الأحد: 19/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

فاكهة الملاعب.... بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 22:12 )
***فاكهة الملاعب....

****واد النيص يحمل تطلعاتنا الكروية في ملاعب العرب

*****والتنافس يحتدم في جميع المباريات زحفا نحو المنطقة الخضراء

بيت لحم - معا - متابعة وتحليل - فايز نصار - على بركة الله يواصل نادي واد النيص مهمته العربية ، بخوضه غمار لقاء الإياب أمام عميد الأندية الأردنية الفيصلي ، في مباراة غير مأمونة لممثلنا ، يحتضنها ملعب الأمير محمد بالزرقاء، على أمل أن يواصل سفيرنا العربي نادي واد النيص مشواره المظفر ، ويحقق المفاجأة السعيدة ، التي ينتظرها كل عشاق المستديرة في فلسطين الأمجاد !

دعواتكم لواد النيص !

ورغم أن التكهنات التي سبقت المباراة ، لا تحلب في إناء واد النيص ، ولا تتوقع أن يصمد رفاق سميح يوسف مرة أخرى ، إلا أن من يعرفون إرادة لاعبي ممثل فلسطيين يذهبون إلى أن الحلم النيصي بات قاب قوسين أو أدنى ، وليس على رياضيي فلسطين إلا تكثيف الدعاء لواد النيص ، لعل الله لا يضيع جهود البطل الفلسطيني ، كما طلب مني اللاعب سمير جمال في محادثة على النت .

مباراة في المنفى !

لاعبو واد النيص يحملون اليوم حلمنا الكروي الفلسطيني ، ولا يملك عشاق واد النيص من مختلف المدن الفلسطينية إلا الدعاء ، لان قلوب الجميع مع أبناء الواد ، الذي كتب عليهم اللعب محرومين من جماهيريهم ، ومن اللعب على أرضهم ، رغم أن الأرض في كرة القدم تحارب مع أهلها ، وان الجمهور يمثل اللاعب الثاني عشر والثالث عشر في مثل هذه المواجهات الدولية .

المهم أن واد النيص يلعب في المنفى ، وكنا نمنى النفس أن يوافق المسئولون العرب على لعب المباراة هنا في فلسطين ، حتى لا يحرم النيصة من أرضهم ومن جمهورهم ، خاصة وان لاعبي الفيصلي يستطيعون الدخول إلى الضفة الغربية ، واللعب هنا كما فعلوا أكثر من مرة ، على عكس أندية بعض الدول العربية التي لا تستطيع القدوم إلى هنا ، بسبب الظروف السياسية .

المهمة ليست مستحيلة !

إذا واد النيص يلعب على أرض الفيصلي ذهابا وإيابا ، وكنا نتمنى أن ينصف ممثلنا باللعب على أرضه ، آو أن يلعب في سوريا مثلا كأرض محايدة ، وذلك أضعف الإيمان ، ولكن الرياح سارت كما لا يشتهي سفيرنا ... ورغم ذلك على لاعبي واد النيص أن يلعبوا بإمكانياتهم ، ويثقوا بقدراتهم ، ويدخلوا المباراة واعين بان اللعب مع الفيصلي لا يزيد عن حوار كروي بين احد عشر لاعبا فيصلا ويا ، يقابلهم أحد عشر ثعلبا نيصيا ، وبذلك سيدخل ممثلنا المباراة بثقة قد تكون مفتاح النجاح !

واد النيص السابع

وكان واد النيص غاب عن مباراته في الجولة الثالثة عشرة من دوري تصنيفي الضفة ، والتي كان من المقرر أن يخوضها أمام الهلال العاصمي ، ورغم ذلك ما زال الواد في المرتبة السابعة باحدى وعشرين نقطة ، وبمباراتين متأخرتين أمام المقدسيين ، الهلال وسلوان ، وسيقفز الواد إلى المركز الثاني مع الفرسان السمر في حالة الفوز بالمباراتين ، رغم صعوبة هذه المأمورية !

