ماذا لو تلغي قيادة فتح قوائمها وتجبر جميع مرشحيها على اظهار أوزانهم امام ناخبيهم ؟
نشر بتاريخ: 05/12/2005 ( آخر تحديث: 05/12/2005 الساعة: 06:12 )
معا- كتب رئيس التحرير - - ليست قضية فلسطين, قضية فتحاوية بحتة,مثلما هي ليست قضية حمساوية.
فاذا كانت نسبة الاقتراع في الانتخابات الداخلية لفتح لم تتجاوز نسبة ال 47% في معظم المناطق, واذا كانت فتح لم تحصل في استطلاعات الرأي على اكثر من 30% من جمهور الناخبين في فلسطين ،فأن هذه الحقيقة تعني ان الفائزين في انتخابات فتح لم يحصلوا سوى على نسبة 14% أي ان كل فائز في انتخابات حركة فتح لم يخضع إسمه سوى لفحص 7% من مجموع اصوات الجمهور الفلسطيني الناخب .
وبسبب إطلاق النار, والتشكيك, والاتهامات الفاضحة بالتزوير والبلطجة, والكلام المسيء الذي نسمعه من الذين رسبوا في الانتخابات, وعجز التنظيم عن اقناع احد بالتنازل لاخيه في هذه الترشيحات, فان قيادة فتح وعلى رأسها اللجنة المركزية تكون قد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه, كما ان اي قرار ستتخذه, سيخلف الكثير من الجروح والألم الذي سيعكس نفسه في الانتخابات الحقيقية في الخامس والعشرين من كانون ثاني القادم.
في الخليل يتصارع المتنافسون على من يكون اول المرشحين و في نابلس ارتفع صوت الاحتجاجات لدرجة إحترقت فيها بعض سيارات المسؤولين, وفي حلحول إطلاق نار وفي جنين تشكيك وتشهير ،وفي بيت لحم حرد وإستنكاف ،وفي سلفيت احترقت صناديق الاقتراع، وفي القدس هاجت القاعدة وماجت القيادة, ويعلن العديد من المسؤولين التاريخيين في حركة فتح انهم سيرشحون انفسهم في قوائم مستقلة نكاية بمن فازوا في البرايمر, ما يعني ان الهدف الاساسي من اقامة البرايمر( وهو توحيد القاعدة التنظيمية خلف مرشحين متفق عليهم) قد تقوض منذ الآن.
ولان فتح, كعادتها تحب ان تخلع اسنانها من دون بنج( مخدر) فان صراخها يملأ الدنيا, ولان مصلحة فتح من مصلحة الوطن ووحدة المجتمع ،فان عدم انتقاد الوضع الحالي والاكتفاء بنشر التصريحات المقتضبة التي تصف الحدث يعتبر مشاركة في السكوت على تدمير تنظيم من اقوى التنظيمات الفلسطينية.
كما ان تشرذم فتح - لا سمح الله - او حماس او غيرها من التنظيمات سيكون له انعكاسات إجتماعية تذكّرنا بتجربة الجزائر واليمن والعراق وهو ما لا نريد ان نتذكره اصلآ.
" الواسطات" والاتصالات باللجنة المركزية وقيادة السلطة وصلت ذورتها, فكل من ورد اسمه في القائمة يتصل بمسؤول ويريد ان يضمن اسمه في قائمة المضمون.
واعتقد, ان القيادة الفتحاوية سوف ترتكب خطأ جسيمآ اذا هي ارخت حبل البرايمرز على غاربه, وبالفعل فانها يجب ان تتدخل وتضفي على القوائم نوعا من التوازنية الاجتماعية والتنظيمية والاعتبارية, ولان القيادة " متهمة بأنها" ليست عادلة, " وان خفتم الا تعدلوا فواحدة ،ولن تعدلوا" صدق الله العظيم.فانها مهما ستفعل لن تعدل, وستترك في وجه كل منطقة جرحآ بالغآ لا تشفيه المراهم ولا تغطيه المساحيق.
وبما ان المرشحين يملكون هذا الاعتقاد بانهم" محبوبون" جدآ من الجمهور الفلسطيني وان فوزهم لم يكن غشا اورياء , وانهم يملكون هذا " التقدير العالي جدآ" للذات فلا ضير اذن ان ينزلوا جميعآ على الدوائر ولنعيش ونشاهد فوزهم الساحق امام منافسة حماس في الانتخابات الحقيقية والتي من المفترض ان يحرسها مراقبون اكفاء من كل العالم , إلا اذا كانوا خائفين من الامتحان الحقيقي للتصويت يوم الانتخابات, وحاشى لله, ان يكون احد من المتلهفين لوضع اسمه في القائمة يخاف من الانتخابات, حاشى لله.