الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخليل: تحالف السلام ينظم لقاء نسويا حول الوضع السياسي للمرأة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 19/11/2008 ( آخر تحديث: 19/11/2008 الساعة: 10:49 )
الخليل- معا- نظم تحالف السلام الفلسطيني في محافظة الخليل ندوة بعنوان " الوضع السياسي للمرأة الفلسطينية.. العوائق والفرص"، بحضور عبد العليم دعنا القيادي في الجبهة الشعبية وفاطمة العيايدة الناشطة في حقوق المرأة والمحاضرة في جامعة القدس المفتوحة وعوفه جرادات مسؤولة لجان المرأة في حركة فتح.

وتم خلال الورشة التي شاركت فيها العشرات من قادة الحركة النسوية في محافظة الخليل، التركيز على مسائل تتعلق في دور المرأة في الحياة السياسية، وتمكين المرأة، والسلام.

وتخلل الورشة مداخلة لنجلاء العكل من تحالف السلام الفلسطيني حول النساء الفلسطينيات: القوة الصاعدة من اجل السلام.

وابتدأت العكل حديثها بما قالته امرأة فلسطينية "..، نعم أنا امرأة وأنا مسؤولة عن شعبي، بحكم أنني أُربّي وأتحمل المسؤولية الكبرى. لكن أنا من تصنع السلام. أنا رغم كل ما الم بي من ظلم أقول وبصوت عالٍ: لا بديل لنا إلا السلام ولن نقف مكتوفي الأيدي. نحن من يصنع السلام، والرجال هي التي تصنع الحروب! ".

وقالت: "يدرك بعض اللاعبين الرئيسيين في مجال السلام أهمية مشاركة المرأة وذلك لان تمكين المرأة مرتبط بشكل لا يمكن حله بأمن العالم وسلامته وازدهاره.
فالمرأة عامل رئيسي وأساسي في تحقيق التغيير ومصدر رئيسي في الحفاظ على الأمن البشري، إذ ليس في الإمكان دفع حملة الديمقراطية والازدهار والأمن في كافة أنحاء العالم في غياب تمكين المرأة".

وأضافت: لقد حان الوقت للنساء الفلسطينيات والإسرائيليات أن يطالبن قادتهن. كفى احتلالاً وكفى عنفاً وكفى ألماً. نريد أن نبني مستقبلاً قائماً على السلام العادل, السلام لكل أفراد الشعب وليس سلام النخبة. سلام الشعب مع الشعب. النزاع لا يورث إلا نزاعاً، ونحن الأكثر معاناة. حان الوقت لنقول لا، ونبني الأرض والإنسان.

واعتبرت: أن أكثر ما يعطينا الشعور بالأمل بتعايش سلمي مستقبلي فلسطيني إسرائيلي هو الجهود المتكاملة من قبل نساء في إسرائيل وأخريات في فلسطين ، فبرغم جميع المعوقات وبغض النظر عما إذا كن يعشن تحت سياسات مجتمعية أو تحت قمع الاحتلال ، بقيت النساء الفلسطينيات والإسرائيليات مرنات في توجهاتهن اللاعنفية حيال مقاومة الظلم والنضال من أجل السلام.

وبينت انه ومن خلال مجموعة من اللقاءات والندوات التي نفذها تحالف السلام الفلسطيني حول مشاركة المرأة في عملية السلام كانت التوصيات تتركز بأنه يتوجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، عند تنظيم اجتماعات اللجان التوجيهية، ضمان أن تشكل المرأة نسبة مئوية هامة في أوساط المفاوضين في كل جانب، فالنساء هن على الأرجح صاحبات التأثير الأوسع عند تواجدهن في مجموعات كبيرة. كما يمكن من خلال العملية تحديد دور للمجتمع المدني يبرز وجود المرأة، الأمر الذي يضمن تمثيل مجال نشط من وجهات النظر وانعكاسها على المحادثات.

وأكدت العكل على انه لدى الإسرائيليين والفلسطينيين فرصة تاريخية لإيجاد نموذج عملية سلمية تعطي المرأة الصوت والتأثير اللذين تستحقهما، والسماح لهما في الوقت نفسه بإثبات الفرق الذي تحققه مشاركة المرأة.

وأضافت: لقد أكدت النساء أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس نزاعاً يُحسَم النصر فيه في ساحة المعركة بين جنود يلبسون الزي العسكري، وإنما هو نزاع تخاض معاركه داخل المجتمعات المدنية ذلك لان النساء يشكلن مكونات حاسمة في كل مجتمع محلي وفي أمنه. وهن إضافة إلى ذلك في خط الدفاع الأول عن عائلاتهن، وهن بالتالي أول الضحايا عند فشل السلام.

