السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اذا فازت ليفني ستكون مجرد حكومة هزيلة وستعلن الحرب على غزة واذا فاز نتانياهو سيبدأ مفاوضات مع سوريا

نشر بتاريخ: 03/12/2008 ( آخر تحديث: 03/12/2008 الساعة: 11:08 )
القدس- معا- على ابواب الانتخابات الاسرائيلية القادمة، حاورت وكالة "معا" العديد من الصحافيين الاسرائيليين، ومما نتج عن هذه (الثرثرات) ما يمكن أن يفيد اصحاب القرار السياسي الفلسطيني والعربي في معرفة المزيد من التفاعلات داخل المجتمع الاسرائيلي.

وهذا مضمون هذه "الثرثرات":
لا يزال المجتمع الاسرائيلي منذ 24 عاماً يغتسل بديموقراطيته الهزيلة دون ان يصل الى اي نوع من انواع الاستقرار في الحكم، وبعيداً عن بعض العناوين الجوفاء التي تظهر اسرائيل واحة للديمواقراطية في الشرق الاوسط، لا تزال شجرة المؤسسة السياسية الاسرائيلية عاجزة عن طرح اية ثمار. فمنذ 1984 والصراع الذي احتدم بين اسحق رابين واسحق شامير ومروراً بنتانياهو وباراك وشارون وبيريس ووصولاً الى ليفني ونتانياهو لا يمكن الحديث عن وجود حزب كاسح حاسم أو الحديث عن وجود قائد كريزماتي حاسم.

ومن دون حزب أو من دون زعيم كبير لا يمكن صناعة التاريخ، وتبقى الاحداث تتدلى من انشوطة العصر الراهن الى المزيد من الحروب والحروب ومن ثم المزيد من الحروب الاخرى، الى ان تتوفر اللحظة التاريخية التي يتواجد فيها زعيم فلسطيني كبير أو حزب فلسطيني كاسح بالتزامن مع وجود زعيم اسرائيلي قوي أو حزب اسرائيلي كاسح وهذا ما كان يقوله الراحل عرفات في كل مرة اذ يقول (لا يوجد في اسرائيل ديغول لأصنع الصلح معه) وكان يقصد المعاهدة بين فرنسا الاستعمارية بزعامة ديغول والثورة الجزائرية بزعامة بن بيلا.

وكما قلنا فإن اسرائيل ومنذ 24 عاماً وهي تكرر نفسها دون جدوى، وستكرر نفسها مرة أخرى سواء فازت تسيفي ليفني أو فاز بنيامين نتانياهو فان الامور ستبقى على حالها وستتجه المنطقة الى سيناريوهات هذه اقربها وبكل اختصار:

اذا فازت ليفني ستماطل السلطة والرئيس عباس في مفاوضات مملة وتافهة وسوف لن تجرؤ على اخلاء اية نقطة استيطانية. هذا في حال نجحت في تشكيل حكومة لان الاتجاه يشير الى انها وإن فازت لن تجمع اكثر من 55 مقعداً أي أنها لن تشكل حكومة. وبالتالي سوف تضطر لاعطاء امر الهجوم العسكري على غزة لتصدير أزمة حكومتها تماماً مثلما فعل اولمرت مع لبنان.

اذا فاز نتانياهو فسوف يشغل العالم والمنطقة فوراً بمفاوضات مع سوريا وسوف يهمل المسار الفلسطيني بدعوى عدم وجود شريك وسوف يعزز بكل الاتجاهات أن السلطة ضعيفة وان حماس تخطط للاستيلاء على الضفة بالقوة كما فعلت بغزة، وأن اسرائيل هي التي تحمي السلطة وهكذا سيبرر استمرار احتلال الضفة ولن تصل المنطقة لاية نتيجة. كما انه سيحاول قدر الامكان أن لا يذهب في حرب ضد غزة بدعوى ان قيادة حماس في دمشق وأن المفاوضات مع سوريا ستحل المشكلة جذرياً مع غزة ايضاً.

ولكن ستستمر الحروب أو أنصاف الحروب أو اشباه الحروب المزيد من الوقت أيضاً...