وحدة الرصد في مفتاح: تفاوت تغطية تلفزيون فلسطين والصحف المحلية لانتخابات بلدية القدس
نشر بتاريخ: 26/11/2008 ( آخر تحديث: 26/11/2008 الساعة: 17:22 )
رام الله- معا- خلص تقرير أصدرته وحدة الرصد الإعلامي في "مفتاح" حول تغطية تلفزيون فلسطين والصحف اليومية الثلاث: "القدس" و"الأيام" و"الحياة الجديدة" لانتخابات بلدية القدس والتي جرت في الحادي عشر من شهر تشرين ثاني 2008 إلى تفاوت في حجم ومضمون التغطية التي قامت بها وسائل الإعلام هذه للانتخابات البلدية والتي شهدت مقاطعة شبه كاملة من قبل المواطنين المقدسيين تلبية للدعوات التي أطلقتها قوى وطنية ودينية على اعتبار أن القدس مدينة محتلة، وبالتالي لا يجوز المشاركة في هذه الانتخابات، حتى لا تضفي المشاركة المقدسية فيها شرعية على هذا الاحتلال.
ففي الوقت الذي توسعت فيه الصحف اليومية الثلاث في تغطيتها لهذه الانتخابات، وان كان بتفاوت بين صحيفة إلى أخرى، فان تلفزيون فلسطين لم يول هذه الانتخابات الأهمية التي يستحقها في نشرتيه المحلية والرئيسية وفي برامجه الحوارية الإخبارية في الفترة المسائية المشمولة بالرصد أي يوم إجراء الانتخابات، وبعد إعلان نتائجها، على الرغم من أهمية هذا الحدث، وانشغال الرأي العام المحلي بهذه الانتخابات التي ترافقت مع حملة من الدعاية الإعلانية والإعلامية الإسرائيلية استهدفت استمالة المقدسيين إلى هذه الانتخابات، واكتفى التلفزيون في نشرتيه المشمولتين بالرصد على إيراد النبأ المتعلق بهذه الانتخابات في ذيل النشرتين، بينما حظيت فعاليات إحياء ذكرى رحيل الرئيس عرفات بنصيب الأسد من التغطية الإخبارية دون ربط بين إحياء هذه المناسبة وإجراء الانتخابات البلدية للقدس والتي كان للرئيس ياسر عرفات موقف حازم وحاسم من عروبة هذه المدينة خاصة في مفاوضات كامب ديفيد الثانية ، ما عكس سطحية وضعفا في هذه التغطية تغطية المتوازنة إزاء حدث بأهمية الانتخابات البلدية بما تحمله من دلالات سياسية.
وفي تناوله لتغطية الصحف اليومية الثلاث أشار التقرير إلى أن هذه الصحف ركزت في يوم إجراء الانتخابات على الدعوات المنادية بمقاطعتها، مع تفاوت في حجم الاهتمام من صحيفة إلى أخرى، في حين تركز اهتمام الصحف في اليوم التالي لإجراء الانتخابات على إبراز النتائج المتدنية لنسبة مشاركة المقدسيين فيها في عناوين واضحة على الصفحات الأولى لهذه الصحف، والإشارة إلى مدلولاتها السياسية باعتبارها تصويتاً على عروبة القدس.
ووفقا للتقرير فقد استندت هذه الصحف في تغطيتها على ثلاثة مصادر أساسية للمعلومات وهي مراسليها المحليين، وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، ووكالات الأنباء العالمية مثل "رويترز" والفرنسية (أ.ف.ب)، ومنها استقت التقارير والصور المتعلقة بهذا الحدث، ما أوجد تنوعاً في مضمون التغطية الإخبارية والتحليلية.
في حين لوحظ تفاوت بين الصحف الثلاث في استخدامها للمصطلح المتعلق بالانتخابات البلدية، ففي حين استخدمت "القدس" مصطلح "انتخابات بلدية القدس" لدواع تتعلق بخضوع هذه الصحيفة لقوانين الرقابة العسكرية الإسرائيلية التي تحظر على وسائل الإعلام الفلسطينية العاملة داخل حدود إسرائيل إطلاق وصف " الاحتلال" على سيطرتها وسيادتها على القدس، فإن صحيفتي "الأيام" و"الحياة الجديدة" - اللتين لا تخضعان لقوانين الرقابة هذه بحكم وجودهما في مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية- استخدمتا مصطلح "انتخابات بلدية الاحتلال" و"انتخابات بلدية القدس الغربية"، في وقت تعتبر فيه إسرائيل القدس بشطريها الغربي والشرقي مدينة واحدة موحدة، بينما يرفض الفلسطينيون الطرح الإسرائيلي هذا على اعتبار أن القدس الشرقية مدينة محتلة لا تخضع للسيادة الإسرائيلية.
كما لوحظ تفاوت آخر في التغطية الإخبارية والتحليلية بين الصحف الثلاث. ففي الوقت الذي ركزت فيه صحيفة "القدس" على التغطية الإخبارية للانتخابات وتوسعت في حجم هذا النوع من التغطية، وجدنا "الأيام"، "والحياة الجديدة" تمزج بين التغطيتين الإخبارية والتحليلية المستندة إلى تقارير المراسلين المحليين .
وأوصى تقرير وحدة الرصد في "مفتاح" "تلفزيون فلسطين" بضرورة التغطية الإخبارية المتوازنة، وايلاء الأحداث الوطنية ما تستحق من الاهتمام بحيث لا تكون تغطية حدث على حساب آخر، وأن تعكس هذه المؤسسة دورها ورسالتها باعتبارها مؤسسة وطنية عامة لمجموع الشعب الفلسطيني.
كما دعا إلى تعزيز التنوع في مصادر المعلومات خلال التغطية الإخبارية، والمزج بين هذه المصادر المحلية والرسمية ومصادر المعلومات التي توفرها وكالات الأنباء العالمية، بما يغني الأخبار والتقارير بالمعطيات الأساسية التي توفر المعلومة للقارئ أو المشاهد.
وحث الصحف الثلاث وتلفزيون فلسطين على الاعتناء أكثر بالتغطية الإخبارية التحليلية المستندة إلى تغطية إخبارية توفر المعلومات والمعطيات الكافية، وعدم الاكتفاء بالنقل المجرد، ما يستوجب تنوع مصدر المعلومات التي أشرنا إليها سابقا.