مهرجان "شاشات" الرابع .. الآلاف يشاركون في فعاليات امتدت لتسع مدن بالضفة والقطاع
نشر بتاريخ: 03/12/2008 ( آخر تحديث: 03/12/2008 الساعة: 22:42 )
رام الله-معا- بحضور المخرجة المغربية العالمية فريدة بن اليزيد .. منح جائزة المهرجان لرندة الشهال صباغ .. تجربة فيلم "بوح" وإنتاجات شاشات .. مشاركة المخرجات الأردنيات من أصول فلسطينية .. الحضور اللبناني الخاص .. المشاركة الأوروبية .. عروض الجامعات .. ورش العمل .. محطات ناجحة وضعت مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة في فلسطين، كواحد من أهم المهرجانات السينمائية الفلسطينية، والمهرجانات السينمائية النسوية في العالم العربي.
"بوح" وإنتاجات شاشات
ما يلفت الانتباه لهذا العام هو ذاك العمل الرائع الذي أطلق عليه اسم "بوح"، وهو عبارة عن مشروع جاء كنتيجة لشراكة حقيقية بين مؤسسة شاشات ومعهد جوته الثقافي الألماني، هذا العمل يمثل حالة إبداعية جريئة وممتعة وطموحة، قامت بها مجموعة من المخرجات الشابات، اللاتي حاولن الذهاب لقضايا مسكوت عنها، ومحاولة لقول الحقيقة حول رؤيتهن للجنس الآخر والعكس كذلك، ورغبة في إطلاق العنان وصولاً لاتخاذ القرار، والنظر للفتاة كإنسان ممتلئة بالفرح، باحثة عن الإبداع، وهي تحاول رفع جزء من الظلم الذي يقع عليها كأنثى نتيجة أفكار خاطئة.
ومن بين إنتاجات "شاشات "، التي عرضت في المهرجان، إضافة إلى بوح فيلمي "المحطة الأخيرة" لغادة الطيراوي وفيلم محاسن صلاح الدين "في الهم شرق"، وهذه الأفلام تمثل تجارب فلسطينية خالصة من داخل فلسطين وتتناول قضايا وهموم يومية فلسطينية، بما فيها من معاناة وحواجز وتساؤلات.
ويمثل فيلم المحطة الأخيرة تجربة شخصية، ورؤية للوجود الفلسطيني، المرتبطة ارتباطاً شديداً بالثورة الفلسطينية، فمن لجوء العام 1948، وحياة المنفى وصولا للعودة إلى أرض الوطن. وكذلك تبقى القدس حاضرة من خلال فيلم محاسن ناصر الدين، بهمومها اليومية المستمرة.
الأردن - فلسطين
ومما يميز المهرجان هذا العام مشاركة ثلاث أفلام لمخرجات من الأردن، من أصول فلسطينية: قمر 14، للمخرجة ساندرا ماضي، وخذني إلى أرضي للمخرجة ميس دروزة، وفيلم بيكفي ميشان الله للفنانة التشكيلية سهى شومان، وتعبر أرصغلي عن فرحتها بهذه المشاركات وتقول أنا فخورة أن مهرجان شاشات لهذا العام قام بالتعريف بمخرجات فلسطينيات لا يستطعن دخول فلسطين، ورغم ذلك فمادة الأفلام الثلاثة مرتبطة بفلسطين وتروي قصصاً عن فلسطين التي تسكنهم في صورها وتراجيديتها".
وأثار فيلم ماضي ردود فعل عدة، وحقق حضوراً طاغياً في المهرجان، فـ"قمر 14" كان حدثاً لافتاً بحق، وتساءل الجميع عن مصير فرج درويش، هذا الملاكم، ابن مخيم البقعة للاجئين، الذي تحول من بطل للعرب إلى شاب عاطل عن العمل، على الهامش، بل هامش الهامش، بعد رفضه ملاقاة ملاكم إسرائيلي في مسابقة دولية للملاكمة في تركيا، فإسرائيل بالنسبة له هي ذلك الكيان الذي أقيم على أنقاض ذكريات آبائه وأجداده، وما يملكون من أراضي، ومبان، وحيوات.