وتطرقت إلى المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس محمود عباس في أيلول سبتمبر من العام 2005 كتشريع يقضي بان السلطة الوطنية الفلسطينية تدعم وبشكل كامل المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في كافة الجهود المتنوعة المتخذة لتشجيع السلام والأمن والحفاظ عليهما ومحاولات تطبيقها.

وشددت على ضرورة إعطاء فرصة لكل الشعوب أن تحاور الآخر والمساهمة في صنع السلام لان تجارب الأمس مهمة للمستقبل. فالسلام العادل هو الذي يعترف بحق الشعوب المحتلة.

واختتمت العكل حديثها بالتشديد على ضرورة ألا تقتصر مشاركة المرأة في الحياة السياسية على تبوأ النساء لمناصب سياسية فقط بل في تنظيم أنفسهنّ في حركات ضاغطة تهدف إلى التأثير على صناع القرار وراسمي السياسات مع تأكيدها على ضرورة بلورة رؤية حول الواقع الراهن لمشاركة المرأة في الحياة السياسية.

وفي مداخلته ذكر الرفيق عبد العليم دعنا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن المرأة تشكل دور مهم وكبير في المجتمع الفلسطيني ولا سيما دورها الرئيسي في عملية التنمية الشاملة .

وأضاف دعنا أن الانطلاقة الحقيقية لتطور الحركة النسوية الفلسطينية عندما تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 والتي أولت دورا أساسيا للمرأة الفلسطينية مما أدى إلى مساهمها بشكل فاعل في بلورة الهوية النضالية الفلسطينية.

وقال دعنا أن المرآة الفلسطينية وبرغم أنها تعيش في حالة اضطهاد نتيجة الاحتلال الإسرائيلي إلا أنها تعد رمزا لتحقيق السلم والأمان في المجتمع .

وتطرق دعنا إلى حجم مشاركة المرأة في القرار السياسي الفلسطيني موضحا بعض المشاهدات المتعلقة بنسبة مشاركة المرأة في الانتخابات التشريعية الأولى والتي أفرزت 5 نساء من اصل88 عضو مجلس تشريعي وتطور ذلك لتصل نسبة النساء إلى 13% من أعضاء المجلس التشريعي المنتخب في الانتخابات الأخيرة2006.

وفي مداخلتها شددت فاطمة عيايدة الناشطة في حقوق المرأة والمحاضرة في جامعة القدس المفتوحة على انه يجب أن تضمن الأحزاب والتنظيمات السياسية مشاركة المرأة في اللجان وفي المناصب القيادية من منطلق أن المرأة شريكة الرجل في كل شيء ولا سيما في حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال .

وتطرقت إلى دور المرأة الفلسطينية في بناء الدولة مؤكدة على أن المرأة نموذجا يحتذى به عند الحديث عن النضال اللاعنفي وهي أول من شكلت جمعيات وهيئات لتحقيق السلام.

من جهتها قالت الأستاذة عوفه جرادات مسؤولة لجان المرأة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أن وضع المرأة الفلسطينية سياسيا لم يرتقي لغاية الآن إلى درجة المأمول واخذ المكان الطبيعي أسوة في وضع المرأة في العالم.

وتطرقت إلى الحديث عن الدور الريادي الذي تلعبه المرأة في الأطر والتشكيلات التنظيمية الخاصة بحركة فتح ابتداء بالقاعدة ووصولا إلى اللجنة المركزية للحركة مع تأكيدها على المشاركة الكبيرة للمرأة في الهيئات والمجالس المحلية والقروية والتي تشكل ما يقارب 30% من أعضائها نساء.

واختتمت جرادات مداخلتها بالقول أننا لا نعول فقط على مشاركة المرأة فقط، إنما نريد مشاركة فاعلة مؤثرة في اتخاذ القرارات ورسم السياسات الخاصة بالدولة
وبعد الاستماع إلى المداخلات تم فتح باب النقاش والأسئلة حيث شددت المشاركات في مداخلاتهن على أهمية المشاركة السياسية للمرأة في صنع القرار.

وأكدن على ضرورة تضافر الجهود لمساندة المرأة وتعزيز دورها القيادي في المجتمع، وركزن على أهمية الدور المجتمعي للمرأة باعتباره عنصرا هاما في تعزيز دورها السياسي وتمكينها من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، وأشدن بتاريخ المرأة الفلسطينية الحافل بالنضالات والتضحيات.