الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس تنفي - الكشف عن خلافات عميقة بين قيادات حماس حول الحوار ومواصلة السيطرة على غزة

نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 18:39 )
بيت لحم - معا - تشهد العلاقات بين قيادات حماس في الداخل والخارج خلافات عميقة تتعلق بمواقف الحركة من قضية الحوار والمصالحة مع حركة فتح واستمرار سيطرة حماس على قطاع غزة وفقا لما ادعته صحيفة "هأرتس" استنادا الى مراسلات حماس الداخلية التي اعترضت السلطة الفلسطينية جزءا منها ووصل بعضها الى ايدي الصحيفة .

وتكشف المراسلات الداخلية المذكورة خلافات عميقة بين قيادة حماس المتواجدة خارج الاراضي الفلسطينية وقياداتها في الضفه الغربية من ناحية وقيادات الحركة داخل قطاع غزة .

وحددت قيادة الخارج موقفا واضحا معارضا لاستمرار سيطرة حماس على قطاع غزة في الوقت الذي تفقد فيه الحركة مواقعها في الضفه الغربية بسبب العمليات الامنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية ضد البنية التحتية لحماس ودائما وفقا لما جاء في صحيفة "هأرتس" .

واتهمت قيادة الخارج الحمساوية شقيقتها في قطاع غزة بافشال الحوار مع حركة فتح واحبطت فرصة اقامة حكومة وحدة وطنية حين تمسكت برأيها ورفضت تقديم تنازلات في قطاع غزة ووضعت شروطا مستحيلة وفقا لتصنيف القيادة الخارجية كما يستشف من المراسلات الداخلية المذكورة .

ووضعت الصحيفة الخلافات سابقة الذكر في سياق صراع القوى بين قيادة الداخل " غزة " والمتمثلة بمحمود الزهار وسعيد صيام وخليل الحية وقيادات الخارج ممثلة برئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق للسيطرة على مقدرات الحركة .

والى جانب الخلافات في المنظور السياسي تحاول قيادة غزة تعزيز مواقعها داخل مؤسسات حماس القيادية وزيادة سيطرتها على قرار الحركة فيما نقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية لم تذكرها بالاسم قولها بان قيادة غزة تطالب برفع عديد ممثليها في مجلس الشورى وهو اعلى هيئة قيادية في حماس بحيث يصل ممثلو الداخل الى 51% بدلا من 34% كما هو الحال اليوم معلله مطالبتها هذه بسيطرتها على اكثر المناطق اهمية وتأثيرا بالنسبة لحماس والمقصود سيطرتها على غزة فيما تتهم قيادة الخارج وبالتعاون مع قيادات الضفه الغربية بفرض رأيها وارادتها على قيادة غزة .

وادعت الصحيفة ان الوثائق التي وصلت اليها تكشف الخلافات الحمساوية بشكل كامل حيث تطالب قيادة الخارج والى جانبها ممثلي الحركة في سوريا ولبنان وايران ودول اخرى مضافا اليها قيادات الحركة في الضفه الغربية باجبار قيادة الحركة في القطاع على اتخاذ موقف اكثر اعتدالا من قضية الحوار مع فتح .

وجاء في الرسالة التي ارسلت بتاريخ 6/10/2008 بان قيادة الخارج التي التقت في القاهرة قيادات غزة خرجت بانطباع بان قيادة الحركة في غزة غير معنية بالذهاب الى الحوار وفي الواقع تحاول افشاله .

واضافت الرسالة المذكورة " الاخوة الاعزاء مرفق طيه التعديلات التي طالب الاخوة في غزة باضافتها على الوثيقة التي ارسلناها لكم ولهم بخصوص قضية الحوار مع فتح ونحن في دمشق درسنا التعديلات المطلوبة ولنا عليها بعض التحفظات سنبحثها حين نجتمع بهم وفي القريب سنزودكم بملاحظاتنا على التعديلات التي تطالب بها قيادة غزة ولكن الشيئ الاكثر اهمية وهو الاتجاه المركزي السائد ونفهم كما رايناها ليست جاهزة حتى الان للحوار وهناك شروط مستحيلة يتم وضعها وتحول الانقسام الحالي الى حالة مرغوبة " بالنسبة لقيادة غزة " لا يجدر الخروج منها ، اضافة الى الوضع في الضفه وما نواجهه من عمليات دموية تنفذها السلطة والهادفة لتصفية البنية التحتية لحماس كرد انتقامي على ما يجري في غزة فاننا ملزمون بدراسة الواقع بشكل مناسب ولا نريد ان نكون في وضع نسيطر فيه على غزة في حين نفقد الضفه الغربية وفي الخلاصة نحن نريد حوارا مع فتح ونحن معنيون بنجاح الحوار وعدم افشاله او تأجيله ".

ويتضح من الوثائق التي حصلت عليها هارتس بان قيادة حماس في دمشق هي من وضع الاقتراح الاولي الذي يتضمن مواقف الحركة فيما يتعلق بصلاحيات ووظيفة حكومة الوحدة الوطنية واجهزة الامن والانتخابات وغيرها من القضايا امام قيادات غزة والضفه وطلبت منها تزويدها بملاحظاتهم ولكن الوثائق المضبوطة من قبل السلطة تشير الى ان قيادة حماس في غزة وضعت ملاحظات وتحفظات على جميع البنود الواردة باقتراح قيادة الخارج ما جعل نجاح الحوار امرا مستحيلا تقريبا .

ويتمثل موقف قيادة الخارج من قضية تمديد ولاية الرئيس عباس الى عام 2010 بجواز الامر في حال حصل توافق وطني علية بشرط ان تستوفي عملية التمديد كافة الشروط القانونية الامر الذي رفضته قيادة غزة وفقا لما جاء في الوثيقة وتمثل موقفها برفض التمديد " اننا نرفض التمديد لعباس بشكل نهائي وان عباس يعمل على تصفية القضية الفلسطينية لذلك يجب وضع نهاية لحياته السياسية خاصة وانه في ازمة ولا يجب ان نعطيه طوق النجاة وان تمديد ولاية عباس ستنقذ فتح من ازمتها الامر الذي لا نريده ، وفقا لما جاء نصه في الوثيقة".

وبينت وثيقة ثانية ادعت الصحيفة حصولها عليها طبيعة الشروط التعجيزية التي طرحتها حماس ما يشير الى نجاح قيادة غزة في فرض ارادتها على الخارج .

برهوم ينفي:

من جهته نفى فوزي برهوم المتحدث الرسمي باسم حركة حماس الأنباء التي تتحدث خلافات بين قادة حماس ومؤسساتها نافية وجود أي خلاف في أي من مستوياتها.

وقال برهوم في تصريح وصل وكالة "معا" : تؤكد حركة حماس على أنه لا صحة لأي حديث عن أي خلافات بين قادتها ومؤسساتها لا على مستوى الداخل والخارج ولا الضفة والقطاع، وأنها تؤمن بالشورى والاستماع إلى جميع الآراء في اتخاذ قراراتها وأن قراراتها تتخذ عبر مؤسساتها الرسمية وبالطرق الشورية".

وأكد برهوم على" تماسك حماس وقوتها وثباتها رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بها ورغم محاولات التآمر عليها مبينا أن أي محاولة لتشويه مواقفها بائسة ولن يكتب لها النجاح لأن حماس تستمد مصداقيتها وثقتها من جماهيرها وشعبيتها ومبادئها الثابتة التي تضحي من أجلها وهذا هو رأس مالها".



.