اقتصاديون ورجال أعمال في جنين وطولكرم وقلقيلية يعقدون آمالاً كبيرة على "ملتقى الشمال"
نشر بتاريخ: 16/11/2008 ( آخر تحديث: 17/11/2008 الساعة: 00:01 )
رام الله-معا- يترقب رجال أعمال وأصحاب مشاريع في محافظات شمال الضفة الغربية انعقاد مؤتمر فلسطين للاستثمار- ملتقى الشمال، والمقرّر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمدينة نابلس. وفي الوقت الذي يعقد فيه رجال الأعمال والاقتصاد في محافظات، جنين وقلقيلية وطولكرم الآمال على "ملتقى الشمال" للنهوض باقتصاديات هذه المحافظات، فإنهم يعتبرون الملتقى فرصة سانحة لتبني المشاريع المقترحة والاستثمار فيها، بما يسهم في إحداث تنمية حقيقية تساهم في التشغيل والحد من ظاهرتي الفقر والبطالة في هذه المحافظات التي تشهد تدهوراً اقتصادياً خطيراً.
وقال نصر عطياني، مدير الغرفة التجارية الصناعية الزراعية في محافظة جنين :"نأمل أن يشكل ملتقى الشمال تظاهرة اقتصادية بارزة تسلط الضوء على الميزة التنافسية لمحافظات الشمال، وخصوصية كل محافظة منها، كما نأمل أن يسفر المؤتمر عن إقرار تنفيذ مشاريع استثمارية قابلة للتطبيق على الأرض".
كما اعتبر عطياني الملتقى تظاهرة سياسية أيضاً من الضروري استغلالها من خلال حث مندوب اللجنة الرباعية، والمسؤولين الأميركيين، الذين سيشاركون في المؤتمر، للضغط على الجانب الإسرائيلي للسماح للفلسطينيين من داخل الخط الأخضر بالدخول إلى جنين ومحافظات الشمال الأخرى بمركباتهم كما كان عليه الوضع قبل العام 2000.
وأشار عطياني إلى أن جنين تمتلك مقومات استثمارية كبيرة خاصة في الزراعة، معرباً عن امله في أن يتم تسليط الضوء على مشروعات زراعية تنعش هذا القطاع الذي يعتبر الصمام للأمن الغذائي الفلسطيني.
وأكد أن تبني تنفيذ مشاريع استثمارية من شأنه أن يعمل على تنشيط اقتصاد محافظة جنين ومحافظات الشمال، وبما يساهم في التخفيف من معدلات الفقر والبطالة، داعياً في هذا السياق إلى تبني مشاريع تنموية كثيفة التشغيل تستوعب أعداداً من المتعطلين عن العمل.
ويرى رجل الأعمال طالب بدير وهو مستثمر في مجال صناعة الألومنيوم في قلقيلية؛ أن المحافظة تمتلك فرصاً استثمارية عديدة في مجالات مختلفة، مثل صناعة الألومنيوم والزراعة، وتمتاز محافظة قلقيلية بشكل خاص بوفرة مصادر المياه والتي إن تم الاستثمار فيها فستسهم في حلّ أزمة المياه في الضفة الغربية بشكل عام، حيث تمتلك المحافظة 58 بئراً ارتوازياً، هذا بالإضافة إلى رزمة أخرى من المشاريع التي تعتبر مجدية اقتصادياً وغير مكلفة.
وأكد بدير اهتمامه بملتقى الشمال، مشيراً إلى أن الفرص الاستثمارية متوفرة بكثرة في قلقيلية لا سيّما وأن الأيدي العاملة متوفرة بكثرة. ونوّه إلى أهمية الاستثمار في مصادر المياه الوفيرة في قلقيلية.
وقال "إن هذا المشروع لا تقتصر أهميته على جدواه الاقتصادية فحسب بل سيسهم أيضاً في توفير المياه المعدنية في ظل محدودية مصادر المياه في الضفة الغربية. وأشار إلى أن الإشكالية تتمثل في البحث عن شركاء ومستثمرين لإطلاق هذه المشاريع إلى النور، هذا إلى جانب المعيقات الميدانية والحصار الإسرائيلي الخانق والمحكم على مدينة قلقيلية.
