السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارتا الثقافة والسياحة والآثار تصدران "بوستر" يلخص تاريخ محافظة نابلس

نشر بتاريخ: 01/12/2008 ( آخر تحديث: 01/12/2008 الساعة: 15:29 )
نابلس - معا - أصدرت وزارتا الثقافة والسياحة والآثار "بوسترا" يلخص تاريخ محافظة نابلس من الناحيتين الاثرية والثقافية

وقالت وزارتي السياحة والثقافة في بيان لهما حول "البوستر" الذي يلخص تاريخ محافظة نابلس :" يمثل التراث الثقافي الفلسطيني بمختلف جوانبه، الهوية الوطنية الفلسطينية، ونظرا لخصوصية الوضع الفلسطيني وطبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بأبعاده التاريخية والأيديولوجية، فقد دخل التراث الثقافي الفلسطيني ميدان الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومارست سلطات الاحتلال حربا على التراث الثقافي الفلسطيني الملموس وغير الملموس، في إطار سياسة غير معلنه تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وإحلال تاريخ مزور للأراضي الفلسطينية، بدل التاريخ الفلسطيني الذي تشهد به المواقع الأثرية والبلدات القديمة، ويجسده المواطن الفلسطيني بعاداته وتقاليده وثقافته الموروثة من عمق تاريخه.

واوضحت الوزارتات عدة مفاهيم حول التراث، منها:

مفهوم التراث الثقافي:

التراث (Heritage):
ما تتوارثه الأجيال من أساليب الحياة وتطور هذه الأساليب من جيل إلى جيل، وتضم العادات والسلوك والأماكن والأدوات والفنون والقيم ...
ويصنف التراث بشكل عام إلى قسمين: التراث الطبيعي والتراث الثقافي.

التراث الطبيعي (Natural heritage):
ويشمل التضاريس والمحميات الطبيعية وما تتضمنه من أشجار ونباتات وحيوانات وطيور برية، بالإضافة إلى التشكيلات والتكوينات الجيولوجية الطبيعية. ومن المواقع التي تجمع ما بين التراث الطبيعي والتراث الثقافي في محافظة نابلس، جبل جرزيم و سبسطية و وادي الباذان.

التراث الثقافي ((Cultural heritage:

الثقافة: هي كل ما تختص به مجموعة أو طائفة أو مجتمع معين من النواحي الروحية والمادية والفكرية، وتضم الفن والأدب ونمط الحياة وقواعد التعامل والنظام والتقاليد والمعتقدات.
كان يقتصر تعريف التراث الثقافي على دراسة الشواهد الأثرية من مواقع ومعالم تعود للحضارات القديمة. إلا أن مفهوم التراث الثقافي، أصبح أكثر شمولية، ليضم التراث الملموس والتراث غير الملموس.

التراث الثقافي الملموس (Tangible cultural heritage):
ويقصد به التراث المادي الذي يمكن رؤيته، ويشمل الآثار غير المنقولة، وتضم جميع المواقع والمعالم الأثرية وما تحتويه من مباني أثرية أو بقايا معمارية أو تعديلات وإضافات على معالم طبيعية لتتماشى مع احتياجات معينة وذلك بالنحت أو القطع أو التشذيب، بالإضافة إلى المواد والأدوات الأثرية المنقولة بمختلف مواد تصنيعها واستخداماتها. ويشمل التراث الملموس ما ينتج عن التراث غير الملموس من مواد وأدوات قديمة من مخطوطات وكتب ولوحات قديمة ونقوش بالإضافة إلى ما ينتج عن الحرف اليدوية من أدوات العمل والمصنوعات.

التراث الثقافي غير الملموس ) (Intangible cultural heritage:
وهو عكس التراث المادي، فهو الجانب الوجداني من الموروث الثقافي، ويشمل مختلف أنواع الفنون والأدب والمهارات والحرف وغيرها، مما يمكن أن يدون ولكن لا يمكن أن يلمس. ويصنف إلى: الفلكلور الأدبي، الفلكلور الاستعراضي، العادات والطقوس التقليدية، الخبرات.

الحرف اليدوية التقليدية(Traditional handicrafts):
تنتج الحرف اليدوية تراثا ملموسا. إلا أنها كمهارة مختزلة لدى مالكها، تصنف ضمن التراث الثقافي غير الملموس. أما المواد الخام لهذه الحرف فمصدرها الطبيعة. ويصنف الجانب الملموس للحرف اليدوية تبعا لنوع المادة أو المواد المكونة، كما يلي: طينية، حجرية، خشبية، نسيجية، زجاجية، معدنية، سائلة، مركبة (من أكثر من مادة).

