السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سدنة الكعبة ينتهزون فرصة خلو المسجد الحرام يوم الوقفة لإلباسها الكسوة الشريفة

نشر بتاريخ: 30/11/2008 ( آخر تحديث: 30/11/2008 الساعة: 12:32 )
مكة المكرمة- موفد معا- بعد عدة أيام فقط، وعقب خلو مكة المكرمة من ملايين الحجيج الذين ينتقلون إلى صعيد عرفة، إيذاناً ببداية نسكهم، تشهد أروقة الحرم المكي ترتيبات حثيثة معتادة كل عام تسير وفق قواعد لا تتغير.

ففي هذا الوقت من كل عام، يتجمع حشد صغير من أهالي مكة الذين يستمتعون بالمناسبة، ويتحرقون لمشاهدتها عاماً بعد عام كتقليد يحرصون عليه أو قلة من زوار بيت الله الحرام في اليوم الوحيد من أيام شهر ذي الحجة، الذي يخلو فيه من الحجيج، وهم يأملون في انتهاز فرصة فتح باب الكعبة للصلاة في جوفها والتضرع إلى الله في أطهر الأماكن على أرضه.

ويتوجه عادة إلى الحدث سدنة الكعبة المشرفة، وفنيو مصنع الكسوة الشريفة، الذي ينتج الكسوة منذ أن تم إنشاؤه لهذا الغرض قبل 64 عاماً بأم الجود. يستعين الفنيون بسلم كهربائي خاص، للتمكن من بسط الكسوة الجديدة من بداية سطح الكعبة، الذي يقف عليه السدنة ومعاونوهم لتنزع عن الكعبة المشرفة ثيابها القديمة، ويبدأ سدنتها في ساعات قليلة بإحلال كسوتها الجديدة، في اليوم الذي يسبق يوم العيد الأكبر.

وستستقبل الكعبة المشرفة، الحجيج بكسوتها الجديدة التي استغرق إعدادها عاماً كاملاً، على أيدي خياطين مهرة يتعبدون في عملهم ويتقنونه. ويتم تثبيت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم بعدها فك حبال الثوب القديم، ليقع تحت الثوب الجديد نظرا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.

وجرت العادة ان يرفع ذيل الثوب وثلثه الأسفل حماية له من اشتياق ملايين الحجيج الذين يرغبون في اقتطاع أجزاء منه وحملها معهم كذكرى عزيزة على قلوبهم ترافقهم طوال حياتهم.

وبلغت تكلفة الكسوة الإجمالية 20 مليون ريال سعودي، وهي مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، ويبلغ ارتفاعها 14 متراً، يزين ثلثها الأعلى حزام عريض مذهب مكون من 16 قطعة محاطة بمربعات مذهبة من الزخارف الإسلامية، ويبلغ عرضه 95 سنتمتراً، وطوله 47 متراً.

ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي الأسود اللون ، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا، ويتكون من 47 لفة طول الواحدة 14 مترا وبعرض 95 سنتيمترا.

ويتولى حرفيون في مصنع كسوة الكعبة الشريفة في مكة المكرمة عمليات التطريز للحزام والقناديل وستارة الباب على جميع الحروف والآيات القرآنية المطبوعة على القماش الأسود، بعمل الغرز اللازمة والحشو والقبقبة باستخدام الأسلاك الفضية والمطلية بالذهب. وهي عملية تستهلك نحو 150 كيلوغراما من سلك الذهب والفضة.

ويضاف إلى الثوب والحزام، ستارة تغطي باب الكعبة يطلق عليها البرقع، وهي قطعة حرير خالص يبلغ طولها 6 أمتار ونصف، وعرضها 3 أمتار ونصف مزخرفة ومزينة بآيات قرآنية وزخارف إسلامية بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.