فرسان القمة

وكان مركز طولكرم ضيق الخناق على الرائد الامعري بفوز شاق على جدعان بلاطة ، مستغلا تعثر الامعري أمام فرسان الجنوب شباب يطا ،وتقدم جبل المكبر إلى المركز الثالث بست وعشرين نقطة بسداسية اتخمت المرمى الجنيني ، فيما أصبح الثقافي رابعا بأربع وعشرين نقطة بفوز عريض تسلق به "السور المقدسي" تاركا المركز الخامس لغزلان الجنوب ، الذين تجاوزا البيرة في المركز السادس ، والخضر المتعادل مع الأهلي ثامنا بإحدى وعشرين نقطة .

المنطقة الخضراء

ونستطيع إطلاق وصف المنطقة الخضراء على الفرق هذه المجموعة ، وبالإمكان أن ينضم للمنطقة الخضراء أصحاب المراكز التالية الهلال (20 نقطة ) والشباب وبلاطة (19 نقطة ) ، ويجب على هذه الفرق تحقيق انتصارات قادمة لضمان البقاء ضمن دائرة المنطقة الخضراء ، لان الفرق التي تليها على جدول الترتيب تستطيع تجاوزها في مباراة أو مباراتين !

المنطقة البرتقالية

وستتدحرج الفرق ، وخاصة التي تحتل الطابق الثاني في المنطقة الخضراء إلى المنطقة البرتقالية ، إذا فرطت في نقاط المباريات القادمة .. وتضم المنطقة البرتقالية ، أندية عسكر بثماني عشرة نقطة ، والأهلي و الإسلامي بست عشرة نقطة ، وهلال أريحا بخمس عشرة نقطة ، ووضع هذه الفرق غير مريح ، لأنها ستتدحرج إلى المنطقة الحمراء إذا أهدرت النقاط في المباريات القادمة ، تماما كما أنها قادرة على تسلق سلم الدوري ، والوصول إلى المنطقة الخضراء إذا كسبت الرهان في الجولات الثلاث القادمة .

المنطقة الحمراء

وقد جرت سلسلة الخسائر نادي جنين إلى المنطقة الحمراء بثلاث عشرة نقطة مع صور باهر ، وتقدم فوز السلاونة على عسكر بالفريق المقدسي إلى المركز 18 باثنتي عشرة نقطة ،مع شباب يطا ، وبقي أبو ديس رغم فوزه بالمرتبة العشرين بإحدى عشرة نقطة ، وبقي الاتحاد في المركز قبل الأخير بثماني نقاط ، والعربي أخيرا بخمس نقاد ، بعد تقاسمهما غلة لقائهما !

يطا أحرج الرائد

ولعل أبز ما اتسمت به الجولة الثالثة عشرة كثرة التعادلات التي سجلت على السبورة الالكترونية غير الموجودة في معظم ملاعبنا ، في أربع مباريات ، ثلاث منها لأندية الخليل ، حيث اقتسم الأهلي الغلة مع الخضر ، وعجز الشباب عن الحفاظ على تقدمه مع الإسلامي في الرمق الأخير من المباراة ، بما يؤكد الصفة المحلية للقاءات الخلايلة وجيرانهم التلاحمة ، وكان التعادل الأغلى للشباب اليطاوي ، الذي أحرج المتصدر ، وفرض عليه تعادلا مستحقا ، ورغم ذلك كان بإمكان فرسان الجنوب الخروج بغلة المباراة كاملة ، بالنظر لعرضهم الراقي ، وارتفاع معنوياتهم ، ولكن يبدو أن لاعبي يطا نسوا أن فريقهم طالما تفوق على الامعري في المباريات الماضية ، حيث تشير الإحصاءات إلى أرجحيه شباب يطا في رصيده السابق أمام الأمعري ، ولكن لا بأس فالمباراة تكون أقنعت اليطاطوة أن بإمكانهم قول كلمة مغايرة في الجولات القادمة ، والإثبات بأن الفريق الأصفر يستطيع أن يكسب ، تماما كما أنه اقنع الجميع بأنه يستطيع أن يلعب !