تتعرض الكثير من الحرف اليدوية للتلاشي، وذلك للأسباب التالية: 1- الصناعات الحديثة تقدم مصنوعات بكميات ومواصفات وأسعار منافسة لمنتجات الحرف اليدوية. 2- الجيل الجديد اقل اهتماما وتمسكا بالحرف التقليدية. 3- صاحب الحرفة لا يرغب بتعليم مهارته لأحد بهدف احتكار الحرفة وتجنب المنافسة. 4- الكثير من الحرفيين يهجرون حرفهم ويتجهون لأعمال توفر لهم دخل مالي أفضل.

2- الموقع الجغرافي لمدينة نابلس
على خط عرض 32º 12َ شمال خط الاستواء.وخط طول 35º 16َ شرقي خط غرينتش.

تقع مدينة نابلس على مسافة 69 كيلومتر شمال القدس، و42 كيلومتر شرق ساحل البحر المتوسط، وبموقعها هذا تشكل نقطة التقاء أهم الطرق وسط فلسطين، إلى القدس جنوبا والجليل شمالا والأردن شرقا والبحر المتوسط غربا. وترتفع مدينة نابلس عن مستوى سطح البحر حوالي 400 متر. وتمتد المدينة في الوادي الفسيح الواقع ما بين جبلي: عيبال، ويرتفع 938 متر عن سطح البحر، وجرزيم (الطور)، ويرتفع 886 متر عن سطح البحر. ويصل الامتداد العمراني لمدينة نابلس إلى قسم من الانحدار الجنوبي لجبل عيبال (الجبل الشمالي) وقسم من الانحدار الشمالي لجبل جرزيم (الجبل الجنوبي).

3- السياحة الثقافية في محافظة نابلس
تصنف السياحة إلى عدة أنواع تبعا للغاية التي يرجو السائح تحقيقها من خلال زيارته للمكان المقصود، والسياحة الثقافية هي السياحة التي يهدف السائح من خلالها الاستمتاع بزيارة منشآت معمارية أثرية وشواهد الحضارات القديمة والمتاحف بالإضافة إلى الاختلاط بالسكان المحليين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم... ويهتم بهذا النوع من السياحة شريحة واسعة من السائحين بمختلف مستوياتهم الثقافية.

تتمتع محافظة نابلس بمقومات تاريخية وحضارية كثيرة تؤهلها لهذا النوع من السياحة، فهي تضم 266 موقعا اثريا رئيسيا، وهي عبارة عن تلال وخرب أثرية وبلدات قديمة، كما تضم المحافظة 1015 معلما اثريا، وهي منشآت أقامها الإنسان أو أجرى عليها تعديلات لتناسب استخدام معين، وتقع هذه المعالم خارج ترسيم المواقع الأثرية الرئيسية إلا أنها تابعة لها من الناحية الوظيفية، واستخدمت في العصور الماضية من طرف سكان المواقع الأثرية الرئيسية، ويكون استخدام هذه المعالم لأغراض زراعية أو تجارية أو عسكرية أو دينية، وتضم هذه المعالم معاصر زيتون ومعاصر عنب، مغر تخزين ومغر سكن، مساجد ومقامات، أبراج، مقابر أثرية، آبار.

وتعتبر مقومات السياحة الثقافية في محافظة نابلس، مهمة وبعضها غير قابلة للتكرار وذلك لوجود مواقع أثرية مرتبطة بروايات تاريخية ودينية ولها ميزات أعطتها قيمة تراثية عالمية، وأهمها المدينة الكنعانية (شكيم)، وبلدة نابلس القديمة، وجبل جرزيم، وبلدة سبسطية.

4- ملخص تاريخ نابلس:
نابلس الكنعانية، كان اسمها شكيم (Shechem)، وهو الموقع المعروف باسم (تل بلاطه)، على المدخل الشرقي لمدينة نابلس الحديثة ما بين جبلي عيبال وجرزيم. مساحة التل حوالي 50 دونم، ويرتفع عن سطح البحر 525 متر و20 متر عن سهل عسكر.

