المخرجة فريدة بن اليزيد وابنة رندا شهال صباغ و"بدي شوف" في عروض "شاشات" الختامية
نشر بتاريخ: 17/11/2008 ( آخر تحديث: 17/11/2008 الساعة: 23:24 )
رام الله- معا- سيكون الجمهور الفلسطيني على موعد آخر مع عروض مهرجان "شاشات" الرابع لسينما المرأة في فلسطين في السابع والعشرين من تشرين الثاني وحتى الثلاثين منه، في قصر رام الثقافي، عبر سلسلة من الأفلام العربية والدولية المهمة، وذلك بعد أن أفتتح المهرجان بعروض للأفلام الفلسطينية في أوائل هذا الشهر.
المميز أن هذه العروض ستترافق بحضور لنور صباغ ابنة المخرجة الراحلة رندا شهال صباغ، صاحبة "حروبنا الطائشة"، والتي يكرمها المهرجان في دورته الحالية، كما ستشهد العروض الختامية للمهرجان حضوراً خاصاً للمخرجة المغربية البارزة فريدة بن اليزيد، التي يعرض فيلمها "الحياة البائسة لخوانيتا ناربوني" في حفل الختام.
وتعود عروض المهرجان إلى مدينة رام الله بعد جولة تواصلت على مدار شهر كامل في عشرة جامعات فلسطينية في الضفة والقطاع، تخللها تنظيم خمس ورشات عمل متخصصة حول الفيلم الوثائقي، كما يشهد الأسبوع الأول من كانون الأول المقبل، تقديم بعض العروض، وورشتي عمل، تأجلت لأسباب تتعلق بالإضراب في الجامعات.
بدي شوف
ومن بين عروض مهرجان "شاشات" الختامية المميزة، فيلم "بدي شوف"، من بطولة النجمة العالمية كاترين دونيف، للمخرجين اللبنانيين جوانا الحج توما وخليل جريج، وهو الفيلم الذي حاز على اهتمام كبير من قبل النقاد والجمهور في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي.
ويشكل "بدي شوف" محاولة للبحث في نتائج حرب حزيران 2006، التي شنتها إسرائيل على لبنان، والتي لم تكن مجرد حرب فقط، وإنما كانت بمثابة تحطيم لمستقبل الأجيال الشابة في لبنان وآمالها بتحقيق السلام في المنطقة.
والفيلم يمثل رؤية للواقع من الخارج، من خلال الممثلة كاترين دونوف، باعتبارها رمزاً من رموز السينما في هذا العالم، والتي تقوم بجولة برفقة الممثل والكاتب والمخرج اللبناني ربيع مروة، حيث يأخذان سوياً المشاهد في رحلة إلى لبنان بين دروب الضاحية الجنوبية المدمرة، ووسط المدينة، وصولاً إلى قرى الجنوب اللبناني بحثاً عن بيت جدة مروة .. وخلال الرحلة يترك المخرجان لبطليهما حرية التعبير، فلا سيناريو جاهزاً، ولا حوارات مكتوبة، في محاولة للإجابة اعلى تساؤلات حول كيفية تصوير نتائج الحرب المدمرة، وكيفية استمرار صناعة الأفلام والإيمان بالسينما بعد كل هذا الدمار، وما الذي تستطيع أن تفعله السينما والكاميرا والأفلام أمام كارثة كهذه.
حروبنا الطائشة
ويحتفي مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة في فلسطين بتكريم المخرجة رندة شهال صباغ، من خلال عرض فيلمها الذي عرض في المهرجان الأول لشاشات، "حروبنا الطائشة"، وهي المخرجة ذات البصمات الواضحة في السينما العربية، وكان رحيلها في آب الماضي خسارة كبيرة لصناعة السينما في الوطن العربي.
والفيلم من أهم الأفلام الوثائقية العربية المثيرة للجدل، فهو يروي قصة العودة للوطن (لبنان)، ومحاولة المخرجة في اكتشاف دور ومسؤولية عائلتها في الحرب الأهلية اللبنانية .. كانت العودة هي من أجل البحث عن الحقيقة، والهوية الشخصية، في ظل مجتمع ما زال يعاني من ضياع الهوية الجماعية (المواطنة)، أمام زحمة الطائفية والتعددية التي يعيشها المشهد الاجتماعي والسياسي اللبناني.
ووفق العديد من النقاد، فإن اختيار رندة الشهال تسليط للضوء على سيرة عائلتها الدرامية ودورها في الحرب الأهلية، وما رافقها من صور يأتي في سياق فهم الواقع تماما كما كان، رغم ما يحمله من إحباط، وقليل من التفاؤل، كان بمثابة كشف للأبعاد الحقيقية للهزيمة، بل للحرب الطائشة التي فرخت العديد من الحروب الطائشة أيضا.