نقطة واحد لنابلس

وخرجت أندية جبل النار بتعادل واحد ، ولم تحصد أندية الاتحاد وبلاطة وعسكر إلا نقطة واحدة من المباريات الثلاث ، بعد انهزام العسكر أمام سلون ، وخسارة الجدعان أمام الفرسان ، وجاء تعادل حاملي المصباح الأحمر الاتحاد والعربي ليحفظ ماء وجه الكرة النابلسية في هذه الجولة القاسية على كرة جبل النار !

وعشر نقاط للقدس

وعلى عكس الخليل ونابلس حصدت أندية بيت المقدس عشر نقاط من خمس مباريات ، بفوز المكبر على جنين وسلوان على عسكر وابو ديس على هلال أريحا ، وتعادل العربي مع الاتحاد ، وكانت الهزيمة الوحيدة لأندية القدس في هذه الجولة لصور باهر أمام الثفافي ، حيث انهزم الصور مرتين ، الأولى فنية بخمسة أهداف لهدف ، والثانية غير رياضية ، بالتصرفات غير المبررة لفئة ضالة ، لوثت سمعة الفريق الذي طالما أحببناه ، وتغنينا بعروضه ... والمطلوب هنا من القيمين على الصور المقدسي البراءة من المفسدين ، وملاحقة المدسوسين ، حتى يتفرغ الفريق لمواقعه الصعبة دفاعا عن حظوظه في الممتازة المميزة !

معركة الصدارة

وحدها محافظة طولكرم خرجت بغلة الجولة كاملة بفوز عريض للثقافي ، الذي يبدو أن الاستقرار عاد لصفوفه بوجود الصباح ، وبفوز المركز الصعب أمام الغريم الشمالي بلاطة بهدف ثمين ، وبذلك أصبحت أندية طولكم تتنفس في المنطقة الخضراء ، بل أن عين المركز أصبح على المقدمة ، وكل عشاق الفرسان يأملون في عثرة قادمة للامعري للانقضاض على الصدارة ، والأمر نفسه يراود الثقافي ، الذي لا يبدو أنه قال كلمته الأخيرة في هذا الدوري ، لأنه في انتظار لعب واد النيص مبارياته المتأخرة ، أصبح الصراع على الصدارة محتدما بين أندية الأمعري والمركز وجبل المكبر والثقافي ، شباب الظاهرية ، الذي اتخم مرمى المؤسسة في أقسى هزيمة لأبناء الحاج عزام إسماعيل ، وبأربعة أهداف رسم ملامحها الفنية العمور !

احتدام التنافس

وتؤكد التعادلات الأربعة المسجلة احتدام التنافس بين مختلف الفرق ، ونتوقع أن تكثر التعادلات في الجولات القادمة ، الذي أصبح 33 نقطة ، وسينخفض هذا المعدل إذا كثرت التعادلات ، وإذا كثر تبادل الفوز بين الفرق ، ولعل ما يؤكد احتدام التنافس تراجع غلة الجولة إلى 29 هدفا في عشر مباريات ، كما أن ستة أندية عجزت عن التسجيل ، وتسعة أندية سجلت هدفا يتيما ، ولو تجاوزنا مباريات جبل المكبر مع جنين ، والثقافي مع الصور ، والظاهرية مع البيرة ، وسلوان مع عسكر ، التي شهدت عشرين هدفا ، فان المباريات الست الباقية لم يسجل فيها إلا تسعة أهداف !

أقدام السمران الذهبية

ويتصدر مركز طولكرم صدارة الغلة الهجومية ب35 هدفا في 13 مباراة ، متبوعا بالامعري الذي سجل 33 هدفا في 13 مباراة ، ثم جبل المكبر الذي سجل 31 هدفا في 13 مباراة ، وقد كان لأصحاب الأقدام الذهبية دور في هذه الحصيلة ، وخاصة أحمد علان الذي اعتلى عرش الهدافين بثلاثة عشر هدفا بثلاثية في المرمى الجنيني ، متقدما الكرمي معن والأمعراويين صادق وكشكش ، فيما تقدم هداف العميد علي عايش لمقارعة الهدافين برصيد وصل إلى عشرة أهداف !