أما دروزة فتعتمد الجدة "وطفة" كشخصية مركزية في الفيلم وتجسيد لامرأة، تحملت المسئولية في ظل غياب الرجال بكل اقتدار، تكد ولا تهدأ، تجلس ساعات طويلة على ماكنية الخياطة، وكم سهرت الليالي وهي تعمل للحفاظ على أسرتها، وبيتها وذكرياتها، لقد ظلت حارسة أمينة على مصالح الأسرة.
وتقدم شومان في فيلمها مجموعة من الصور الممتلئة بالقصص والمعاني، والتي تعبر بعمق عن حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
فريدة بن اليزيد
أما المخرجة المغربية العالمية فريدة بن اليزيد، فكان حضورها إلى الأراضي الفلسطينية للمرة الأولى، ومشاركتها في المهرجان، إضافة نوعية له .. فعلاوة على تكريمها في حفل الختام، وتسلمها جائزة رندة الشهال صباغ، نيابة عن ابنتها نور التي تعذر حضورها لأسباب أمنية، قامت بن اليزيد بجولة في القدس، اشتملت على زيارة خاصة لبيت الثقافة المغربي فيها، وهو ما اعتبرته شاشات انطلاقاً لفعالياتها المقرر تنظيمها في إطار مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، إضافة إلى زيارة أخرى لبيت لحم، ولضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، والشاعر الراحل محمود درويش في رام الله.
وعبرت بن اليزيد عن سعادتها بزيارتها الأولى إلى فلسطين، وقالت:: سعيدة جداً لوجودي في فلسطين .. لم أتخيل أن يأتي هذا اليوم.
وأكدت بن اليزيد أن زيارتها إلى رام الله ليست "تطبيعاً"، وأن رام الله مدينة فلسطينية، وليست إسرائيلية، مشيرة إلى أن المنتج الإسباني لفيلمها الأخير "خوانيتا بنت طنجة"، سبق وأن أرسله كصاحب الحق الأول في توزيع الفيلم في "سينماتك القدس"، تلك التظاهرة السينمائية الإسرائيلية، ووجهت لي دعوة من قبل المهرجان، لكني رفضت ذلك .. مشاركة الفيلم ليست بيدي، لكني شخصياً أرفض زيارة إسرائيل، أو المشاركة في فعالية ثقافية هناك.. "أنا أزور فلسطين وليس إسرائيل".
وأشادت بن اليزيد بتجربة شاشات ومهرجانها المتواصل للسنة الرابعة، وقالت: تفاجأت من دقة التنظيم، وحسن الإدارة، وتوزيع الأفلام على جميع المدن والجامعات .. في دول أخرى، ومنها الولايات المتحدة، المهرجانات النسوية تسقط ولا تتواصل .. ما تقوم به شاشات في فلسطين عمل في غاية الأهمية، ويبعث على الفخر والسرور.
حضور لبناني وجائزة "شاشات" السنوية
وكان الحضور اللبناني طاغياً في المهرجان، عبر عدد من الأفلام المميزة منها فيلم حروبنا الطائشة للمخرجة اللبنانية رندة شهال صباع، التي رحلت في آب من العام الجاري، بعد صراع مع المرض، والفيلم ُيعتبر من أهم الأفلام الوثائقية العربية، المثيرُ للجدل، يروي قصة العودة للوطن، ومحاولة المخرجة في اكتشاف دور ومسؤولية عائلتها في الحرب الأهلية اللبنانية.
رندة الحاصلة على جائزة المهرجان، جائزة "شاشات" السنوية (جائزة سلافه جاد الله) التي تمنح لتكريم مخرجة فلسطينية، أو عربية أو دولية، كانت حاضرة في فلسطين عبر هذا التكريم الخاص، وفق رسالة ابنتها نور، التي ألقتها بالنيابة عنها خلود البدوي، صديقة العائلة، عن سعادتها لتكريم والدتها، وقالت: "لقد قررتم بهذا التكريم استحضار والدتي إلى فلسطين"، وقالت: اعتقدت دوما رندة الشهال، والدتي الغالية...أن الإبداع سلاح، وأن المقاومة الثقافية والفكرية والفنية ضد كل ما هو قبيح، ومتخلف، ضد الاضطهاد والاستغلال، ليست اقل فعالية من المقاومة المسلحة. وهي كانت تقول عن قلمها وعن كاميرتها أنها أدواتها للاشتراك في المعركة، مساهمتها .."
