الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجارة رائجة في القطاع :الغزيون يبنون الافران الطينية من رمال الأنفاق

نشر بتاريخ: 30/11/2008 ( آخر تحديث: 30/11/2008 الساعة: 19:31 )
غزة - تقرير معا - أكوام من الرمال والطين تستفز كل مار أمام احد البيوت في رفح ما يدفع للسؤال لماذا هذه الرمال والطين في ظل عدم توفر مواد البناء.

هذه الأكوام ليست من رمال المستوطنات، لونها غريب وشكلها اكثر غرابة....إنها رمال الأنفاق التي يتم استخراجها عند حفر الأنفاق...لم تترك سدى بل اجتهد بعض السكان في رفح لاستخدامها في صناعة جديدة وهي الأفران الطينية التي تعمل على الحطب في ظل الحصار الذي يهدد مناحي الحياة في غزة.

"أبو ياسر" مواطن من رفح امتهن مهنة جديدة قديمة حيث بدأ في جمع رمال الأنفاق من خلال الاتفاق مع أصحابها على تزويده بهذه الرمال والطين لكي يستخدمها في بناء الأفران الطينية التي بدأ استخدامها يشيع بسبب أزمة الغاز ونقص الوقود.

يقول أبو ياسر:"أنا عامل سابق داخل الخط الأخضر وقد عشت منذ انتفاضة الاقصى في وضع صعب حيث افتتحت بسطة لبيع المواد الغذائية في السوق،اعتشت عليها لفترة لكن الآن بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة تركتها بسبب عدم توفر هذه المواد بشكل جيد كالسابق".

ويضيف "أبو محمد" عندما رأيت أن هذه الرمال التي تستخرج من الأنفاق ترمى،نظرت إليها وقلت هذه الرمال وخاصة أن بها جزءا من تربة الطينة يمكن أن تستفيد منها خاصة انه لا يوجد احد يفكر في استغلالها.

ويتابع أبو محمد وهو يجبل الطين:"أنا أقوم بجبل الطين مع التبن والقش وأقوم بعمل هذه الأفران الطينية التي أبيعها ب 150 شيكلا للفرن الواحد".

وعن مراحل بناء الفرن أوضح أبو محمد:"نقوم في البداية بجلب الطين وتنقيته من الحصى الكبير ثم نقوم بجبلها بالماء مع إضافة التبن ثم نقوم بصبها يدويا وبناء أجزاء الفرن الذي يمكن نقله وحمله حسب الحاجة".

ويقول أبو ياسر أنه تعلم بناء الأفران الطينية من والده حينما كان صغير مؤكدا أن آخر مرة قام فيها ببناء الأفران كانت قبل 15 عاما وانه بسبب الحصار ونقص الغاز عاد لبنائها ولم يكتف بذلك بل وأصبح يبيعها للناس بعد تعطله عن العمل.

لقد انتشرت في الفترة الأخيرة في قطاع غزة الأفران الطينية التي تم اللجوء اليها بسبب نقص الوقود وغاز الطهي الذي يمنع دخوله منذ قرابة ثلاثة أسابيع حيث يتم الاستعاضة عنه بايقاد الحطب والأشجار القديمة .

ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بقطاع غزة والاغلاق المستمر للمعابر لم يتبق أمام الفلسطينيين سوى الاستفادة من كل ما وجد وان قل وهو الأمر الدافع لهم لحفر الأنفاق التي أصبحت فائدتها تعم قطاع غزة وان كان آخر اكتشافاتها هي الأفران الطينية.