من جانبه، أكد عماد صبري مدير عام شركة ماجيك للكهربائيات في قلقيلية أن الإشكالية الرئيسية هي موضوع التنقل والحركة، لا سيما وأن قلقيلية محاصرة من كافة الجهات ولا تمتلك إلا مدخلاً واحداً يتحكم به الإسرائيليون. مضيفا أن هناك مشاريع أخرى بالإمكان إضافتها إلى أجندة الاستثمار في مدينة قلقيلة مثل إقامة صناعات مكمّلة لمشاريع الدواجن مثل إقامة فرازات، ومصانع لحوم ومرتديلا، بالإضافة إلى الصناعات الزراعية، وإقامة مخازن التبريد.
وفي سياق متّصل؛ قال صبري؛ إنّ التجارة المتبادلة مع السوق العربية ورجال الأعمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 باتت منقطعة تماماً منذ عام 2006 بعد تشديد الحصار الإسرائيلي وإغلاق مدينة قلقيلية بشكل كامل بواسطة جدار الفصل العنصري، ويشكل ملتقى الشمال الآن فرصة مواتية لإعادة إحياء هذه العلاقات مع الفلسطينيين في الداخل.
وفي محافظة طولكرم؛ أكد رجل الأعمال ماهر غانم، أن المحافظة تمتلك العديد من المزايا والعناصر الجاذبة للمستثمرين، والتي تحتاج فقط لتسليط الضوء عليها وترويجها والتعريف بها.
وقال غانم في هذا السياق:"هناك ثلاثة عناصر تتوفر في محافظة طولكرم يمكن أن تشكل عوامل جذب للمستثمرين". وأوضح أن هذه العناصر تتمثل في وفرة الكفاءات العلمية والأيدي العاملة من أبناء المحافظة، إلى جانب توفر الأراضي وتنوعها والتي تعتبر الأساس لأية استثمارات مزمع إقامتها، عدا عن توفر المياه بكميات كبيرة.
وأشار غانم الذي يستثمر في العديد من القطاعات بطولكرم كالسياحة والمحروقات وغيرها؛ إلى أن وقوع المعبر التجاري الوحيد لمحافظات الشمال على حدود المنطقة الجنوبية لمحافظة طولكرم أمر في غاية الأهمية"، لجهة سهولة إدخال المواد اللازمة لتشغيل المشاريع الاستثمارية، وأيضاً لنقل وتسويق منتجات هذه المشاريع.
ولفت إلى أن محافظة طولكرم تمتاز بطبيعة سياحية، ما أدى إلى كثرة المرافق والمشاريع السياحية فيها. كما أن المجال واسع للاستثمار في قطاع الصناعة خاصة أن المشاريع الصناعية القائمة هي صناعات خفيفة ما يجعل من هذا القطاع حقلاً رحباً للاستثمار.
وأضاف أن الاستثمار مجد اقتصاديا في قطاع البنية التحتية التي هي حالياً شبه معدومة في محافظة طولكرم وهي بأمس الحاجة إليها، وكذلك الأمر في قطاع الزراعة الذي يفتقر إلى المشاريع الكبرى رغم توفر مساحات زراعية شاسعة ما زالت غير مستغلة.
وعن تطلعاته للنتائج التي يمكن أن يسفر عنها مؤتمر فلسطين للاستثمار -ملتقى الشمال، المقرر عقده في نابلس الشهر الجاري، قال غانم :"أنا مقتنع أن المسؤولية تقع في الأساس على المستثمرين المقيمين في الوطن، فمن لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون، وأتمنى أن نخرج بنتائج طيبة وأن يحقق المؤتمر إنجاز الكثير من الأفكار كإنشاء صندوق للاستثمار بقيمة 50 مليون دولار والذي تم الحديث عنه مؤخراً".
ودعا القائمين على "ملتقى الشمال"، إلى البناء على نتائج المؤتمر ومتابعتها، واقترح في هذا المجال أن تتولى جهات متخصصة إعداد دراسات حول المشاريع الاستثمارية المجدية وعرضها على رجال الأعمال في المحافظات الشمالية للاستثمار فيها، مؤكداً "إذا تم ذلك سيبادر الكثير من رجال الأعمال للاستثمار في هذه المشاريع".