"الاهرام" توجه انتقادات لاذعة لحركة حماس بسبب رفضها السماح للحجاج بالسفر والحركة تطالبها بالاعتذار
نشر بتاريخ: 03/12/2008 ( آخر تحديث: 03/12/2008 الساعة: 17:25 )
بيت لحم- معا- وجهت صحيفة "الاهرام" القاهرية في مقال افتتاحي لها اليوم انتقادات شديدة لحماس بسبب رفضها السماح للحجاج بالسفر لاداء مناسك الحج رغم قيام السلطات المصرية بفتح المعبر وتوفير الحافلات لنقلهم.
وقالت الصحيفة: "على الرغم من أن مصر فتحت معبر رفح لمدة ثلاثة أيام، إلا أن الحجاج الفلسطينيين لم يصلوا لأن ميليشيات حركة حماس منعتهم من العبور بدعوى إثبات أحقيتها في إعطاء تأشيرات الحج للفلسطينيين في غزة. ومن ثم فإن من لم يحصل على تأشيرة الحج من الفلسطينيين عن طريق إدارات الحكومة المقالة في غزة ممنوع قسريا من إكمال طريقه إلى بيت الله الحرام في مكة وإلى جبل الرحمة في عرفات. بل استخدم رجال حماس وميليشياتها القوة، وضربوا المسنين، فأراقوا الدماء على ملابس الإحرام، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية على حافلات تقل الحجاج داخل قطاع غزة، لمنع وصولهم إلى المعبر، ما أدى إلى إصابة 13 منهم بإصابات متفرقة".
وتابعت الصحيفة تقول "بهذا السلوك الأحمق وغير المسؤول، تكون حركة حماس الإسلامية قد كشفت عن وجهها الحقيقي، فهي التي اغتصبت السلطة باسم الدين، وعطلت أحد أهم أركان الإسلام، ومنعت آلاف الفلسطينيين من أداء فريضة الحج, واعتدت على ضيوف الرحمن، ومنعتهم من إكمال أركان دينهم".
واعربت الصحيفة عن استهجانها مما قامت به حماس قائلة بان "إن إسرائيل لم ترتكب مثل هذا الفعل منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية عام1967، ولا أحد كان يمكن أن يتخيل أن تقدم حماس علي مثل هذا التصرف، وهي التي تدعي أنها حركة إسلامية وأنها تحكم بشرع الله!!"
وتساءلت الصحيفة قائلة "أي ضمير مسلم عربي فلسطيني هذا الذي يسمح للسياسة بالقيام بإجراءات المنع القسري للمسلمين الفلسطينيين من إتمام الفريضة الإسلامية؟!.. أي ضمير هذا الذي سمح لهذه الحركة وعناصرها وحكومتها المنحلة منع الحجاج الفلسطينيين من تأدية فريضة الحج؟!".
وقالت الصحيفة انها ليست في حالة خصومة مع حماس لكنها تعارض خلط الدين بالسياسة وتابعت تقول "لسنا في خصومة مع حماس.. ولا نعارضها لمجرد أنها حركة إسلامية كما يقول المدافعون عنها.. لكننا نعارض وبشدة خلط الدين بالسياسة، واستخدام النصوص الدينية المقدسة في حيل وألاعيب سياسية تفقدها قداستها".
وتابعت الصحيفة قائلة "ان مصر فتحت المعبر.. وقدمت كل التيسيرات والتسهيلات لمرور الـ3105 حجاج الحاصلين على تأشيرات، ووفرت وزارة النقل المصرية 22 أتوبيسا سياحيا لنقلهم من معبر رفح البري إلى مطار القاهرة الدولي، كما تم تطوير الحجر الصحي في المنفذ البري وزيادة عدد الأطباء، ومضاعفة الأجهزة والأدوات الطبية لاستيعاب العبور المكثف والمنتظر للحجاج الفلسطينيين,، لكن حماس لم يعجبها أن يحج أهالي الضفة، ولا يحج أهالي غزة.. وهم الذين رفضوا أن يتوجهوا إلى الضفة للحصول على تأشيرات الحج.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول "لم تقصر مصر.. ولم تتوان عن تقديم كل ما تستطيع، ولا توجد علي مصر أي مسؤولية في هذا الإطار، ولا يمكن أن تبذل أكثر مما بذلت.. ولا يمكن لأحد أن يطلب منها جهدا أكثر من ذلك".
حماس تطالب بالاعتذار:
من جهتها طالبت حركة حماس صحيفة الأهرام المصرية بالاعتذار الرسمي لها، متهمة اياها بشن حرب غير مبررة ضدها.
وطالبت الحركة في بيان وصل "معا" نسخة عنه القيادة المصرية بوضع حد لما وصفته بتلك المهاترات لما فيها من اساءة لجهات معينة، مشددا على ما وصفه متانة العلاقة مع الدول العربية، معربة عن رفضها تدخل أي طرف كان في الشؤون الداخلية الفلسطينية".