الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشروع إعادة إحياء وتطوير المنطقة التاريخية في بيرزيت مشروع طموح جدا بدأ يتحقق في زمن قياسي

نشر بتاريخ: 18/11/2008 ( آخر تحديث: 18/11/2008 الساعة: 23:27 )
رام الله - معا - انعام العبيدي - عندما أطلقت رواق - مركز المعمار الشعبي في فلسطين خطتها لمراحل العمل لمشروع إعادة إحياء البلدة القديمة في بيرزيت ، قبل أكثر من عام، لم يتأكد البعض من المثابرة والإصرار التي سيعمل بها جميع الشركاء في المشروع لمسابقة الزمن وبدء تحقيقه على الأرض بشكل يمكن رؤية بداية ملامحه.

فالمشروع الذي يتكون من شراكة بلدية بيرزيت ورواق، يضم أيضا جمعية الروزنا في البلدة وكذلك جامعة بيرزيت، إضافة إلى تجنيد العديد من الخبراء في المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والقانونية والتخطيط الحضري والمعنيون بحفظ التراث والدراسات السوسيولوجية.

ما يميز هذا المشروع عن غيره من مشاريع الترميم التي قامت وتقوم بها رواق هو أنه وللمرة الأولى يجري العمل على مستوى بلدة كاملة ولا يقتصر الأمر على ترميم مبنى قديم منفرد. ومع أن الخطة الحالية أن يتم الترميم الوقائي (ترميم البناء من الخارج) لحوالي ثلاثين مبنى حتى نهاية العام، فإن الطموح أن يتم ترميم مئة و وثماني مباني التي تكون المنطقة التاريخية والساحات والأزقة والشوارع أيضا خلال الخمس سنوات القادمة عندما يتم تجيند الأموال لذلك، بما يشمل العمل على المحيط العضوي والبنية التحتية المحيطة . لتشمل مستقبلا جميع البلدة. كذلك فإنه يجرى العمل مع الأطراف المختلفة ليس فقط على ترميم معماري بل على تأهيل جميع البلدة والاستثمار بها بالإمكانيات المختلفة لتحقيق نشاط اقتصادي وثقافي في المستقبل وهذه الخطة ستطلب سنوات عديدة لتحقيقها.

ولإنجاز هذه الأهداف يتم العمل بالشراكة مع المعنيين مباشرة بالمشروع وهم أصحاب البيوت القديمة وشخصيات مسئولة اعتبارية في البلدة.

ولأن الحماسة والانتماء لمشروع رائد لا تكفي وحدها ، فلقد كانت المرحلة الأولى منه، البدء بإعداد الدراسات العلمية لكافة جوانب المشروع يقوم ويشرف عليها خبراء من ذوي التخصصات المختلفة.

أما أكثر ما يميز هذا المشروع هو الصيرورة ذاتها حيث يجري العمل على تزامن مراحل الإعداد والقيام بالدراسات وتطويرها مع العمل الجاري على الأرض، فمن ناحية لم يتم انتظار الانتهاء من جميع الدراسات القانونية والتاريخية للمباني، ودراسات إعداد الجدوى لمشاريع سياحية واقتصادية مختلفة، إذ ستبدأ في هذا الأسبوع أعمال الترميم الوقائي لأكثر من عشرين مبنى من المباني القديمة بدعم من الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي، بما توفر من ميزانية، رغم الانتهاء من إعداد التصميم لترميم بعض الاحواش. كذلك سيتم قريبا البدء ببعض أعمال البنية التحتية في بعض أجزاء البلدة بما توفر من ميزانية قدمت كمنحة من مؤسسة الإسكان التعاوني الدولية CHF.

والتحدي الأكبر أمام الشركاء القائمون على هذا المشروع هو الانطلاق بالعمل في وقت وميزانية متاحة فقط لسنة ونصف بينما يستغرق حجم العمل لمثل هذه المشاريع في دول أخرى ليس أقل من خمس سنوات.

لكل هذه المميزات فإن مشروع إعادة تأهيل وترميم البلدة القديمة في بيرزيت مشروع يستحق المتابعة والتوثيق منذ بداياته الآخذة بالتشكل أمام أنظار أهل البلدة. ففي دعم مشروع كهذا إعلاميا ومتابعة، إرساء لنموذج وتجربة نجاح للتنمية الوطنية التي نريد.