الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم عملية نتانيا - انخفاض في عدد العمليات وتراجع عدد القتلى الاسرائيليين الى 21 فقط في العام 2005

نشر بتاريخ: 05/12/2005 ( آخر تحديث: 05/12/2005 الساعة: 22:28 )
تقرير معا - حرب ضارية تجري دون توقف بين الامن الاسرائيلي وكتائب الانتفاضة ،واذا كانت عملية نتانيا فاجأت الجمهور فانها لم تفاجئ رجال الامن الذين كانوا يتوقعونها في كل لحظة .

ففي الشهرين الماضيين ، اي منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة ،نفذ الفلسطينيون 75 عملية قنص وزرعوا 33 لغما ونفذوا محاولات لاقتحام الجدار الالكتروني شرق غزة 8 مرات واطلقوا النيران الاتوماتيكية اكثر من 170 مرة ضد دوريات اسرائيلية.

اما بشان اطلاق صواريخ القسام فقد اظهر الفلسطينيون قدرة على ترسيم تجربة مشابهة لتجربة حزب الله في جنوب لبنان وفي كل مرة كانت اسرائيل تنفذ عمليات اغتيال كانت كتائب الانتفاضة في غزة تسارع لقصف مستوطنات يهودية في النقب الغربي بالصواريخ .

وباعتراف اوساط فلسطينية لوكالة معا فان الفلسطينيين يحسّنون من اداء صواريخهم ،اما اسرائيل فتقول انهم استقدموا صواريخ ابعد مدى من شبه جزيرة سيناء الى قطاع غزة قد يصل مداها النظري اكثر من 16 كم ولغاية الان وصلت من الناحية العملية الى 11 كم فيما كانت سابقا لا تتجاوز 8 كم حين اطلاقها من شمال غزة.

وبالمقابل تؤكد كتائب الانتفاضة في فلسطين ان هذه العمليات المتصاعدة من جانبهم كانت مجرد نتيجة ورد فعل على ما تفعله اسرائيل ضدهم ، واعترف المراسل العسكري للتلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية روني دانييل خلال مرافقته لجيش الاحتلال عند اقتحام مخيم جنين منتصف الاسبوع الماضي فقال ( ان هناك حربا حقيقية ينفذها الجيش الاسرائيلي ضد الجهاد الاسلامي منذ شهرين ولكن بعيدا عن وسائل الاعلام ، وان هذه الحرب اسفرت حتى الان عن قتل 9 من قادة الجهاد الاسلامي وعلى راسهم لؤي السعدي واعتقال اكثر من 54 اخرين على رأسهم اياد ابو الروب وهدم عدة منازل ).

واكدت اذاعة جيش الاحتلال ان الجيش الاسرائيلي شن مئات الهجمات (خروقات للتهدئة ) على المدن الفلسطينية واعتقل المئات من الفلسطينيين وقتل اكثر من 15 فلسطينيا دون ان يعلن عن ذلك في وسائل الاعلام وهو ما يساهم في تعزيز صدق رواية الجهاد الاسلامي بان اسرائيل هي التي تدفعهم للرد بمثل عملية نتانيا.

كما ان عودة الطائرات الحربية لقصف غزة ليلة الاثنين عزّز عند المنظمات الفلسطينية ان اسرائيل تريد العودة الى الاغتيالات ضد نشطاء الانتفاضة ، ما يعني ان المنظمات الفلسطينية او بعضها وصلت الى اعتقاد بانها حين تنفذ عملية في نتانيا كانما تخرج للدفاع عن وجودها واسوار بيتها طالما ان السلطة لا تملك القدرة على حمايتها .
ورغم عملية نتانيا غمز كبار المحللين العسكريين للجمهور العبري ان لا يطالبوا الجيش برد قاسي ضد الفلسطينيين لان عدد القتلى الاسرائيليين انخفض في العام 2005 الى 21 قتيلا فقط بعد ان كان في سنوات الانتفاضة يقاس بالمئات ، ومن بين هؤلاء الخبراء اوضح خبير الشؤون العسكرية في القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي عمنويل رزان الى ان اسباب انخفاض عدد العمليات وعدد القتلى في العام 2005 هي ثلاثة:
السبب الاول حسب رأيه هو عمليات الاغتيال المتواصلة والاعتقالات والمطاردات التي ينفذها الجيش ضد نشطاء الانتفاضة دون توقف .
السبب الثاني هو الجدار الاسمنتي الذي منع الحركة بين الضفة الغربية وداخل الخط الاخضر .
السبب الثالث هو التزام حماس بالتهدئة وعدم تنفيذها عمليات استشهادية او فتاكة ضد اهداف اسرائيل .