بحضور 1100 مشارك ورجل أعمال من فلسطين والخارج- الرئيس عباس يفتتح فعاليات مؤتمر فلسطين للاستثمار السبت
نشر بتاريخ: 21/11/2008 ( آخر تحديث: 21/11/2008 الساعة: 22:46 )
نابلس- معا- يفتتح الرئيس محمود عباس،في مدينة نابلس؛ السبت، أعمال مؤتمر فلسطين للاستثمار- ملتقى الشمال، وذلك بمشاركة د. سلام فياض رئيس الوزراء، وبحضور ما يزيد عن 1100 مشارك يمثلون السلطة الفلسطينية وقيادات القطاع هيئات دبلوماسية ومؤسسات دولية ومستثمرين ورجال أعمال فلسطينيين من المهجر والشتات ومن داخل الخط الأخضر.
ووصل أكثر من 230 مشاركاً أمس الجمعة إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر الكرامة، للمشاركة في المؤتمر الذي يستغرق يومين، وتمت استضافتهم في مدن: رام الله، نابلس وجنين، وأقيم حفلي استقبال لهم، في كل من رام الله ونابلس، نظمهما صندوق الاستثمار الفلسطيني ومجموعة عنبتاوي للاستثمار. وكان على رأس الضيوف القادمين دولة السيد طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق والذي وصل أمس إلى مدينة نابلس. فيما يتوجه صباح اليوم أكثر من 40 رجل أعمال من داخل الخط الأخضر إلى مدينة نابلس للمشاركة في المؤتمر.
وكانت اللجنة التوجيهية للمؤتمر برئاسة محمد كمال حسونة وزير الاقتصاد الوطني، اتخذت كافة التدابير لاستصدار تصاريح الدخول للضيوف الى الاراضي الفلسطينية وإتمام إجراءات التنسيق الأمني وذلك بالتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار وزارة الشؤون المدنية.
وأكد سمير حليلة المنسق العام للمؤتمر أنه تم بذل كل الجهود وتجاوز العقبات الادراية والفنية لتسهيل عبور واستقبال واستضافة ضيوف المؤتمر بالشكل اللائق، وقال: "نرحب بضيوف فلسطين الذين يحلّون على مدينة نابلس عاصمة الاقتصاد الفلسطيني المحاصرة، ونقدر لهم اهتمامهم وعزمهم المشاركة في المؤتمر، ما له أثراً كبيراً في إضفاء الزخم الكفيل بإنجاح أهداف المؤتمر، ونرجو لهم إقامة طيبة في فلسطين".
وعن رسالة ملتقى الشمال، قال حليلة "إن المؤتمر يدعو كافة الشركاء والأخوة وأهلنا في المهجر إلى العمل المشترك للاستثمار في فلسطين والنهوض باقتصاد محافظاتها لا سيما الشمالية، والتي تزخر بإمكانات وفرص الاستثمار، دون أن نهمل أن ما تكبدته محافظات الشمال من أضرار وخسائر جراء الاحتلال الإسرائيلي يجعلها أكثر حاجة للاستثمارات، داعيا الى الوقوف على فرص الاستثمار التي تزخر بها محافظات الشمال، والتي تعدّ ذات جدوى اقتصادية كبيرة ستعود بالفائدة على المستثمر وعلى الاقتصاد الوطني".
وأضاف حليلة أن برنامج المؤتمر سيسمح للضيوف ولرجال الأعمال بالوقوف على ظروف الوضع الاقتصادي في شمال الضفة الغربية، والاطلاع عن كثب على فرص الاستثمار في الشمال، حيث تنظم إدارة المؤتمر زيارات ميدانية يوم الأحد للمشاركين والضيوف في محافظات شمال الضفة، والتي ستمكنهم من التعرف على فرص الاستثمار واحتياجات محافظات الشمال على الأرض، إلى جانب الاطلاع على نماذج استثمارية نجحت في الشمال على الرغم من الحصار والممارسات الإسرائيلية المعيقة.