ويعرض الفيلم في مهرجان شاشات الرابع بحضور نور صباغ، ابنة المخرجة، التي ستتحدث عن الفيلم، ومجمل تراث والدتها السينمائي، في نقاش مفتوح مع الجمهور.
المحطة الأخيرة
ويعرض مع "حروبنا الطائشة" فيلم قصير لغادة الطيراوي بعنوان "المحطة الأخيرة"، وهو عبارة عن تجربة شخصية للمخرجة، ورؤيتها للوجود الفلسطيني من خلال سيرتها العائلية والشخصية، المرتبطة بالثورة الفلسطينية، حيث تحاول بشكل مكثف توثيق هذه المحطات التي مر بها الشعب الفلسطيني، من لجوء العام 1948، وحياة المنافي، وصولاً لحصار بيروت في العام 1982، بما فيه من بطولات، وما تبعه من خروجها وأسرتها مع قوات الثورة إلى تونس المنفى الجديد آنذاك، والعودة أخيراً إلى أرض الوطن.
عائلة
ويأتي فيلم "عائلة" الدنماركي، للمخرجين في أمبو وسامي سيف، والحائز على جائزة جوريس إيڤنز في مهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي، وقامت "شاشات" بترجمته إلى العربية، كإضافة درامية مهمة لعروض المهرجان، حيث أن الفيلم مفعم بالدراما الشخصيّة المؤثرة الممزوجة أيضاً بالكثير من الفكاهة والعواطف الجيّاشة.
في الفيلم، وعلى مدار 90 دقيقة، يبحث المخرجان والشريكان أيضا، عن والد سامي الذي هجر عائلته الدنماركية في الوقت الذي كان لا يزال فيه سامي طفلاً .. قبل الشروع بمشروع هذا الفيلم الطموح، انتحر شقيق سامي، ومن ثم توفيت والدته، ليعيش مرارة الوحدة، التي دفعته ليبدأ بالبحث عن العائلة المتبقية له، والده الذي هجره طفلاً - فتأخذه رحلته إلى اليمن.
فيلم الختام:
الحياة البائسة لخوانيتا ناربوني، للمخرجة المغربية فريدة بن اليزيد، سيكون فيلم الختام .. الفيلم، الذي يعرض بحضورها، مقتبس عن رواية أنجيل ڤاسكيز الشهيرة التي تروي فيها "خوانيتا"، بطلة الرواية (من أب إنكليزي وأم إسبانية)، ويبرز روعة وتفسّخ مدينة طنجة الأسطورية، من خلال حياة بعض النساء من محيطها مثل أختها، وخادمتها، وصديقتها.. خوانيتا شاهدة على مرحلة تاريخية لمدينة طنجة، حيث شهدت الحرب الأهليّة الإسبانيّة، والحرب العالميّة الثانية، واستقلال المغرب.. والفيلم كما رأى النقاد، رمز لطبقة أوروبية معينة وهواجسها، وهي لا تزال ترافض الاعتراف بالتغيرات حولها.
جائزة "شاشات" السنوية
وفي حفل الختام، سيتم توزيع جائزة "شاشات" السنوية (جائزة سلافه جاد الله) التي تمنح لتكريم مخرجة فلسطينية، أو عربية أو دولية، وتقدمها المخرجة المغربية العالمية فريدة بن اليزيد.
في المهرجان الأول لـ"شاشات"، في العام 2005، منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية الراحلة "سلافه جاد الله" التي سميت الجائزة على اسمها، وأيضاً للمخرجة البريطانية "كيم لونجينوتو" عن فيلمها "طلاق على الطريقة الإيرانية".
وفي الدورة الثانية للمهرجان، منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية النصراوية ندى اليسير، لجملة أعمالها التي تتعلق بالحفاظ على الهوية الفلسطينية، في حين فازت المخرجة الهندية/الكندية "ديبا مهتا" بجائزة مهرجان شاشات الثالث عن فيلمها "ماء" الذي لاقى استحساناً استثنائياٍ من الجمهور.
من الجدير بالذكر أن تنظيم مهرجان شاشات الرابع، جاء بدعم من جهات عدة: وزارة الثقافة الفلسطينية، صندوق الثقافة الفلسطيني، المركز الثقافي الفرنسي الألماني، محافظة إميليا رومانيا في إيطاليا، شبكة نساء في المتوسط، مؤسسة هنرش بول الألمانية، صندوق مهرجان غوتبرغ للأفلام، مكتب الممثلية الدنماركية في الأراضي الفلسطينية، صندوق يان فريمان للفيلم الوثائقي، مكتب التعاون الإسباني، القنصلية الفرنسية والتعاون الفرنسي، إضافة إلى مركز المرأة الفلسطينية للدراسات والتوثيق.