الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

استهداف الاطفال على الحواجز ..بين المضحك والمبكي!

نشر بتاريخ: 04/12/2005 ( آخر تحديث: 04/12/2005 الساعة: 21:07 )
طوباس -معا- عبد الستار شريدة- ليس هناك وقت للاستعراض لدى جنود الاحتلال على حاجز حوارة العسكري وليس هناك مجال للتكاسل بحجة حماية أمن دولتهم.

فالجميع منهمك إما بتفتيش المركبات أو توقيف من يشتبهون به وحجتهم: " انهم فلسطينيون... انهم مريبون"، لذا لم يتوان جنود الحاجز عن اعتقال عشرة أطفال من طوباس خلال أسبوعين والتهمة " حيازة السلاح من نوع "موس ميدالية".

في التاسع عشر من الشهر المنصرم اصطف الطفل محمد ابراهيم سعود دراغمة من مدينة طوباس في طابور التفتيش مع عشرات إن لم نقل مئات المواطنين على حاجز حوارة لاجتيازه الى الطرف المقابل، وحين اقترب من الباب الحديدي الدوار أمره احد الجنود برفع ملابسه من بعيد لفحص ما اذا كان بحوزته حزام ناسف أو مواد متفجرة، وبعد أن تبين للجندي أن الطفل " نظيف" أشار اليه بالسبابة كي يتقدم باتجاه آلة الرنين المخصصة للكشف عن المعادن التي بدأت بالصفير أثناء مرور الطفل عبرها فطلب منه جندي الحاجز إفراغ كل ما في جيبه من معادن وما ان انتهى الطفل محمد من عمل ما طلب منه حتى انقض عليه الجندي وطرحه ارضاً ملوحا بيده" موس ميدالية" صارخاً بمن حوله من جنود أن :" احترسوا... بحوزته مواد قتالية"، فأخذ جنود الاحتلال وضعية الاستعداد لإطلاق النار بينما قام أحد الجنود بتكبيله ونقله الى معتقل قدوم.

" إنهم يجعلون من أنفسهم اضحوكة قال محمود صوافطة مدير نادي الأسير في محافظة طوباس على اعتقال الطفل محمد، وأضاف" إنها حالة الاعتقال العاشرة لأطفال من طوباس على حاجز حوارة خلال اسبوعين، وغالبيتهم بنفس التهمة".

صوافطة أكد أن حملة اعتقال الاطفال تخدم ما يروج له الاعلام الاسرائيلي بشأن موقف المقاومة من الأطفال، دون تحقيق في سبب وكيفية التهمة، موضحاً أن هذا الترويج يهدف الى إظهار المجتمع الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بأنها غير مسؤولة وتستغل الأطفال وتستغفلهم

ويضيف صوافطة محتداً على حملة الاعتقالات الأخيرة " لا يعقل أن يكون امتلاك طفل لميدالية على هيئة موس، قضية تقلق المحاكم الاسرائيلية والقضاة ومحاكم التمديد والمدعين العسكريين فيها، ويضيف إنه شيء لا يقبله العقل أن تحاكم دولة طفلا بتهمة حيازة وسائل قتالية هي عبارة عن لعبة... مجرد لعبة تستهوي الأطفال في مثل هذا العمر".

ويبدو أن الظرف الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية منذ سنوات عزز من انتشار مثل هذه الألعاب في الأسواق المحلية، غير أن هذه الألعاب كما تقول المختصة بالارشاد التربوي ميس ابو زعرور منتشرة في الأسواق العالمية ايضا وليست حكراً على السوق الفلسطيني أو المناطق التي تكثر فيها النزاعات مشيرة الى انتشارها في الدول الأكثر تقدماً واستقراراً اكثر من غيرها،اذ ليس هناك ما يستوجب محاكمة هذه الدول للأطفال بتهمة حيازة لعبة، مضيقة أن جميع الأطفال في أي دولة كانت تستهويهم الألعاب الحادة والعنيفة وهذا مرتبط بفهم الأطفال لصورة الأقوى من خلال مشاهداتهم أو امتلاكهم لمثل هذه الألعاب.