أخر شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون هو الشهيد ( فضل عودة شاهين) 47 عاماً من مدينة غزة والذي استشهد في أواخر فبراير من العام الحالي وكان يعانى من مرض السكري وأمراض أخرى، وتم إهمال علاجه على الرغم من المناشدات الكثيرة التي أطلقها الأسرى لإدارة سجن بئر السبع الذي كان يقبع فيه الأسير لعلاجه ونقله إلى مستشفى سجن الرملة، الا أن هذه الدعوات قوبلت بالرفض، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحة الأسير أكثر، وانتقاله إلى جوار ربه يشكو له ظلم السجان".

مبيناً أن، "العديد من الأسرى أصيبوا بالسكر داخل السجن ، حيث لم يكونوا يعانون من اى أمراض عند اعتقالهم ، وبعد فترة من الاعتقال يكتشف الأسير انه يعانى من السكر نتيجة الأوضاع السيئة التي يحياها الأسرى داخل السجون، وعدم توفير الظروف الصحية السليمة لهم، وعدم المتابعة الصحية والسريعة لبعض الأمراض البسيطة، التي سرعان ما تتطور وتصبح صعبة نتيجة تأخر الكشف عنها أو تأخير علاجها حتى تصبح في مراحل متقدمة من المرض، كحالة الأسير (جمعة إسماعيل موسى)من القدس والذي يعانى من السكري وأمراض أخرى أصيب بها أثناء وجوده فى السجن".

وقال مضيفا: "هذا يعتبر انتهاكاً للاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على انه ( تجرى الفحوص الطبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل في الشهر، والغرض منها بصورة خاصة مراقبة الحالة الصحية والتغذوية العامة، والنظافة، وكذلك اكتشاف الأمراض المعدية، ويتضمن الفحوص بوجه خاص، مراجعة وزن كل شخص معتقل، والتصوير بالأشعة مرة واحدة على الأقل سنويا).

أمراض مختلفة

وقال التقرير: "ان أكثر من ( 170 أسير) يعانون من أمراض غاية في الخطورة، مثل أمراض القلب والسرطان، والفشل الكلوي والشلل هناك العشرات من أنواع الأمراض التي يعانى منها الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية والتي تتفاوت في خطورتها فهناك أمراض تصيب الجهاز التنفسي كضيق التنفس و التهابات الرشح والزكام والأنفلونزا المتكررة ،و التهابات الرئة والربو، و أمراض تصيب الجهاز الهضمي كالتسمم الغذائي و سوء التغذية و التهابات الأمعاء الحادة وهناك أمراض تصيب الجهاز الدوري كضربات الشمس والجفاف و فقر الدم (الأنيميا) والناتج عن سوء التغذية، وخاصة قلة العناصر الغذائية المهمة لبناء كرات الدم الحمراء كالحديد وفيتامين بي 12، و حالات الإغماء المفاجئ ،و ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري".

واعتبر التقرير "الأمراض الجلدية من أكثر الأمراض شيوعا وانتشاراً بين الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، نظراً لقذارة السجون، وعدم توفر مقومات النظافة الصحية، نتيجة تراكم القمامة وانتشار الحشرات الضارة، وسوء مجاري الصرف الصحي، وقلة مواد التنظيف، ومن أهم هذه الأمراض - الإصابة بالحروق الجلدية - الحساسية والالتهابات الجلدية الحادة- الفطريات، و الأورام والتجمعات الدموية المزرقة على الجلد ، مرض الجرب المسمى سكابيوس ، لسعة حشرة البق ، القمل و عض الكلاب ، وبالنسبة لأمراض العظام فهناك الكسور الشديدة ، و التمزقات الغضروفية ، و أمراض الروماتيزم والتهابات المفاصل ، آلام الظهر والعمود الفقري والتى تنتشر بكثرة نتيجة عدم وجود فرشات صحية للنوم، ولاضطرار العديد من الأسرى للنوم على الأرض بلا فراش، وانتشار الرطوبة، و هشاشة العظام".

واوضح "بان الأمراض التي تصيب الجهاز البولي لدى الأسرى هي التهابات الكلى والمسالك البولية المتكررة ،و الحصر البولي الحاد ،و العقم والضعف الجنسي ، وأمراض العيون هي ضعف البصر، وفقدان البصر، والتهابات ملتحمة العين الحادة".