في المهرجان الأول لـ"شاشات"، 2005، منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية الراحلة "سلافه جاد الله" التي سميت الجائزة على اسمها والتي تعتبر أول سينمائية فلسطينية بمناسبة إطلاق هذه الجائزة السنوية، وأيضاً للمخرجة البريطانية "كيم لونجينوتو" لفيلمها "طلاق على الطريقة الإيرانية".
في الدورة الثانية للمهرجان، 2006، منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية من الناصرة "ندى اليسير" لجملة أعمالها التي تتعلق بالحفاظ على الهوية الفلسطينية.
في الدورة الثالثة 2007 منحت الجائزة للمخرجة الهندية الكندية "ديبا مهتا" لفيلمها "ماء" الذي لاقى استحساناً استثنائياٍ من الجمهور.
أما فيلم "بدي شوف" من لبنان فيأتي كمشاركة مميزة من قبل الشريكان المخرجان جوانا حاجي توما وخليل جريج، ويشكل محاولة للبحث في نتائج حرب حزيران 2006، حيث تقوم الممثلة الفرنسية كاترين دونوف، بجولة بالسيارة برفقة الممثل اللبناني ربيع مروة، لزيارة الضاحية الجنوبية المدمرة، ومنطقة وسط بيروت، وقرى الجنوب اللبناني، الفيلم يحاول الإجابة على تساؤلات حول كيفية استمرار صناعة الأفلام والإيمان بالسينما بعد كل هذا الدمار، وما الذي تستطيع أن تفعله السينما والكاميرا والأفلام أمام كارثة.
أوروبا حاضرة أيضاً
كما يقدم المهرجان الفيلم الدنمركي "عائلة" للمخرجان في أمبو وسامي سيف .. والفيلم عبارة عن دراما شخصيّة مؤثرة، فالشريكان يبحثان عن أب سامي صولا لليمن، هذا الأب الذي هجر عائلته الدنمركية، تاركاً ورائه الأم وتوماس وسامي، وغرق سامي بشعور عميق من الوحدة والحزن والألم ورغبة جامحة في البحث عن الأب، أما الفيلم الإسباني المغربي "خوانيتا بنت طنجة" لفريدة بن اليزيد، فيحكي قصة امرأة تعود لأم أسبانية وأب إنجليزي، ولدت وعاشت بطنجة المغربية، رافضة فكرة مغادرة مدينتها بعد حصول المغرب على الاستقلال، ورحيل معظم الأجانب إلى بلدانهم الأصلية.
عروض الجامعات
واستطاعت "شاشات" في مهرجانها الرابع تعميم الثقافة السينمائية على مختلف محافظات الوطن في الضفة والقطاع، عبر عروض قدمت في عشر جامعات فلسطينية، شهدت حضوراً غير مسبوق بالآف، ونقاشات وجدل واسعين.
وكانت هذه العروض بمثابة متنفساً لطلاب جامعة الأقصى، والمجتمع الغزي بشكل عام، وعن ذلك يقول د. أحمد أبو السعيد، عميد كلية الإعلام في الجامعة: استضافت الجامعة أربعة عروض، وكان الحضور مميزاً تجاوز المائة متفرج .. الأهم أن جمهور الطلاب، والجمهور الغزي بشكل عام لم يتعرض منذ زمن لأفلام فلسطينية وعربية تتحدث في قضايا عدة، وتثير نقاشاً كبيراً، خاصة مع ما تحمله بعضها من دعوات لتعزيز دور الشباب في صنع القرار، والتغيير في الثقافة المجتمعية السائدة، وأحياناً التمرد على الواقع، وكذلك الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتعبير عن الذات بحرية، وهو ما رحب به البعض، ورفضه البعض الآخر، مضيفاً: المهم أن الأفلام أحدثت حركت ماء الثقافة الراكدة في القطاع، وكانت مساحة رحبة للنقاش وجدل إيجابيين، وكان الإقبال عليها جيداً.
