مجلة تايم: واشنطن تضغط على إسرائيل لثنيها عن القيام بهجمات عسكرية ضد غزة وإيران
نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 23:04 )
بيت لحم- معا- نقلت مجلة تايم الأميركية في عددها الصادر الثلاثاء عن مصادر إسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على إسرائيل لثنيها عن شن أي عمل عسكري ضخم ضد إيران وقطاع غزة خلال الأيام الأخيرة المتبقية من فترة ولاية الرئيس بوش.
وذكرت المجلة أن مطالب واشنطن أبلغت من خلال مسؤولين أميركيين لنظرائهم الإسرائيليين ويتوقع أن يكون قد تم التشديد عليها خلال اللقاء الذي عقد الاثنين بين بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في البيت الأبيض.
وأشارت تايم إلى أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين كانوا قد ألمحوا في تصريحات لوسائل الإعلام إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى تنفيذ تهديداتها بتوجيه ضربات عسكرية لإيران قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني المقبل.
غير أن المجلة نقلت عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إنه تم تحذيرهم من القيام بتلك الخطوة.
وأضافت المجلة أن التحذير الأميركي لإسرائيل لم يقتصر فقط على احتمال توجيه ضربات لإيران بل شمل أيضا قطاع غزة.
وقالت تايم في تقريرها إن مسؤولين في إدارة الرئيس بوش حذروا إسرائيل من أن شن عمل عسكري بري داخل قطاع غزة المحاصر قد يؤدي إلى مقتل العديد من الفلسطينيين وتقويض جهود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس في التوصل إلى اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ووفقا لمسؤولين أردنيين وفلسطينيين فإن الولايات المتحدة ولدعم موقفها الرافض لاقتحام إسرائيل لقطاع غزة، لجأت إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للمساعدة في وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، وذلك بسبب رفض واشنطن إجراء أي اتصالات مباشرة مع حركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وأشارت المصادر إلى أن العاهل الأردني استجاب لمطالب واشنطن الأسبوع الماضي حيث أوفد مسؤولا استخباراتيا أردنيا رفيع المستوى إلى دمشق لتحذير خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من أن قطاع غزة معرض لهجوم إسرائيل ما لم يتم وقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بشكل فوري.
وذكرت مصادر أردنية أن مشعل امتثل لمطالب الملك عبدالله الثاني، مشيرة إلى أن القادة العسكريين لحركة حماس اجتمعوا مع قادة الجهاد الإسلامي والفصائل المسلحة الأخرى في قطاع غزة الأربعاء الماضي وطلبوا منهم وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأشارت المجلة أن العاهل الأردني دعا مساء الثلاثاء الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ووزير دفاعه أيهود باراك للاجتماع في قصره في عمان لإبلاغهم باستعداد حماس لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتحذيرهم في الوقت نفسه من أن الهجوم على غزة سينسف أي فرصة لمبادرة السلام العربية ويعرض علاقات إسرائيل مع الدول العربية المعتدلة، كالأردن ومصر، للخطر.
وذكر مسؤول أردني للمجلة أن العاهل الأردني غضب في اليوم التالي من الاجتماع بسبب التصريحات التي أدلى بها مستشارو أولمرت لوسائل إعلام إسرائيلية والتي قالوا خلالها إن تدخل الملك عبدالله الثاني جاء بدافع قلقه على مصير عرشه.
ورغم أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا للمجلة أن إسرائيل ليس لديها خطط حاليا لشن هجوم على غزة، إلا أن تايم خلصت في تقريها إلى أنه حتى وإن نجحت جهود الولايات المتحدة وحلفائها العرب في منع مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة قبل تسلم أوباما مقاليد الحكم، ستبقى التهدئة مصحوبة بالتوتر ومؤقتة.