الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رابطة "مساجد الدرج" تنظم ندوة حول "الأزمة المالية العالمية من منظور اسلامي"

نشر بتاريخ: 17/11/2008 ( آخر تحديث: 17/11/2008 الساعة: 15:35 )
غزة -معا- نظمت رابطة "مساجد الدرج" ندوة ثقافية بعنوان " الأزمة المالية العالمية من منظور إسلامي" في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة .

ورحب المحاضر في قسم الإقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة الإسلامية د.علاء الرفاتي باالحضور، منوهاً إلى أن الأزمة المالية التي يمر بها النظام الرأسمالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لها تأثيرها على المستوى الدولي والاقليمى والمحلي.

وأكد الرفاتي أن الأزمة الحالية هي أزمة حقيقية وليست أزمة من قبيل نظرية المؤامرة كما يفسرها بعض الأشخاص، مشيراً إلى أن البعض يحاول أن يجعل من هذه الأزمة محض لنظرية المؤامرة، وكأن أمريكا نفسها هي التي خلقت هذه الأزمة لتغطى على أمور أخرى.

وأوضح المحاضر في الجامعة الإسلامية بأن الحديث والقول أن الأزمة مجرد مؤامرة هو أمر مستعبد، واصفاً الأزمة الحالية والتي عصفت بالنظام المالي العالمي، بأنها "عميقة جداً" وتصب في رأس النظام الرأسمالي مهددةً كيانه، لافتاً إلى أن هذه الأزمة الحالية ليست الأولى من نوعها وأن النظام الراسمالي تعصف به ما بين الفترة والأخرى أزمات متعددة.

وبين الخبير بالشؤون الاقتصادية أن كل الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة أو دول العالم من خطط الإنقاذ المالية ليست كافية لإحتواء هذه الأزمة وإنهاءها من جذورها ، مضيفاً " إن استطاعوا أن يعالجوا المشكلة في أمدها القصير فستظهر الأزمة في مراحل مختلفة " .

وإستعرض الرفاتي خلال حديثه الأسباب التي تقف وراء هذه الأزمة وتهديدها الكبير للنظام الرأسمالي، مشدداً على أن تلك الأسباب جعلت هذا النظام مختل البنية، موضحا أن النظام الرأسمالي الإقتصادي يخضع لنظام الملكية الفردية ونظام المشروع الخاص.

وسرد تفاصيل انهيار المنظومة المالية الأمريكية خلال هذه الأزمة، موضحاً أن المشكلة بدأت من الأفراد ثم أسفرت عن انهيار النظام المالي لشركات الرهن العقاري وإنهيار منظومة شركات التأمين وإنهيار منظومة بورصات الأسهم المالية في الفترة الأخيرة.

وأضاف:" إنه على الدولة التدخل لمنع عمليات البيع على الهامش وتمنع المضاربات التجارية التي من خلالها تحدث هذه التقلبات ويجب على الدولة المحافظة على استقرار البورصة لان أي استغلال في البورصة سيؤدى إلى إنعكاسات سلبية جداً على المنظومة الرأسمالية".

وإستطرد قائلاً :"إن التوقعات لإنهاء هذه الأزمة مرهونة بمدى كفاءة الإجراءات المبذولة لحل هذه المشكلة وتلقى الدعم من قبل المستثمرين ورجال الأعمال ".

وفي ختام هذه الندوة تطرق الرفاتي للحديث عن المنهجية التي يؤمن بها الإسلام لتسيير الحياة الاقتصادية، وذكر أن النظام الاسلامي ينظر إلى أن الحياة الاقتصادية متناسقة بين الدولة والأفراد وهناك تكامل بين القطاع الخاص والعام لإيجاد حياة مستقرة ومتكاملة ومتوازنة.