خبراء ومختصون يدعون للاهتمام بالإبداعات الالكترونية في ظل الحصار
نشر بتاريخ: 03/12/2008 ( آخر تحديث: 03/12/2008 الساعة: 16:44 )
غزة- معا- دعا خبراء ومختصون إلى زيادة الاهتمام بالإبداعات والابتكارات في مجال الالكترونيات والتقنيات الحديثة خاصة تلك التي تساعد في التغلب على بعض الظروف الصعبة التي نعيشها، مستعرضين في ذات الوقت بعض الجوانب والآثار الضارة لاستخدامات بعض جوانب التقنية الحديثة.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم تكنولوجيا الحاسوب والمهن الصناعية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية تحت عنوان "تكنولوجيا الالكترونيات.. نظرة عن كثب ", وذلك بحضور كلا من الدكتور يحيى السراج عميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والمهندس عيد الأغا رئيس قسم تكنولوجيا الحاسوب والمهن الصناعية، والمهندس حاتم أبو سلطان رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي والمحاضر بالقسم، وعدد من أساتذة الجامعات وممثلي المؤسسات التعليمية والأهلية المهتمة بقطاع الالكترونيات، ولفيف من الكلية والعاملين فيها.
نشاط علمي متجدد
وفي بداية اللقاء تحدث الدكتور السراج عن اهتمام إدارة الكلية بتنظيم الأيام الدراسية الهادفة والتي تخدم مختلف الاختصاصات، مثنيا في ذات الوقت على جهد قسم تكنولوجيا الحاسوب في هذا المجال، مضيفا ان هذه الأيام الدراسية تعتبر من اهم الأنشطة العلمية التي تنظم هنا لسبر أغوار موضوعات دقيقة وقضايا مستحدثة، مضيفا أن هذه الأنشطة مهمة لطلبة القسم والمدرسين على حد سواء كونها تجعلهم على اطلاع بأحدث التقنيات والتكنولوجيا والتي هي في صميم تخصصهم.
وثمن الدكتور السراج جهد القسم في عقد اليوم دراسي الذي يتناول التطورات المتلاحقة والسريعة في مجال الأجهزة الالكترونية الدقيقة، ودعا إلى تسليط الضوء علي هذه الأجهزة للبحث في مدي الاستفادة منها في مجتمعنا الفلسطيني بشكل عام والطلبة والمختصين بشكل خاص.
ومن جهة ثانية تحدث المهندس عيد الآغا رئيس قسم تكنولوجيا الحاسوب والمهن الصناعية موضحا ان اليوم الدراسي يأتي ضمن سلسلة نشاطات وفعاليات علمية تعني بمجملها بالتقنيات العلمية الحديثة، مشيدا في الوقت ذاته بدور الكلية المتميز والرائد في مجال التعليم التقني والمهني علي مستوي فلسطين، الذي استحقت به أن تحصل علي جائزة فلسطين الدولية للتميز و الإبداع لما تتمتع به الكلية باختصاصاتها الفريدة والمتنوعة وخدماتها المميزة.
وأوضح المهندس الأغا أن قسم تكنولوجيا الحاسوب يدرك الحاجة الماسة والملحة لمواكبة التطور و التميز واللحاق بركب الحضارة المسارعة في مجال المعلومات الإلكترونية, وأضاف أن فكرة اليوم الدراسي جاءت لتسليط الضوء علي الدور الذي تقوم به تكنولوجيا الإلكترونيات في تسهيل حياتنا في شتي المجالات سواء علي الصعيد العلمي أو العملي.
من جانبه أشار المهندس حاتم أبو سلطان المحاضر بالقسم إلي أهمية تكنولوجيا الالكترونيات لما تشهده هذه التقنية من تطورات سريعة ومتلاحقة ولما لها من اثر كبير في جميع مناحي الحياة, وأضاف إن اليوم الدراسي يلقي نظرة عن كثب علي السوق المحلي واحتياجاته وإمكانياته وتطلعات خريجيه.
الإبداعات الإلكترونية
ومن جهته استعرض المهندس وليد عيسي المحاضر بالقسم, بعض المشاريع الإبداعية الصغيرة من أهمها مشروع مصباح ضوئي عن طريق مخرج USB , مشيرا أنه يهدف لاستغلال مخرج (USB) المتوفر في أجهزة الكمبيوتر وخاصة الأجهزة المحمولة (Laptop) لتغذية ضوء صغير مفيد للقراءة وحل جزئي لمشاكل انقطاع التيار الكهربي.
كما تناول المهندس عيسى مشروع التحكم عن بعد بواسطة الجوال, والذي يهدف لاستغلال شبكة جوال التي تصل كافة أرجاء الوطن للتحكم في أي شيء عن طريق الاتصال بين جوالين واستغلال تقنية (DTMF) , إضافة إلي مشروع التحكم بالبيت عن طريق شبكة التغذية الكهربية, وأضاف إن المشروع يهدف للتحكم بجميع أجهزة المنزل عن طريق استخدام نفس خطوط التغذية الكهربية لنقل إشارات التحكم من المرسل إلى المستقبل في جميع أرجاء البيت.
