الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو ليلى يحمل حماس مسؤولية فشل الحوار ويدعو إلى إعادة تقييم المفاوضات والعملية السياسية

نشر بتاريخ: 19/11/2008 ( آخر تحديث: 19/11/2008 الساعة: 19:01 )
رام الله - معا- عقدت القيادة المركزية لمنظمات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في القدس والضفة اجتماعا عاديا لها برئاسة النائب قيس عبد الكريم عضو المكتب السياسي للجبهة وأمين القيادة المركزية وحضور نائبه هشام أبوغوش وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادات الفروع والمنظمات العمالية والنسائية والمهنية والشبابية الصديقة للجبهة.

وناقش الاجتماع على مدى يوم عمل كامل عددا من القضايا السياسية والوطنية وأبرزها الحالة الفلسطينية الراهنة في ظل استمرار الانقسام وتعطيل لقاء الحوار الوطني في القاهرة، إلى جانب عدد من الملفات التنظيمية والجماهيرية الخاصة بالطبقة العاملة والقطاع الشبابي والطلابي.

وقدم أبو ليلى عرضا مفصلا عن الجهود واللقاءات والتفاعلات التي جرت تمهيدا لجلسة الحوار الوطني التي كان مقررا انعقادها في القاهرة في التاسع من الشهر الجاري تتويجا للجهود المخلصة التي بذلتها القيادة المصرية إلى جانب الجهود والمبادرات العربية والمحلية الفلسطينية والتي كان للجبهة الديمقراطية وقوى اليسار الفلسطيني دور بارز فيها.

وحمّل أبو ليلى قيادة حركة حماس مسؤولية فشل وتعطيل الحوار مشيرا إلى أن الجهود المضنية التي بذلتها القيادة المصرية قوبلت بإصرار البعض من قيادة حماس على التنصل من استحقاق الحوار والمصالحة.

وأعرب المسؤول في الجبهة الديمقراطية عن استغرابه لموقف حماس المعطل للحوار لا سيّما وأن قيادة الحركة الأخيرة ظلت على مدار أكثر من عام تردد دعوتها للحوار من دون شروط مسبقة، وقد نجحت الفصائل الوطنية والديمقراطية في بناء إجماع بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للشروع في حوار دون شروط مسبقة على الرغم من وجاهة وصحة الموقف الداعي للتراجع عن الانقلاب، وقد تعزز الموقف الوطني المسؤول للفصائل من خلال المبادرة التي اطلقها الرئيس محمود عباس في في الرابع من حزيران وبناء على قرار إجماعي من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وعلى الرغم من كل ما تقدم فقد تبين أن حماس هي التي تريد أن تفرض على الحوار شروطها المسبقة، بل اتضح أن تلك الشروط المسبقة لم تكن سوى ذرائع وحجج للتهرب من استحقاق الحوار.

ولفت أبو ليلى إلى أن حماس حين كانت تصر على الحوار الثنائي مع فتح وفي سعيها لإبرام اتفاق محاصصة جديد، الأمر الذي رفضه الرئيس أبو مازن وكل فصائل منظمة التحرير، لم تكن - أي حماس- تطرح موضوع المعتقلين السياسيين بل كانت تمارس الاعتقال السياسي ضد خصومها، وأكد أن الجبهة الديمقراطية والقوى الديمقراطية هي التي كانت تدعو للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من الجانبين وتطالب بإغلاق هذا الملف نهائيا.

وحذر أبو ليلى من أن حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية بدأت تتحول إلى انفصال كارثي يمزق الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني وينعكس حتماً على وحدة ووحدانية تمثيله. وأكد أن من يراهنون على الاستفادة من هذا الانقسام مخطئون لأن الانقسام خسارة للقضية الفلسطينية وللكل الفلسطيني وهو يمثل ربحا صافيا ومجانيا للاحتلال وللقوى الخارجية الطامعة بالعودة إلى عهود الاحتواء والالحاق والوصاية على القرار الفلسطيني االوطني المستقل.

وأوضح أبو ليلى أن قيادة حماس قامت بتعطيل الحوار والوفاق الوطني خدمة لحسابات ومصالح المحاور الإقليمية علاوة على رغبة البعض من قيادة حماس في التشبث والحفاظ على سلطة الأمر الواقع غير الشرعية والمفروضة بقوة السلاح والبطش والترهيب على قطاع غزة.

ودعا أبو ليلى إلى عدم الاستسلام لهذه الحسابات الصغيرة والفئوية والخاطئة بل مواصلة العمل والتصميم على إزالة العقبات التي تعترض طريق الحوار الوطني الشامل بهدف درء الانفصال وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

ودعا أبو ليلى إلى إعادة تقييم المفاوضات وعملية أنابوليس في ضوء فشل المفاوضات في التوصل إلى أي نتيجة تنسجم والحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه ومصالحه الوطنية، وشدد على ضرورة الإقلاع عن المراهنة على مواصلة المفاوضات العقيمة، والضغط لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في تصويب مسار العملية السياسية عبر إلزام إسرائيل بالوفاء بتعهداتها والتزاماتها بوقف الاستيطان وإجراءات عزل القدس وتهويدها إلى سلسلة الاعتداءات والجرائم والممارسات الاحتلالية اليومية.

وفي نهاية الاجتماع أقرت القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية التقارير المقدمة إليها واتخذت عددا من القرارات والإجراءات التنظيمية والنضالية.