وعبر حليلة عن عظيم امتنانه لاهتمام الرئيس محمود عباس وحضوره الشخصي لافتتاح المؤتمر، ومتابعته الحثيثة لتفاصيل انعقاد المؤتمر، ما شكل دعماً معنوياً للقائمين على المؤتمر وللمواطنين أنفسهم، مؤكداً أن إيجاد أطر العمل لتشجيع الاستثمار في شمال الضفة وفي كافة الأراضي الفلسطينية تنسجم ورؤية سيادة الرئيس نحو تحقيق تنمية شاملة ملموسة على الأرض رغم المعيقات الإسرائيلية من أجل بناء فلسطين.
واعتبر د. محمد مصطفى، المستشار الاقتصادي للرئيس، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني؛ أن منطقة الشمال، هي كما بقية المناطق الفلسطينية واعدة بالاستثمار، والمجال مفتوح فيها لإقامة مشاريع استثمارية مجدية في كافة القطاعات، خاصة تلك التي يستهدفها "ملتقى الشمال".
وأعرب د.مصطفى عن أمله في أن تقود هذه الجهود والزخم الذي بدأ بمؤتمر الاستثمار في بيت لحم في أيار الماضي ويستمر في نابلس، إلى الوصول لتحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة والمتمثلة باستقطاب المستثمرين وإقامة الاستثمارات، وعقد شراكات بين المستثمرين المغتربين ونظرائهم المقيمين في الوطن.
وعبر منيب المصري رجل الأعمال الفلسطيني المعروف، ورئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار- باديكو، الراعي الماسي لملتقى الشمال بالشراكة مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية؛ عن فخره بأن تستضيف مدينة نابلس المحاصرة هذه التظاهرة الوطنية، والتي اعتبرها خطوة هامة نحو إنعاش اقتصاد المدينة وشمال الضفة بشكل عام.
وقال "علينا جميعاً اتخاذ خطوات جدية، وتحمل المسؤولية نحو الاستثمار في شمال الضفة الغربية، من أجل تحقيق تنمية مستدامة في محافظات الشمال، حيث أن الاستثمار كفيل بإحياء مدن الشمال، وإخراجها من أزمتها الاقتصادية التي فرضت عليه وعلينا من قبل الاحتلال، ودورنا كرجال أعمال مخلصين لفلسطين أن نضطلع بدورنا، ونعمل مع أهلنا في المهجر وأخوتنا المستثمرين العرب، وبشراكة مع السلطة الفلسطينية لوضع خطة واضحة لخلق الاستثمارات في كافة المجالات التي ستسهم في النهوض باقتصاد الشمال والذي سيصب بشكل أكيد في مصلحة الاقتصاد الوطني بشكل عام".
وأوضح المصري أن الاستثمار في فلسطين مربح ومجدي، وإن كانت بعض المؤسسات أو الاستثمارات قد تعرضت في السابق لنكسات بسبب الاحتلال والمعيقات على الأرض إلا أنها صمدت وعاودت انتعاشها وحققت أرباحاً كبيرة من جهة، ومن جهة ثانية ساهمت في صمود الاقتصاد الفلسطيني، بل وتشكل مصدر رزق لآلاف الأسر الفلسطيني، وأكد "إن شركة باديكو تسير وفق رؤية محددة تهدف إلى الاستثمار في كافة المجالات المتاحة والمساهمة في دعم وصمود مؤسسات اقتصادية عديدة، وإن خبرتها الاستثمارية في فلسطين أثبتت أن فلسطين أرض خصبة وواعدة للاستثمار، ولا مجال للشك في ذلك".
