الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب البرغوثي يستعرض نتائج مؤتمر انابوليس بعد عام على انعقاده

نشر بتاريخ: 26/11/2008 ( آخر تحديث: 26/11/2008 الساعة: 14:34 )
رام الله- معا- أكد النائب د. مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان النتيجة التي خرج بها مؤتمر انابوليس بعد عام على انعقاده لا توحي الا بفشل كامل.

تصريحات د. البرغوثي هذه جاءت في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مركز وطن الاعلامي بمدينة رام الله بعد مرور عام على انعقاد مؤتمر انابوليس.

وطرح سؤال د. البرغوثي بعد هذه التجارب التفاوضية من الذي سيحاسب من اخطئ في قراءته للمفاوضات وهل يوجد اليوم من يجرؤ ويقول انه كان مخطئاً في التعويل على مؤتمر انابوليس؟.

كما تحدث انه ومنذ انعقاد مؤتمر انابوليس بدأت عملية انفصام كاملة بين الكلام النظري عن دولة فلسطينية مستقلة وبين ما يجري على ارض الواقع، كما انه بعد مؤتمر انابوليس تم تعزيز الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة وهذا بدوره ادى الى تدهور واضح في الوضع السياسي الفلسطيني وتم تعظيم الصراع على سلطة وصفها البرغوثي بالوهمية وتقع تحت الاحتلال وبالتالي هذا يعني تحطيم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها الى فكرة دولة كانتونات، ايضا بعد انابوليس كان واضح التدهور الاقتصادي في الاراضي الفلسطينية.

كما تسائل كيف تنعقد مؤتمرات الاستثمار والحديث عن استثمار في ظل الحواجز والاجراءات الاحتلالية العنصرية وعدم حرية الحركة والتنقل.

اما اهم ما استعرضه النائب د. البرغوثي بعد مؤتمر انابوليس، فقد زادت الهجمات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية بنسبة 300% ، حيث شن الجيش الاسرائيلي 1700 هجمة على الضفة الغربية في حين شن على قطاع غزة 1363 هجمة وهذا ادى الى سقوط 543 شهيدا منهم 65 شهيد في الضفة الغربية و 478 شهيدا في قطاع غزة من بينهم 71 طفل استشهد برصاص الاحتلال، كما ادت الهجمات الاسرائيلية الى سقوط 2362 جريح منهم 1125 سقطوا في الضفة الغربية و 1237 جريح سقط في قطاع غزة وايضا من بينهم 138 طفل جريح.

ايضا أكد ان اسرائيل افرجت عن 770 اسيراً منذ مؤتمر انابوليس في مقابل اعتقالها 4945 اسيراً في نفس الفترة.

اما فيما يتعلق بالحواجز الاسرائيلية المنتشرة في الاراضي الفلسطينية فقد أشار د. البرغوثي الى ان عدد الحواجز عند انعقاد مؤتمر انابوليس كان عددها 521 حاجزا اما اليوم فعددها وصل الى 699 حاجزا بمعنى تم اضافة 178 حاجز، ايضا عملية بناء جدار الفصل استمرت على قدم وساق، مشيرا الى انه ومع انتهاء البناء في الجدار سيكون 14% فقط من هذا الجدار مقام على حدود الخط الاخضر في حين ان 84% من الجدار سيكون مقام داخل اراضي الضفة الغربية، كما وصلت نسبة الطرق الرئيسية الفلسطينية التي تتحكم بها اسرائيل الى 74 %.

كما اوضح ان عملية التوسع الاستيطاني زادت بعد مؤتمر انابوليس بنسبة 20 % في الضفة الغربية و 36% في القدس، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الحكومة الاسرائيلية تضع تحت تصرفها ما لا يقل عن 40% من مساحة الضفة الغربية وان 55% من البناء في المستوطنات كانت تتم في المستوطنات التي تقع شرق جدار الفصل لكن الامر الاخطر هو ان عدد العطاءات الاستيطانية التي اعلنت عنها حكومة اسرائيل بعد مؤتمر انابوليس زادت بنسبة وصلت الى 550% رغم ان انابوليس تحدث عن وقف الاستيطان وازالة الحواجز، ايضا بعد مؤتمر انابوليس أكد د. البرغوثي وجود اجراءات قاسية تتبع بحق المقدسيين وبحق المدينة المقدسة فعمليات التهويد مستمرة وما جرى مؤخرا بحق عائلة القدس يؤكد ذلك.

اما فيما يتعلق بقطاع غزة فقد أشار الى ان الوضع المأساوي تفاقم في قطاع غزة بعد مؤتمر انابوليس حيث توفي 260 مواطن جراء استمرار فرض الحصار على القطاع والكثير من الادوية غير متوفرة في مشافي القطاع، كما انه يوجد خطر محدق بالقرية البدوية في منطقة ام النصر وهو ان يحدث فيضانات في المنطقة بسبب عدم صيانة البنية التحتية في هذه المنطقة في ظل عدم توفر مواد الاسمنت وغيره.

اما ما هو المطلوب فلسطينيا في ظل هذه المعطيات فقد أكد انه يجب وقف المفاوضات واشتراط استئنافها بوقف كامل للنشاطات الاستيطانية، ايضا المطلوب استعادة الوحدة الوطنية ووقف التنازع على السلطة وبناء استراتيجية وطنية واضحة تعمل على انهاء الاحتلال وتعزز صمود المواطن والعودة الى الالتفاف حول المبادرة العربية للسلام كاملة وان لا تجزأ كما يطالب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرز، بالاضافة للمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام على اساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، كما وجه د. البرغوثي نداء طالب فيه بتغليب المصلحة الوطنية وانهاء حالة الانقسام التي لن يستفيد منها سوى الاحتلال.

وفي رده على اسئلة الصحفيين حول دعوة الرئيس محمود عباس لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية العام القادم في حال فشل استئاف الحوار، فقد أكد البرغوثي ان الانتخابات هي حق لكل مواطن وهي المخرج الوحيد للازمة الراهنة لكن ذلك يتطلب اولا توافقا وطنيا وان تكون هذه الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالاضافة الى ضمان ان تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة.