الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

من رأى لطفي يبتسم لم يصدق انه سيفجر نفسه

نشر بتاريخ: 05/12/2005 ( آخر تحديث: 06/12/2005 الساعة: 00:28 )
معا- قالت شوشي عطية وهي شرطية اسرائيلية في نتانيا / اصيبت بجروح متوسطة في العملية الاستشهادية التي نفذها الفلسطيني لطفي ابو سعدة , وقالت انها تقدمت باتجاه الشاب الفلسطيني بعد ان ثارت الشكوك حوله و كانت زميلتها الشرطية تتبعها بخطوة واحدة فيما يرافقهما رجلين شرطة وحارسان من المجمع التجاري وان الشاب الفلسطيني الذي كان يحمل حقيبة كبيرة على ظهره انتظر حتى اقتربوا منه اكبر قدر ممكن وفيما كان رجال الشرطة الذين مروا بالصدفة هناك يصرخون ويطلبون منه ان ينزل الحقيبة عن ظهره مد الاستشهادي يده وهي فوق ظهره وابتسم ابتسامة طويلة ثم فجر نفسه فقتلهم واوقع اكثرمن 50 جريحا بينهم 21 جريحا باصابات خطيرة .

الشرطية شوشي , والتي كانت ترقد في مستشفى ليمبيادو قالت بذهول والدموع تغرق عينيها حين اقتربنا من الشاب ابتسم في وجهنا ابتسامة ساخرة طويلة لا يمكن ان توحي بالموت فوجدنا انفسنا نطمئن لهذه الابتسامة ونتقدم اكثر ليضغط على زر التفجير .

وعن قوة الانفجار تقول شوشي؟ ان لحظة الانفجار دفعت بها لتطير الى الخلف عدة امتار قبل ان تفقد الوعي .

اما زوجها يوناتان فيقول ان العناية الالهية ترافق زوجته لان صديقتها التي سبقتها بخطوة واحدة تلقت شظايا الانفجار وقتلت على الفور كما ان زوجته كانت اصيبت ونجت من انفجارين اخرين في السنوات الماضية , فهي اصيبت في انفجار شارع " ديزنغوف" بتل ابيب , ومرة ثالثة في نتانيا.

التلفزيون الاسرائيلي بث صورا نادرة الليلة الماضية للاستشهادي الفلسطيني قبل استشهاده وتظهر الصورة التي حفظتها كاميرا الحراسة في مفترق طرق نتانيا ولمدة اربع دقائق ,كيف كان الشاب الفلسطيني الذي يلبس جاكيتا شتويا غامقا ويحمل على ظهره حقيبة متوسطة الحجم يقطع الشارع وهو واثقا من نفسه وبخطى هادئة وابتسامة غريبة ما زرع الشكوك في صدر احدى الاسرائيليات التي ترددت لدقيقتين في ابلاغ الشرطة والتي بدورها احتاجت الى دقيقتين لاتخاذ القرار والاقتراب منه لتفتيشه.

وفيما اثيرت اسئلة كثيرة حول عدم قيام الشرطة باطلاق النار على منفذ العملية دون تعريض انفسهم للخطر , قالت الشرطية الاسرائيلية المصابة( لم يكن الامر بهذه الصورة فنحن وحتى الثوان الاخيرة التي سبقت الانفجار لم نعرف بانه سيفجر نفسه وظل هناك احتمال بان يكون جنديا اسرائيليا او رجل امن او مدنيا اسرائيليا والاهم انه كان يبتسم ).