من جهته استعرض الأستاذ مجدي البايض المحاضر بالكلية, موضوع الالكترونيات والحاسوب و الكمبيوتر متناهي الصغر من Trigem , وأشار إلي ان شركة Trigem Computer الكورية كشفت النقاب عن حاسب متناهي الصغير دون أن يكون ذلك على حساب المواصفات , وتابع إن الحاسب يدعم WiFi وتبلغ أبعاد الجهاز 45.2x 277x 244 مليمتر بينما يبلغ وزن الجهاز 3 كيلو غرام ويحتوي على معالج Intel Core 2 Duo T7200 ، إضافة إلي قرص صلب بسعة 500 GB , بالإضافة إلى ديفيدي رايتر، RAMبسعة 2GB، ويحتوي على كرت شاشة NVIDIA GeForce 8400.
وأكد الأستاذ البايض علي أن الفضل في هذه التقنية يرجع إلى الاكتشاف العظيم الذي يسمى الترانزيستور، والذي احدث الطفرة الكبرى في صناعة الالكترونيات عامة و الحاسبات خاصة, وأوضح ان الترانزيستور يعمل في الدوائر الرقمية (Digital), وفي مفتاح كهربي سريع جدا, يعمل كبوابة منطقية, وكذاكرة مؤقتة ,وأفاد أن الترانزيستور يعمل أيضا في الدوائر التناظرية (Analog), وكمكبر للتيار الكهربي, إضافة إلي انه يعمل كمكبر للجهد الكهربي.
استفادة بلا ضرر
ودعا المهندس أحمد النحال المحاضر بالكلية في نهاية ورقة العمل التي قدمها عن الجوال المحمول وتأثيراته إلى ضرورة إبعاد أجهزة الجوال عند النوم وخصوصا اللذين يستخدمون الجوال كساعة منبه, وأوضح أن النوم بجوار جهاز الجوال يشبه النوم بجوار مفاعل نووي صغير , وأوصي بعدم ترك أجهزة الجوال مفتوحة في غرف النوم لان ذالك يسبب الأرق, وعدم الإفراط في استخدام الأجهزة التقنية التي تؤدي إلى تلف في الدماغ وضعف القلب.
وتحدث المهندس محمد صلاح المحاضر بالكلية, عن أتمتة العملية الصناعية باستخدام المتحكمات الدقيقة, وهي عبارة عن كمبيوتر صغير (يتكون من وحدة معالجة CPU، وذاكرة لتخزين البيانات والبرنامج، ومنافذ دخل وخرج مختلفة، ومؤقتات، ومقاطعات داخلية وخارجية، ومحولات من تماثلي إلى رقمي A/D) , وأشار إلي أن جميعها موجودة داخل شريحة متكاملة (IC) والتي يمكن شراؤها بثمن رخيص , وذلك لاستخدامها بغرض التحكم ومراقبة الأجهزة في حياتنا اليومية.
من جانبه تحدث المهندس فادي البطش المحاضر بالكلية - ومهندس في قسم النقل الكهربائي في محطة توليد الكهرباء, عن مكونات تصميم اللوحات الكهربائية المطبوعةPCB, وهي القطع الالكترونية, ولوح صلب من مادة عازلة , ومسارات نحاسية, إضافة إلي طلاء يغطي اللوحة, وبين القواعد العامة للتصميم من خلال حسن ترتيب القطع, وحسن توجيه المسارات, وحسن اختيار أماكن الفراغ.
تحديات وطموح
ومن جهته قدم الأستاذ محمد أبو مطر المدرب في مركز الإبداع لتنمية المهارات العملية, ورقة عمل استعرض خلالها الأسباب التي ساعدت على انتشار الالكترونيات في قطاع غزة, ومنها ميل الناس إلى حب استخدام التكنولوجيا الحديثة, وتقدم الاحتلال الإسرائيلي في هذا المجال عكس ايجابيا على الوضع العام.
وتحدث الأستاذ نبهان الرنتيسي مشرف مختبرات الالكترونيات في الكلية, عن دور فني الإلكترونيات من خلال تجهيز و إعداد التجارب المعملية, والإلمام بأجهزة القياس المختلفة و كيفية استخدامها و المحافظة عليها , وأضاف ضرورة الإلمام الجيد بوضع السوق المحلي و ما يتوفر به من قطع و أجهزة , إمكانية إيجاد بدائل مختلفة و متنوعة حسب الحاجة وعند اللزوم ,إضافة إلي إمكانية عمل اللوحات و الدوائر الالكترونية.
من جانبها تحدثت المهندسة حليمة عبد العزيز منسقة وحدة الجودة بنقابة المهندسين عن وضع الالكترونيات في قطاع غزة مشيرة إلى وجود فجوة في التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والخاصة وأماكن بيع القطع الالكترونية, إضافة إلي عدم وجود أنظمة محوسبة في آليات البيع و الشراء, موضحة أن نسبة التعامل مع الطلاب الجامعيين كانت بشكل متوسط.
وأوصت عبد العزيز في ختام حديثها بضرورة عقد ورشات عمل بين المؤسسات التعليمية والسوق المحلي لدراسة احتياجات الالكترونيات, وإنشاء جمعية خاصة تهتم و تحتضن مؤسسات الالكترونيات , إضافة إلي تشجيع الطلاب و المهتمين في الاشتراك بمجلات الكترونية.