أما فيما يتعلق الأمراض النفسية قال: "فهى الإصابات بالصدمات النفسية الهستيرية الحادة ، حالات الاكتئاب الحادة والانطواء الشديدة والتي تسببها الفترات الطويلة التى يقضيها الأسير داخل العزل الانفرادي ،و القلق وصعوبة النوم ، وعن أمراض الأعصاب يعانى بعض الأسرى من الجلطات والشلل النصفي ،و صداع الرأس الشديد الحاد والمزمن ، حالات الصرع والتشنجات".

(لا شفاء ولا موت)

(لا شفاء ولا موت) مصطلح اطلقه التقرير على حالة الاسرى قائلا: "هذا هو القانون الذي تتعامل به إدارات السجون مع الأسرى المختطفين ،حيث تتعمد تطبيق سياسة الإهمال الطبي المتعمد للأسرى بحيث يبقى الأسير رهين المرض ولا يقدم له العلاج الشافي ، ولكن سلطان الاحتلال تحافظ على هذا الأسير من ان يصل الى درجة الموت ، حتى تحافظ على صورتها أمام العالم بأنها تطبق القانون الدولي على الأسرى وتقدم لهم حقوقهم التى نصت عليها تلك القوانين ، فإذا وصل الأسري غالى حد الخطورة القصوى يتم إعطائه بعض العلاجات أو إجراء بعض العلميات الجراحية له حتى يبقى على قيد الحياة ،ولكن لا تصل معه إلى درجة الشفاء التام من مرضه ،وهذه هى السياسة الأفضل عند الاحتلال لكسر إرادة وعزيمة الأسرى وتركهم فريسة للأمراض تفتك بهم".

وقال التقرير: "ان أطباء السجون يشاركوا في هذه الجريمة، "حيث ينسلخوا عن شرف وأخلاق المهنة ويشاركوا الفرق الأمنية والعسكرية في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه، ولعل أهم الأدوار اللاأخلاقية التي يقوم بها الأطباء في المعتقلات هي إعداد تقرير طبي بحالة الأسير الصحية، ويحددون فيها لرجال التحقيق نقاط الضعف لدى الأسير لاستغلالها في الضغط عليه وإجباره على الاعتراف ،وإخفاء آثار التعذيب والتنكيل عن جسد المعتقل، قبل عرضه على المحكمة، أو قبل زيارته من قبل مؤسسات حقوق الإنسان أو الصليب الأحمر أي انه يقوم بدور تجميلي ودفاعي عن السجانين والمحققين ،وكذلك معاملة الأسير الفلسطيني على أنه مخرب وإرهابي، وليس إنساناً مريضاً، وبذلك فهو لا يستحق المعاملة الإنسانية كباقي البشر ، وإعطاء علاجات غير مناسبة للحالة الصحية للمريض قد تؤدى إلى وفاة المريض ،وهذا حدث مع الأسير (محمد القدومي) الذي كان يعانى من ألم ومغص شديد في المعدة واخبره طبيب السجن انه يعانى من حصوة في الكلى وأعطاه أدوية بناءً على ذلك التشخيص ، إلا أن الألم ازداد بشكل لا يحتمل وتدهورت صحته إلى حد الخطورة ، وتم نقله إلى مستشفى سوروكا حيث تبين من خلال الفحص أنه يعانى من وجود ثقب في الاثني عشر وليس حصوة ، وتم إجراء عملية عاجله له لإغلاق الثقب ، واخبره الأطباء هناك أنه لو لم ينقل إلى المستشفى لفارق الحياة.والأخطر هو مساومة الأسير المريض على الارتباط مع المخابرات مقابل تقديم العلاج له".

وفى ختام التقرير "ناشدت وزارة الأسرى والمحررين منظمة أطباء بلا حدود ضرورة إرسال بعثات طبية خاصة لزيارة السجون ،والاطلاع على حالات الأسرى المرضى وخاصة اصطحاب الأمراض الخطيرة ، والضغط على الاحتلال للسماح لاطباء من الخارج بمتابعة حالات الأسرى المرضى ،وتقديم ما يلزمهم من علاج".