وفي الجامعة العربية الأميركية بجنين، لم يكن الأمر مختلفاً، وفق ما أكد د. محمد دوابشة، الذي أشاد بعروض أفلام مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة في الجامعات الفلسطينية، هذه المؤسسة التي وصفها بالطموح والجدية في العمل على تنمية المواهب السينمائية الفلسطينية، مشيراً إلى أن جامعته استضافت خمسة أفلام لمخرجات فلسطينيات وعربيات، منها ما يلامس الواقع الحالي، ومنها ما يعود بنا إلى الوراء عشرات السنوات كفيلم حروبنا الطائشة لرندة الشهال صباغ، مؤكداً: العروض كانت ناجحة بجميع المقاييس، سواء من حيث العدد الكبير للطلاب الذي وصل في بعض العروض إلى قرابة 150 طالباً، أو من حيث النقاشات التي خاضها الحضور مع القيمين على مناقشة الأفلام..
فتون يامين، منسقة النشاطات في جامعة بيرزيت، أشارت بدورها إلى النجاح الكبير لعروض "شاشات" في الجامعة، واشتملت على ستة أفلام هي "خدني إلى أرضي" لميس دروزة، و"خمس دقائق عن بيتي" لناهد عواد، و"المحطة الأخيرة" لغادة الطيراوي، و"بوح"، و"بكفي مشان الله" لسهى شومان، و"قمر 14" لساندرا ماضي، مشيرة إلى أن المئات من طلاب الجامعة تابعوا الأفلام، وتفاعلوا معها بشكل كبير، وخاصة تجربة "بوح" التي وجدت فيها الطالبات تعبيراً حقيقياً يمس مشاكلهم، ويعكس الصورة المشوهة والنمطية السائدة عنهن كفتيات فلسطينيات، وكذلك فيلم "قمر 14"، حيث أبدى الطلاب تعاطفاُ كبيراً مع بطل الفيلم (فرج درويش).
أما أيمن نمر، فيشير بدوره إلى أن عروض أفلام مهرجان شاشات الرابع في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، تأثرت كثيراً بسبب الإضرابات السابقة، حيث لم يعرض سوى فيلم "خذني إلى أرضي" لميس دروزة، مشيراً إلى أن الحضور تفاعل بشكل جيد مع العرض، وهو ما حدث مع عرض "بوح" في اختتام فعاليات المهرجان في الجامعة.
ويشدد النمر على أهمية الاستثمار الثقافي في الجامعات، التي هي مراكز استقطاب شبابية، ويقول: من المهم أن نزرع ثقافة السينما الدى جيل الشباب في الجامعات، وثقافة ما تحتويه هذه الأفلام من مضامين وطنية، واجتماعية، ونسوية، وسياسية في غاية الأهمية .. على الشباب أن يعوا أهمية السينما كوسيلة للتعبير عن الهم الخاص، والهم العام، وتعميمه على الجمهور المحلي، والعربي، والعالمي كذلك.
ورش العمل
وكجزء من المهرجان، قدمت العديد من ورش العمل، في الجامعات والكليات الفلسطينية...المخرجة غادة الطيراوي قدمت في جامعة بيرزيت ورشة عمل حول الأفلام الوثائقية وتاريخ تطورها، تحدثت خلالها جوانب مختلفة تتعلق بنشأة وتاريخ الأفلام الوثائقية في العالم، قبل أن يتم عرض فيلمها "الطريق إلى البيت"، وهو الثالث بعد فيلميها "بدنا نعيش"، و"وماذا بعد".
الطيراوي أشادت بالتجربة، وقالت:"أنا سعيدة لأنه أتيحت لي الفرصة للاحتكاك بشكل مباشر مع طلبة الجامعات، الذين لمست حرصهم على معرفة المزيد عن صناعة الأفلام الوثائقية، ولذا فإني أعتبر هذه التجربة مميزة بكل المقاييس".
وأضافت: أتطلع لتكرار هذه التجربة مستقبلا، وأعتقد أن مشاركة المخرجات في عروض وورشات عمل في الجامعات، من شأنه أن يعزز الثقافة المتعلقة بالأفلام الوثائقية، وأن يوفر الفرصة لطلبة الإعلام أن يستفيدوا من تجربتنا، ما سينعكس إيجابا على عملهم في هذا المجال.
