لجنة الأمم المتحدة تعقد جلسة لاحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 11:31 )
بيت لحم- معا- عقدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف جلسة خاصة امس في قاعة مجلس الوصاية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقد ترأس الجلسة السفير بول بادجي رئيس اللجنة وممثل السنغال الدائم لدى الأمم المتحدة، بحضور وزير الشؤون الخارجية الدكتور رياض المالكي والأب ميغيل ديسكاتو بروكمان رئيس الجمعية العامة، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وممثل عن رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير خورخي أوربينا (كوستاريكا)، ورئيس اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية بما فيها القدس الشرقية (سري لانكا) ووكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو، وعدد من ممثلي الدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة.
وقد ألقى بول بادجي رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف كلمة أكد من خلالها أن هذه الحقوق التي تتمثل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره من دون تدخل خارجي وحقه في الإستقلال والسيادة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والحصول على ممتلكاتهم التي سلبت منهم تمثل العنصر الأساسي في الحل العادل والدائم والشامل للقضية الفلسطينية.
وتطرق السفير بادجي إلى معاناة الشعب الفلسطيني على مدى 60 عاما منذ النكبة وما يتعرض له حتى هذه اللحظة من إنتهاكات لحقوقه والتي تتنافى مع قرارات المنظمة الدولية، مشدد اعلى وجوب وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الفلسطيني لتمكينه من إعمال حقوقه التي أقرتها له قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.
وفي ختام كلمته أكد السفير بادجي على أهمية إتخاذ تنفيذ تدابير فعالة لحماية الشعب الفلسطيني وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1515.
وتحدث الأب ميغيل ديسكاتو بروكمان رئيس الجمعية العامة، الذي ذكر بالقرار الدولي الذي تم بموجبه تقسيم فلسطين إلى دولتين منذ 61 عاما إحداهما رأت النور بينما مازال الشعب الفلسطيني يعاني حتى هذا اليوم من فشل الأمم المتحدة في إيجاد حل لقضيته مما يضر بمصداقيتها وهيبتها، مشيرا ماذكره في خطابه الإفتتاحي للدورة 63 للجمعية العامة في سبتمبر الماضي من أن القضية الفلسطينية وعدم حلها يمثل أكبر فشل في تاريخ الأمم المتحدة.
وتطرق رئيس الجمعية العامة إلى معاناة الشعب الفلسطيني على مدى تلك العقود ومايتعرض له الآن من حصار وتجويع في غزة ومن تدمير وسلب للممتلكات والأراضي في الضفة الغربية والقدس، مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذا العقاب الجماعي.
وأضاف أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إضطهاد يشابه الوضع التي كان يعاني منه شعب جنوب أفريقيا إبان سياسة التمييز العنصري البغيضة، مشددا على أن هذا الوضع يجب أن لايستمر أو يسمح بإستمراره ووجوب تدخل المجتمع الدولي لوصول المفاوضات إلى نهاية تمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، مشددا في الوقت نفسه على أهمية المبادرة العربية للسلام.
وفي معرض كلمته تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مؤكدا إلتزامه تجاه تحقيق تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية وأن الحل إلى الوصول إلى ذلك هو بإنشاء دولة فلسطين تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام، مشيرا إلى أسفه في عدم إمكانية تحقيق أهداف مؤتمر أنابوليس في الوقت المحدد مشدداً على انه في الوقت نفسه يجب عدم التقليل من أهمية المفاوضات الجارية وما تولد عنها من حالة إعادة الثقة بين الأطراف.
ونوه الأمين العام إلى الإنجازات التي حققتها الحكومة الفلسطينية على الأرض، مطالبا الأطراف بالإلتزام بمسؤولياتها التي نصت عليها خارطة الطريق، مؤكدا أن إسرائيل يجب أن تعمل على وقف الممارسات التي تضر بعملية السلام بما فيها الإستيطان ورفع الحواجز والممارسات ضد سكان القدس ورفع الحواجز ووجوب رفع الحصار عن غزة التي أشار إلى أنها مصدر قلق عميق.
وناشد الجماعات الفلسطينية بما فيها حماس إلى التوحد تحت القيادة الشرعية وطالب الأطراف الدولية في هذه المرحلة عير المستقرة إلى الإستمرار في جهود السلام ومواصلة إلتزاماتها وإيلاء عملية السلام المزيد في الإهتمام، مشدداً على أهمية المبادرة العربية في هذا الإطار، معربا عن أمله أن تحقق كل تلك الجهود حل الدولتين الذي يستحقه ويحتاجه الشعب الفلسطيني.
وفي معرض كلمته تناول ممثل رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (كوستاريكا) إلى دعم مجلس الأمن للأطراف في جهودها لتحقيق السلام، مشيرا إلى متابعة مجلس الأمن للوضع وللتطورات على الأرض من خلال الإجتماعات الشهرية التي يقدم فيها ممثل الأمين العام إحاطته الشهرية والنقاشات التي تجري في المجلس.