بدوره اعتبر د. عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، الراعي الماسي للمؤتمر بالشراكة مع باديكو، أن ملتقى الشمال هو فرصة كبرى يجب اغتنامها للاستثمار في شمال الضفة، مؤكداً "إن مجموعة الاتصالات الفلسطينية هي إحدى النماذج الاستثمارية التي تدعو للفخر، وتؤكد قدرة السوق الفلسطينية على استيعاب العديد من الاستثمارات المربحة، مشيراً إلى قدرتها أيضاً على استقطاب استثمارات دولية ما يدحض أي افتراءات حول ضعف المقدرة الاستثمارية في فلسطين، لذا سعينا وكصرح اقتصادي هام، يعدّ من أوائل الاستثمارات الضخمة في فلسطين، ويمتلك مبادرات اقتصادية في كافة المحافظات؛ سعينا إلى المبادرة إلى رعاية مؤتمر فلسطين للاستثمار، في دعوة منا إلى كافة المستثمرين ورجال الأعمال إلى الاستثمار في الشمال والحذو حذونا، ونحن جاهزون لمساندتهم ودعم جهودهم لإرشادهم نحو الاستمار المربح بعيداً عن أي محاولات بائسة لإفشال هذه المبادرات".
وترعى مجموعة الاتصالات الفلسطينية مساء السبت حفل عشاء رسمي على شرف المشاركين الضيوف على ملتقى الشمال وذلك في مبنى مجمع مدينة نابلس، وبحضور دولة رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد وعدد من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين ورجال أعمال فلسطينيين من الوطن ومن داخل الخط الأخضر.
من جهته يرى ماهر المصري، رئيس مجلس إدارة هيئة سوق رأس المال الفلسطينية؛ أن مجرد إيجاد فرصة لالتقاء مستثمرين فلسطينيين مقيمين في الوطن والمهجر هو بحدّ ذاته حدثاً مهماً. وأشار إلى أن الملتقى يتيح الفرصة للمستثمرين الضيوف للاطلاع على واقع الحال وعلى مجريات الأمور الاقتصادية والإمكانيات المتوفرة في الاقتصاد الفلسطيني.
وقال :"يلعب الملتقى دوراً استشرافياً، وهناك مشاريع ستعرض في معظمها إنتاجية وخدمية، والفرصة كبيرة لأن تستحوذ هذه المشاريع على اهتمام المستثمرين، خاصة أن هذه المشاريع ليست ضخمة جداً بحيث تثقل على المستثمر، وهنا علينا الأخذ بعين الاعتبار، الأزمة المالية العالمية ونقص السيولة النقدية في الأسواق وإحجام البنوك عن الإقراض".
وأضاف :"لن تكون المشاريع المعروضة ضخمة الحجم، ما يبقي فرص الاستثمار فيها وتحقيقها النجاح المرجو كبيرة، وحتى إذا لم تنفذ حالياً فستبقى مشاريع قابلة للتنفيذ في المستقبل، وعندما تتهيأ الظروف المناسبة للمستثمر".
ودعا ماهر المصري إلى عدم المبالغة في التوقعات، وأن يكون سقفها مبنياً على الواقع، معرباً عن ثقته بأن العديد من المشاريع ستنجح في استقطاب المستثمرين. مؤكداً على أهمية هذه المشاريع إذا ما قدر لها التنفيذ، في توفير فرص التشغيل، وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
وتختتم أعمال المؤتمر مساء السبت في جلسة ختامية ستعرض نتائج الجلسات التخصصية الأربعة التي تتناول فرص الاستثمار في قطاعات السياحة، الزراعة، الصناعة والبنية التحتية في مدن شمال الضفة الغربية. كما سيتم قراءة البيان الختامي وتوصيات المؤتمر. وسيتوجه الضيوف ورجال الأعمال يوم الأحد للمشاركة في جولات ميدانية للاطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية في محافظات شمال الضفة، والتعرف على نماذج استثمارية في الشمال، وزيارة كل من جامعتي العربية الأمريكية في جنين وخضوري في طولكرم.
وترعى المؤتمر نخبة من الشركات والمؤسسات الفلسطينية، هي مجموعة الاتصالات الفلسطينية وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار- باديكو الراعيين الماسيين، وصندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة أيبك الراعيين البلاتينيين، والراعي الذهبي المتمثل في كل من بنك القاهرة عمان وبنك القدس والبنك الإسلامي العربي وبنك فلسطين وشركة لوتس للاستثمار المالي، والراعي الفضي المتمثل في كل من شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا- مراوي ومجموعة عنبتاوي وشركة برايس ووتر هاوس كوبرس.