التحصينات الدفاعية

ولم يسجل اتحاد نابلس إلا 11 هدفا ، وسجل العربي 12 هدفا ، وأبو ديس 13 هدفا ، وساهم عقم هجوم الفرق الثلاثة في وضعهم في المنطقة المكهربة ، وساهم في ذلك أيضا أن المرمى النابلسي تلقى 36 هدفا ، مقابل 30 هدفا تلقاها مرمى العربي و28 هدفا ولجت مرمى جنين ، أما الصلابة الدفاعية فما زالت تدين لواد النيص بسبعة أهداف في 11 مباراة ، مقابل 9 أهداف للأمعري و11 هدفا لبلاطة ، ولكن في 13 مباراة ، كما أن الظاهرية وجبل المكبر ينافسان على جائزة الصلابة الدفاعية ب12 هدفا في مرمى كل منهما !

الأكثر فوزا

ولان كرة القدم تعطي من يعطيها ، وتهب النقاط للمجتهدين ، ممن يحققون الفوز ، فقد تربع الامعري على القمة بتسع انتصارات ، مقابل ثمانية للمركز الكرمي ، وسبعة للجبل المقدسي ، ومثلها للثقافي وللبيرة ، فيما لم يفز العربي إلا في مباراة واحدة ،وفاز الاتحاد في مباراتين ، ولم تفز أندية ابو ديس وسلوان وصور باهر ويطا إلا في ثلاث مباريات .


الأكثر خسارة

وقد تعقدت مهمة العربي في ذيل الترتيب ، بفضل الهزائم العشر التي خرج بها ، فيما خسر الاتحاد تسع مباريات ، وخسر كل من ابو ديس وجنين ثماني مباريات ، وعلى العكس من ذلك لم يخسر جبل المكبر إلا مباراة واحدة ،وخسر كل من الامعري والظاهرية وواد النيص في مباراتين ، ويجب أن يعلم المسيرزون أن الفريق الذي يخسر اكثر من سبع مباريات يضع نفسه في حالة الخطر الشديد .

مباريات التراضي

ويستحق كل جبل المكبر والظاهرية لقب ملك التعادلات ، فقد تعادل كل منهما في خمس من مبارياتهم ، كما أن الفريقين تعادلا في لقائهما في الجولة الماضية ، فيما يعتمد فريقا جنين والبيرة خطة فهد بلان إما قاتل أو مقتول ، ولم يتعادل الفريقان إلا في مباراة واحدة .

استراحة المحارب

وبعد إجراء مباريات الجولة القادمة ، يكون القطار قد قطع ثلثي المسافة ، والحق يقال إن العياء أصاب كل العاملين في هذا الدوري ، الذي لم تتعود عليه الأندية ، بما انعكس سلبا على المستوى الفني ، وشدا عصبيا قد لا نستطيع محاصرته في الجولات القادمة ، لذلك لا بأس من أسبوع راحة لتجميع المنتخب الوطني ، ولمنح الفرق استراحة المحارب ، استعدادا للجولات الأكثر صعوبة .

جاهزية الحكام !

ويبدو أن التعب قد نال من حكام الدوري أيضا ، لأنهم لم يتعودوا على هذا الريتم ، وقد تعرض كثير منهم للإصابة ، بسبب الحمل العالي للمباريات ، وخاصة مع انطلاق مباريات الدرجة الأولى ، ولأن كثير من الحكام يخفون إصاباتهم حتى لا تضيع فرصهم ، وهذا مرفوض لأننا نتجه إلى الاحتراف في الدوري ، وعلى الحكم كما اللاعب أن يكون أول طبيب لنفسه ، لان الإصابات الرياضية تحتاج إلى العلاج ، وإلا سيتفاقم أمرها !

حتى يتواصل الحراك

انه مجرد اقتراح ، نأمل أن يدرسه القائمون على هذا الدوري ، والأمل في أن يتواصل هذا الحراك ، وان يتفاعل الجميع مع أحداث هذا الدوري ، الذي أصبحنا نباهي به العالمين !