وطالب الأطراف بتجنب كل ما من شأنه أن يقوض الثقة، مشيدا بجهود السلطة الفلسطينية في مجال الإصلاح، داعيا إلى ضرورة إستمرار الدعم للشعب الفلسطيني وقيادته، مرحباً في هذا الإطار بمؤتمرات باريس وبرلين وبيت لحم.
وأعرب عن قلق المجلس إزاء الأوضاع في غزة مرحباً بالجهود المصرية للوصول إلى إتفاق بين الأطراف الفلسطينية، مؤكدا أن مجلس الأمن يسعى لتحقيق السلام وتحقيق حل الدولتين على أساس قراراته ذات الصلة.
وقرأ الدكتور رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية، رسالة الرئيس محمود عباس والتي ثمن فيها عاليا الدور المؤثر للمجتمع الدولي في إسناد الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحقيق أهدافه وتطلعاته في الحرية والإستقلال وبناء دولته المتعايشة بسلام وأمن وإحترام متبادل مع جيرانها.
كما ذكر الرئيس في كلمته أن مساندة المجتمع الدولي تعزز الإيمان بعدالة القضية والثقة بأن التضحيات الجسام التي بذلها الفلسطينيون، جيلا بعد جيل، قد أثمرت تفهما دوليا أعمق للقضية وتعاطفا عاليا أوسع مع الاهداف التي شرعتها أعراف الأرض وأحكام السماء.
وتطرق المالكي في معرض كلمته إلى ممارسات الإحتلال التي تضر بعملية السلام والأسس التي تقوم عليها وبقضايا الوضع النهائي، مؤكدا "أننا لم نصل إلى تسوية مرضية لأي من تلك القضايا ليس بسبب سوء الحظ، بل بسبب التعويق المتعمد لعملية السلام وإصرار الجانب الإسرائيلي على فرض حل لايضمن لنا إستعادة إراضينا وحقوق لاجئينا وإمكانية بناء دولة متصلة جغرافيا وقابلة للحياة"، داعيا في ختام كلمته الأمم المتحدة إلى مواصلة دورها المحوري إلى أن يتم إحقاق الحق وينال الشعب الفلسطيني ما إستلب منه من حقوقه.
وعقب ذلك ألقت مندوبة كوبا ببيان بالنيابة عن وزير خارجية بلادها بصفته رئيسا لحركة عدم الإنحياز أعربت فيها عن تضامن الحركة مع الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ إعتماد الأمم المتحدة للقرار 181 الذي قسم فلسطين التاريخية وأدى إلى إحتلال أكثر من ثلاثة أرباع الأرض الفلسطينية وفرض معاناة مستمرة على الشعب الفلسطيني إلى يومنا هذا.
وادانت المندوبة الكوبية كافة الإنتهاكات التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني بما فيها الإستيطان والجدار ومحاصرة القدس والحصار المفروض على غزة، مؤكدة على عدم قانونية هذه الممارسات والأعمال الإسرائيلية وضرورة وقفها، وأكدت على تطلع الحركة إلى السلم والإستقرار لكل شعوب المنطقة دون إستثناء مما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
والقى المندوب الدائم لأوغندا، رئيس الدورة 35 لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي ببيان بالنيابة عن وزير خارجية بلاده وألقى المندوب الدائم لتنزانيا ببيان نيابة عن رئيس جمهورية بلاده بصفته رئيسا للإتحاد الإفريقي، كما ألقى المراقب الدائم لجامعة الدول العربية بيانا نيابة عن الأمين العام للجامعة.
وأكدت جميع البيانات التي ألقيت على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف، وإدانتها لكافة الممارسات غير القانونية التي ترتكب ضده من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، مطالبة المجتمع الدولى بكافة أطرافه والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد.
وقرأ بول بادجي رئيس اللجنة أسماء رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية ورؤساء المنظمات الإقليمية التي بعثت برسائل تضامن في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى اللجنة.
وشكر رؤساء دول غينيا وباكستان والبرازيل والفيت نام وقطر والمغرب والسعودية والأردن والبحرين وموريتانيا وتونس والسنغال ومصروناميبيا ولاو وسري لانكا والفيلبين وتركيا و الجزائر وجنوب أفريقيا وكوريا الشعبية ونيكاراغوا والإمارات العربية المتحدة وبروناي دار السلام وإندونيسيا ولبنان واليمن وبوركينا فاسو والمكسيك ورؤساء حكومات تايلاند وبلغاريا والصين والهند وبنغلادش ومالي ووزراء خارجية سوريا واليابان وبوتسوانا وكوبا.
وشكرالأمين العام للجنة الشعبية العامة للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي للجماهيرية العربية الليبية ونائب وزير الشؤون الخارجية لكولومبيا، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وفي ختام الإجتماع ألقى المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير الدكتور رياض منصور، بيانا شكر فيه جميع الشعوب والدول على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله حتى يأتي اليوم الذي يقيم فيه دولته فوق أرضه وعاصمتها القدس الشريف.