الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

آفي سخاروف داخل منزل ابو سعافين يتحدث عن مذبحة منظمة ويدعو اليهود للخجل من انفسهم

نشر بتاريخ: 05/12/2008 ( آخر تحديث: 05/12/2008 الساعة: 14:15 )
بيت لحم - معا - عائلة فلسطينية لا حول لها ولا قوة تتكون من عشرين نفرا غالبيتهم من الاطفال والنساء ولا يوجد في المنزل سوى ثلاثة رجال محاطة بعشرات الملثمين اليهود الذين يحاولون تنفيذ لينتش "تنكيل وحشي" بافرادها وبأسو أ معاني الكلمة يحاولون تنفيذ مذبحه منظمة ضد العائلة.

في البداية احرقوا الغسيل الموجود في فناء المنزل ومن ثم حاولوا اشعال احدى غرف المنزل ونساء العائلة تصرخ هلعا " الله واكبر .... الله واكبر " الجيران يخافون الاقتراب بسبب اغلاق حراس مستوطنة كريات اربع الطريق ويمنعونهم من الوصول للمنزل ويتهجمون على الصحفيين الذين يحاولوا توثيق ما يجري.

الصراخ كان بكثافة موجات الحجارة التي قذفها المستوطنون باتجاه منزل عائلة ابو سعفان فقررت مجموعة من الصحفيين الذين اعتادوا هذه المناظر عدم الاكتفاء بالوقوف جانبا فقررت اقتحام المنزل وانقاذ العائلة من الموت المحقق.

بهذا الوصف القاسي افتتح الصحفي الاسرائيلي افي سخاروف صورته القلمية حول ما جرى في مدينة الخليل والتي نشرها اليوم الجمعة في صحيفة هأرتس.

واضاف: "احتجنا للحظة او اثنتين لادراك ما يجري، نساء واطفال يجهشون بكاءً مراً، يشعرون بان ساعة موتهم قد اقتربت، يتوسلون للصحفيين انقاذهم، الحجارة تهبط على سقف وابواب ونوافذ المنزل، والنيران تشتعل في المداخل الجنوبية، وعلى جدار مستوطنة كريات اربع يقف مئات اليهود يوجهون شذاذهم ويرشدونهم كيف يهاجمون العائلة دون ان يكون هناك لا شرطة ولا جيش.

قبل ذلك بعشر دقائق، فيما كانت قوات "الامن" الاسرائيلية مشغولة باخلاء منزل الخلاف، وتفريق المشاغبين من حوله، تصاعد الدخان من الوادي الذي يفصل كريات اربع عن مدينة الخليل، ولم يهتم احدا من ضباط الشرطة او الجيش بمعرفة ما يجري بالقرب من كريات اربع رغم امكانية مشاهدة العشرات من المستوطنين يعتلون سطح منزل عائلة ابو سعفان من بعد مئات الامتار ولكن بعد مرور وقت معين اتضح وجود بشر داخل منزل العائلة الذي يتعرض للهجوم.

ويستمر الصحفي زخاروف بصورته القلمية قائلا : "نزلت الى الوادي واصطدمت بثلاثة جنود وسألني احدهم " ماذا تريد مني نحن الثلاثة فقط مسؤولين عن هذا القطاع بأكمله ؟! " واشار بيده الى الوادي كتعريف منه لكلمة القطاع المقصود، فقلت للجندي استعمل جهاز الاتصال واطلب المساعده لكنه رد علي بانه لا يمتلك جهاز اتصال.

وصلت بالقرب من المنزل مجموعة من الصحفيين وشعرت بالارتباك، ماذا تفعل ؟ لا يوجد قوات امن في المنطقة والمشاغبيين هددوا الصحفيين كهدف لهم وصرخنا باتجاه حراس كريات اربع طالبين منهم التدخل لوقف المذبحة " اللينتش" ولكنهم فعليا كانوا يحاصرون المنزل لمنع وصول مساعدة فلسطينية لسكانه.

البيت مدمر وسيدة تدعى جهاد ملقاه على الارض نصف فاقدة للوعي واحد الابناء يحمل عصا سميكة ويستعد للحظة مواجهة الغزاة لكن الابنة تهاني ترفض ان تهدأ وتصرخ في وجوهنا قائلة " انظر ماذا فعلوا لمنزلنا انظر انظر " وتنفجر بالبكاء، البكاء ليس من الخوف، انه لعار وامر مخجل نشعر به حين نقف امام المرأه في ظل حقيقة ما يقوم به شبان يدعون بانهم من اليهود.

في تمام الساعة الخامسة وخمس دقائق اي بعد اكثر من ساعة على بداية الحدث وصلت قوة شرطية خاصة "يسام" لتفريق الملثمين لكن ابناء العائلة لا يستطيعون العودة لحالة الهدوء وفي طريقنا الى خارج المنزل سمعنا مستوطنا يصرخ بوجه الجنود وينعتهم بالنازيين، لذلك عليكم الشعور بالخجل، اختتم سخاروف صورته القلمية مخاطبا جمهور اليهود.