ويحتل هذا الموقع مكانة تاريخية هامة جدا على مستوى عالمي، وهو من المواقع المدرجة على القائمة التمهيدية لقائمة التراث العالمي. وقد حظي موقع تل بلاطة الأثري بهذا الاهتمام وهذه الأهمية لعدة اعتبارات تاريخية ودينية.

بدأت (شكيم) كقرية صغيرة في نهاية الألف الخامس قبل الميلاد، ثم تحولت إلى مدينة كبيرة في حوالي سنة 1900ق.م. لتقدم نموذجا مهما للمدينة الكنعانية المحصنة (شكيم)، التي بلغت ذروة قوتها خلال العصر البرونزي الوسيط (Middle Bronze) 1900-1550ق م. والتي ذكرت منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد في نقوش مدفن خو-سبيك (Khu-Sebek) أحد موظفي فراعنة الأسرة الثانية عشر، وقائد الجيش في عهد سنوسرت الثالث (Sesostris III) (1878-1843 ق.م)، إذ جاء ذكر شكيم (skmm) في سياق وصف الحملة التي قام بها في سوريا. كما ذكرت شكيم في نصوص اللعنات الفرعونية التي تعود لنفس الفترة، وذكرت في مراسلات تل العمارنة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وفي الروايات التوراتية ذكرت شكيم مراراًً، ففي سفر التكوين (Genesis)، ورد أن إبراهيم كلم الله في مكان بجوار شكيم. وأن يعقوب أيضا أقام بجوارها وحفر بئر، وكما جاء في الرواية فإن أبناء يعقوب قاموا بمهاجمة المدينة وقتل رجالها ونهبها، إثر حادثة اغتصاب أختهم دينه (Dinah) من طرف شكيم ابن حاكم المنطقة حمور (Hamor)، مستخدمين حيلة الطهور (الختان) لجميع رجال مدينة شكيم (الشكيميين) كشرط لإتمام زواج أختهم دينة والاندماج مع أهالي شكيم والسماح للشكيميين بالزواج من بناتهم، وبعد موافقة الشكيميين هاجمهم أبناء يعقوب وهم يعانون آلام الختان وقتلوهم ونهبوا المدينة ثم هربوا خوفا من انتقام الكنعانيين. كما ارتبطت شكيم بكثير من الأحداث التي وردت في الروايات التوراتية سفر يوشع (Joshua) والملوك (Kings) وغيرها، إذ شهدت شكيم اتحاد بعض القبائل العبرانية، بالإضافة لما جاء حول نقل جثمان يوسف ابن يعقوب ودفنه بالقرب من شكيم، وذكر شكيم كعاصمة لمملكة الشمال لفترة وجيزة.

تعرضت شكيم للغزو والتدمير على يد فراعنة مصر، أحمس الأول سنة 1559 ق.م. و شيشاك سنة918 ق.م. وعلى يد الآشوريين سنة 722 ق.م. كما خضعت شكيم للبابليين سنة586 ق.م. وللفرس سنة 539 ق.م. ولليونان سنة 333 ق.م. دخلها الرومان عام 63 ق.م. واسم نابلس محرف عن التسمية الرومانية للمدينة نيابولس (Neapolis)، أي المدينة الجديدة في اللغة اليونانية القديمة (الإغريقية)، وهي المدينة التي بناها الرومان إلى الغرب من شكيم عام 72م في عهد الإمبراطور فاسبسيان (Vespasian)، والتي ما زال الكثير من معالمها ماثلا إلى الآن.

فتح المسلمون مدينة نابلس عام 634م على يد عمرو بن العاص، وتبعت الدولة الأموية 680-750م حيث خضعت للدولة العباسية، ثم الفاطميين عام 970م والسلاجقة عام 1075م . وفي عام 1099م استولى عليها الصليبيون. استردها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، فتبعت نابلس الدولة الأيوبية حتى عام 1260م حيث أصبحت خاضعة للمماليك. وبعد انتصار العثمانيون على المماليك في معركتي مرج دابق عام 1516م والريدانية عام 1517م وإحكام سيطرتهم على الشام ومصر، أصبحت نابلس تحت السيادة العثمانية. دخلها إبراهيم باشا عام 1832م وبقيت تحت السيطرة المصرية إلى أن استعادها العثمانيون عام 1840م، وبقيت تحت سيطرتهم حتى احتل البريطانيون فلسطين ودخلوا نابلس يوم 21 أيلول 1918م.