مواطنو القطاع في ظل الحصار: سنموت صداعاً أو اختناقاً بالسولار أو جوعاً بانتظار الغاز
نشر بتاريخ: 26/11/2008 ( آخر تحديث: 26/11/2008 الساعة: 15:30 )
غزة- تقرير معا- ثلاث طرق للموت بغزة لا أكثر، إما أنك مريض بانتظار الموت البطيء، أو قريب لمكان حيوي يستعين بمولدات الكهرباء للعمل فتموت صداعاً واختناقاً بالديزل والسولار، أو تموت جوعاً بانتظار ان تطهو الطعام لأطفالك في ظل انقطاع متواصل لغاز الطهي ونفاد الطرق البديلة كالنيران والبابور فلا احطاب في غزة ولا كيروسين.
غزة باتت تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حتى ان ضيفها العزيز أصبح "التيار الكهربائي" و" أنبوبة غاز" ولقمة نظيفة" والجميع يترك غزة لتنين الحصار ينهش كل يوم جزءا منها، حتى أصبح المواطن الغزي بين خيارات الموت يحلم بان يصحو غدا ليجد نفسه ميتاً.
ابو محمد أب لثمانية أطفال بمخيم جباليا للاجئين وللعلم فإن هذا المخيم الأكثر اكتظاظاً بين مخيمات اللاجئين بالعالم يقول: "نفد صبرنا ونرى العالم يتفرج علينا، عندما اتابع قنوات الأخبار لأشاهد ردات الفعل العالمية حول حصار غزة اشعر بالخيبة فلا حياة لمن تنادي، وبسرعة ينقطع التيار الكهربائي وكأن زيارته الخاطفة قد تسعدنا".
لا تستطيع عائلة في غزة أن تطهو طعامها في ظل الحصار كما باقي دول العالم، فبرنامج اليوم اختلف لدى الاسر الغزية، الاستيقاظ بات مع ومضة الكهرباء والنوم مع رحيله، والعمل المنزلي بالطبع في ساعات الاضاءة لا سيما ان الطهي اصبح مرتبطاً بقدوم التيار الكهربائي في ظل نفاد غاز الطهي، وعن غسيل الملابس وثلاجة المنزل والترفيه باستخدام الانترنت او التلفاز فحدث ولا حرج فهذه باتت من أجمل أمنيات المواطن الغزي لاسيما الطلاب الذين يستعينون بالشموع والسولار المملح لإنفاذ واجباتهم المدرسية.
أم ياسر من مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع كانت توقد أخر شمعة بالمنزل فقد ارتفع ثمن الشموع المهرب من أنفاق رفح، ولم ترث هذه السيدة وابوراً عن جدتها أو والدتها لتستخدمه في أيام الظلام الحالك بغزة.
تقول لـ "معا": "حاولت البحث عن وابور للكيروسن ولكنني لم أجد" مشيرة إلى أن مناصب الكهرباء والمواقد المستخدمة من قبل العديد من العائلات لا تنضج وجبة الطعام إلا بعد نفاد صبر الجميع ودخول أفراد الاسرة مراحل متقدمة من الجوع.
احمد يقول: "كثيرا ما أنام باكراً واستيقظ باكراً مع وميض الشمس، فلا تلفاز للتسلية ولا يوجد شيء يمكنك ان تقوم به في ظل انقطاع الكهرباء ليلاً وعلى الدوام".
آخر يقول: "كل ما أفعله هو ان استغل قدوم التيار الكهربائي وشحن بطارية الهاتف الخليوي حتى استعين به لسماع البرامج الإذاعية".
في أي شارع تأخذك قدميك بغزة ستجد مولداً للكهرباء يحرق الديزل والبنزين ويحيله إلى ضوضاء واضاءة لا أكثر، وهو بالتالي ما يشعرك بالغثيان في كل خطوة تخطوها، وهو هم لا ينتهي بل يتواصل ليل نهار وعلى مدار ساعات اليوم الأ{بع والعشرين ويبدأ معك نهاراً جديداً حتى اصبحت الحياة في غزة لا تطاق بفعل الحصار.