وكيل وزارة الشؤون الخارجية يطلع وفداً برلمانياً ألمانياً اوضاع الساحة الفلسطينية

رام الله- معا- التقى د.أحمد صبح وكيل وزارة الشؤون الخارجية صباح اليوم بمقر الوزارة في رام الله وفداً برلمانياً يمثل مقاطعة " مكلين بو فو بومين" وهي إحدى مقاطعات شمال المانيا الإتحادية، وقد ضم الوفد عدداً كبيراً من الأعضاء برئاسة د.جوفريد تيم.

وتأتي زيارة الوفد الى فلسطين للإطلاع على الأوضاع على الساحة الفلسطينية ميدانياً وسياسياً، ومدى تأثيرها على الحياة اليومية للفلسطينيين، ومستقبل فلسطين من منظور فلسطيني طبقاً للظروف المعيشية والتي تتأثر بالأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية القائمة.

وقد عبر رئيس الوفد عن معرفته ووفده لما يحدث هنا من خلال ما يسمعونه عبر الإذاعات ويشاهدونه عبر القنوات الفضائية، مبيناً أنهم يمثلون مجموعة برلمانية تعنى بالشؤون الداخلية ويقع ضمن عمل هذه المجموعة إهتمامها بالشؤون المحلية والمجالس البلدية والأمن.

من جهته قدم د.صبح شرحاً مفصلاً حول الأوضاع السياسية والميدانية والإقتصادية والإجتماعية في فلسطين، حيث عزى تعطل التقدم في جميع هذه المسارات الى الإحتلال وإجراءاته وتحكمه بكافة مفاصل الحياة في الأراضي الفلسطينية.

وقد شرح د.صبح للوفد عن الجغرافيا الصغيرة للوطن، مبينا أن الحكومة المركزية للسلطة الوطنية الفلسطينية تحافظ على إستقلالية النظام البلدي وتقدم له كافة التسهيلات المطلوبة.

ونوه صبح الى أن المشكلة تكمن بالإحتلال الذي لم يبدأ بالإنتهاء ببداية المفاوضات السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وقال: ليس هناك إحتلال جيد وإحتلال سيء، هناك نوع واحد من الإحتلال وهو الذي يلغي الحرية ويجرد الناس من إنسانيتهم، ويعمل على إهانتهم وإذلالهم "، مضيفا "نحن نعترف بإسرائيل كدولة في حدود ما قبل عام 1967 ونريد أن نعيش في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب إسرائيل من خلال المفاوضات السلمية".

وبين أن من أسوأ مظاهر الإحتلال الاسرائيلي هو الإستيطان، الذي يأخذ جزء كبير من ألارض بل وأكثر من ذلك يمنع البلديات من التوسع العمراني في نفس المدينة، وتحدث أيضاً عن الحواجز والمآسي التي تسببها للمواطنين والحد من حركتهم بحرية، والحد من حرية حركة البضائع بين المحافظات الفلسطينية، ذاكراً أن عدد الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية يصل عددها الى 612 حاجز وذلك طبقاً لتقارير صادرة عن منظمات دولية، وتناول جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في العمق الفلسطيني مصادرةً بذلك المزيد من الأراضي والعمل على ضمها.

وفي مجال الإعتقالات بين صبح أن إسرائيل تعتقل أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني، وتطرق صبح بإسهاب الى حصار غزة، مشدداً على أن ما تقوم به إسرائيل غير مبرر وأنه يمثل عقاباً جماعياً لمليون ونصف المليون من أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي المجال الإقتصادي قال صبح:" أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من التبادل التجاري مع أقرب جيرانهم العرب وهي الأردن الذي تقيم معه سلام، حيث يبلغ التبادل التجاري بين فلسطين والأردن بسبب الإجراءات الإسرائيلية 50 مليون دولار سنوياً، بينما تجبرنا إسرائيل على أن نستورد منها ما قيمته 3 مليار دولار، ونصدر لها ما قيمته فقط 200 مليون دولار، مما يجعل إقتصادنا الصغير أسيراً لإقتصاد اسرائيل الكبي"ر.

أما القدس فقد أوضح صبح أن القدس ينطبق عليها ما ينطبق على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، فإسرائيل وكل ما تقوم به من تهويد، وضم وتفريغ للسكان هو غير شرعي، وغير قانوني، ولا يوجد حل دون القدس.

وفي نهاية اللقاء شكر صبح المانيا كونها الداعم الأوروبي الأكبر للفلسطينيين، كما شكر وزير خارجية ألمانيا الإتحادية شتاينماير والذي تقدم بخطة عمل إستراتيجية حول بناء المؤسسات الفلسطينية توطئةً لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.