الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوم دراسي بعنوان "واقع المخدرات في المجتمع الفلسطيني- آثار وتحديات"

نشر بتاريخ: 01/12/2008 ( آخر تحديث: 01/12/2008 الساعة: 10:46 )
خان يونس- معا- نظم اليوم بمقر الجامعة الإسلامية في غزة وقائع اليوم الدراسي بعنوان" واقع المخدرات في المجتمع الفلسطيني- آثار وتحديات"، بمشاركة كل من جمعية الثقافة والفكر الحر وجمعية إعمار.

كما شارك كل من: أ.حسام شحادة ممثل جمعية الثقافة والفكر الحر؛ ود.وليد المدلل-عميد الجامعة الإسلامية فرع الجنوب،؛ ود.محمد الأغا-وزير الزراعة؛ ود.أنور العبادسة-رئيس مجلس إدارة إعمار.

واوضح د.المدلل أن سلامة العقل هي شرط أساس لتمييز النافع والضار وأن انتفاء العقل ينفي التكليف فإذا ذهب العقل ذهب الدين، منوهاً أن "السقوط الأخلاقي يؤدي للسقوط الأمني وأنه كان وسيلة الاحتلال للذهاب بالمجتمع ناحية الإدمان والتعاطي من أجل تفكيكه وتدميره".

من جهته وضح د.العبادسة أن الظاهرة خطيرة ولا تقتصر على مجتمع بذاته:" وليست خطوتها وآثارها منعكسة على الناحية الصحية فقط بل على الفرد وتكوين الأسرة ونسيج المجتمع كله"، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالمجتمع وافرده كلاهما للحد من هذه الظاهرة.

وأشار لتنوع برامج جمعية إعمار واهتماماتها ومشاريعها وأنها أولت هذا الموضوع أهمية من منطلق شعارها "معا نبني الأرض والإنسان"، وأولت المخدرات أهمية كبرى لأضرارها النفسية والمعيشية واهتمت بوضع برامج تثقيفية للشباب.

وتحدث العبادسة عن مشروع مركز الأمل لتأهيل المدمنين مخاطبا الجهات المختصة لتسهيل المعاملات الإجرائية والمنحة من الممولين حيث سيوفر المركز خدمات صحية ونفسية واجتماعية للمدمن، ورأى أن هذا اليوم الدراسي هو خطوة إيجابية على المدى البعيد للحد من هذه الظاهرة الكارثية.

ورأى شحادة أن سلوك المدمنين لن يتغير حتى يتغير سلوك باقي أفراد المجتمع غير المدمن ونظرتهم تجاههم لا كمجرمين يستحقون العقاب بل كمرضى يستحقون العلاج والرعاية، مؤكدا أن مشاركة الجمعية في تنظيم هذا اليوم هو لإيمانها بأهمية دور الشباب في بناء المجتمع ولزوم الحد من ظاهرة الإدمان والسيطرة على مستوى انتشارها بين أفراد المجتمع عامة والشباب خاصة.

وكان للـ د.الأغا مداخلة نيابة عن رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، مشيراً أن خطر المخدرات يكمن في تغييب العقل بينما الخطر الحقيقي يكمن في "التخدير الثقافي والتحشيش الفكري وهذا ما نود محاربته من حيث تحرير المجتمع من جاذبيته للفكر الغربي".

وتم تقسيم اليوم الدراسي لجلستين وكان كل من أ.حسام شحادة ود. محمود أبو دف رئيسين للأولى والثانية على التوالي مستعرضين عدة أوراق تصب في ذات البوتقة من حيث مناقشة واقع المخدرات في المجتمع الفلسطيني، والأسباب والعلاج في ضوء التربية الإسلامية، وواقع العقاقير المخدرة في قطاع غزة، بالإضافة لدراسة حالة لستة مدمنين، مستعرضين واقع تأهيل المدمنين في قطاع غزة، والعقوبات المترتبه على مدمنين ومروجين المخدرات في ظل القانون الفلسطيني المطبق وسلبياته وسبل تطويره بما يتناسب مع احتياجتنا.

وبمداخلة إضافية لنائب مدير عام مكافحة المخدرات في قطاع غزة - منصور حماد أشار فيها إلى ضعف دور الإعلام من ناحية التوعية والتثقيف وضعف التعاون بينهم والصحة من حيث الحد من صرف الأدوية ذات التراكيب المخدرة، مؤكداً على اهتمامهم كإدارة للنشر التوعيه في المدارس والمخيمات الصيفية.

واوصى المشاركون بتعزيز البناء التربوي القائم على أساس قيم الإسلام، والتأكيد على حماية وتعزيز بنية الأسرة الفلسطينية، إذ إن تماسكها واحتضانها عامل أساسي في حماية أبنائها، وتشديد العقوبات القانونية، ومعالجة الثغرات الموجودة في القانون المطبق في مناطق السلطة الفلسطينية، بالاضافة لضرورة تشكيل أطر تجمع بين المؤسسات الرسمية والأهلية للعمل بجهود منسقة وجادة لمكافحة مشكلة تعاطي المخدرات والإدمان عليها.

كما اوصوا بضرورة توفير الإمكانات الكفيلة بإنجاح عمل إدارة مكافحة المخدرات في التصدي للظاهرة، وتشديد المتابعة والرقابة على العقاقير المخدرة في الصيدليات، وتشديد العقوبات على المخالفين الذين يروجون للعقاقير الدوائية المخدرة، والتركيز على تطوير برامج الإصلاح والتوجيه في السجون ليتكامل الجهد الأمني مع التأهيلي، للحيلولة دون نكوص المدمن إلى الإدمان مرة أخرى، كذلك القيام بحملات توعية وتثقيف واسعة لمختلف شرائح المجتمع، يشترك في تخطيطها وإنفاذها: الإعلام بوسائله المختلفة، المؤسسات التعليمية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والجامعات، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، مؤسسات المجتمع المدني ذات الاهتمام.

وتم التطرق للتنبيه على الحاجة الماسة لقيام مؤسسة مختصة بتأهيل المدمنين في قطاع غزة، تعمل على تأهيلهم تأهيلاً شاملاً، والقيام بأبحاث علمية محكمة حول الظاهرة، وما يتعلق بها من عوامل ومتغيرات. والعمل على الاستفادة من خبرات المجتمعات التي نجحت في التعامل مع الظاهرة والحد منها، وأخيراً ضرورة العمل على توفير برامج ثقافية رياضية ترفيهية مفيدة تشغل وقت الشباب للمساعدة في الحيلولة دون انحدارهم نحو التعاطي.