كما نظمت شاشات ورشة عمل ثانية في جامعة القدس قدمتها المخرجة محاسن ناصر الدين، شارك فيها ثلاثة وعشرون طالبا وطالبة.
وتناولت ناصر الدين التطور التاريخي لصناعة الأفلام الوثائقية، من خلال عرضها لمقاطع من أهم الأفلام الوثائقية العالمية، كما عرضت فيلمها "في الهم شرق".
وفي ختام الورشة طالب المشاركون بضرورة تكثيف هذه الورشات للاستفادة الكبيرة منها ومن أجل تطبيق الأبحاث النظرية من الدراسة الجامعية والتعرف على النواحي العملية.
وقدمت المخرجة ناهد عواد، ورشة في دار الكلمة في بيت لحم، ركزت فيها بشكل أساسي على تجربة فيلمها "خمس دقائق عن بيتي"، وقالت: اعتقد أن ذلك كان مهماً للطلاب ولقد لاحظت أن الطلاب كانوا حريصين على سماع تفاصيل التجربة من بدء كتابة الفكرة والبحث والتصوير والمونتاج لغاية وصول الفيلم للمشاهد. لقد كان الحضور جيد حيث كانوا الطلاب متفاعلين ومهتمين حتى بأدق التفاصيل أحياناً."
وقدمت المخرجة إيناس المظفر ورشتين واحدة في جامعة النجاح، وأخرى في الجامعة العربية الأميركية في جنين، حول "الفرق بين الفيلم التسجيلي و الفيلم الروائي"، تطرقت فيها لعدة محاور من بينها: الفرق بين الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي، والسينما كفن وصناعة وتجارة، ووسيط إعلامي، اجتماعي، ولغة تعبير وسجل لتاريخ الإنسان، أيضاً، وحول ذلك قالت المظفر: كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، فهي المرة الأولى التي أنقل فيها خلفيتي النظرية في السينما إلى ورشة عمل تفيد الطلاب، ويتفاعلون معها.
وتأتي هذه الورشات ضمن البند الثاني من أهداف "شاشات"، الذي يتعلق بتطوير القطاع السينمائي الفلسطيني، رجالاً ونساءً، من خلال عقد ورشات عمل مهنية، واستشارات مختصة وإتاحة أجهزة بأسعار مخفضة، وإبراز السينما الفلسطينية محلياً وعربياً ودولياً من خلال التشبيك مع الحركة السينمائية العالمية، من مهرجانات، وشركات توزيع، وصناديق إنتاج، ومنتديات، ومؤتمرات عالمية وإقليمية سينمائية، وإرسال رزم من أعمال سينمائية فلسطينية إلى المهرجانات.
تحضيرات العام المقبل
وفور انتهاء فعاليات المهرجان في الثلاثين من الشهر الماضي، بدأت شاشات بتحضيراتها للموسم المقبل، الذي أشارت د. علياء أرصغلي، إلى أن له خصوصية وميزة كونه سيندرج في إطار فعاليات مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، مشيرة إلى المهرجان سيكون في منتصف العام 2009، وليس في نهايته كما درجت العادة، وأن محور المهرجان سيكون حول القدس، من خلال عرض أفلام نسوية وغير نسوية، كاستثناء في هذه الدروة، حول المدينة المقدسة، والأهم أن شاشات ستعمد على إنتاج أفلام لمخرجات فلسطينيات تتحدث عن محاور متنوعة، وترصد حكايات مختلفة في القدس.
من الجدير بالذكر أن دعم المهرجان من قبل أطراف متعددة شملت وزارة الثقافة الفلسطينية، صندوق الثقافة الفلسطيني، المركز الثقافي الفرنسي الألماني، محافظة إميليا رومانيا في إيطاليا، شبكة نساء في المتوسط، مؤسسة هنريك بول الألمانية، صندوق مهرجان غوتبرغ للأفلام، مكتب الممثلية الدنمركية في الأراضي الفلسطينية، صندوق يان فريمان للفيلم الوثائقي، مكتب التعاون الإسباني، القنصلية الفرنسية والتعاون الفرنسي بالإضافة إلى مركز المرأة الفلسطينية للدراسات والتوثيق.