المالكي يطلع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة على التطورات السياسية والميدانية
نشر بتاريخ: 05/12/2008 ( آخر تحديث: 05/12/2008 الساعة: 14:37 )
رام الله - معا - إستقبل د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية صباح اليوم بمقر وزارة الشؤون الخارجية في رام الله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله والقدس بحضور عدد من سفراء فلسطين في الخارج والمقر على رأسهم السفير د.أحمد وكيل وزارة الشؤون الخارجية.
وتأتي هذه الدعوة لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل وضعهم بصورة تدهور الأوضاع على الساحة الفلسطينية بسبب ممارسات سلطات الإحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في جميع أنحاء الضفة الغربية وخاصةً ما حصل ويحصل في مدينة الخليل، حيث يبلغ عدد سكان مدينة الخليل 400ألف نسمة يفرض عليهم الحصار والتضييق وينكل بهم بكافة الأشكال العملية والمعنوية من أجل 400 مستوطن يسرقون الأرض والبيوت والحارات ويعتدون على سكان المدينة الفلسطينيين بدعم وتغاضٍ من قبل قوات الإحتلال التي توفر لهم الحماية مقابل الإعتداء على الفلسطينيين وكرامتهم.
وجاء في بيان وزير الشؤون الخارجية الذي تلاه على اعضاء السلك الدبلوماسي ما يلي: "يحاول المستوطنين إحتلال شوارع الضفة الغربية والسيطرة على كافة الطرقات وفرض رعبهم ضد المواطنين، فالجيش الإسرائيلي لا يتدخل إلا لحماية المستوطنين والقضية الأساسية هذا اليوم هي مدينة الخليل الباسلة، وما يقوم به المستوطنين يخرج ضمن إطار تنفيذ ما يرغبون ووقف الحملة الأمنية في الخليل، وضرورة سحب قوات الأمن الفلسطينية ليس فقط من الخليل وإنما وقف إنتشارها في بقية المواقع كجزء من توازن رسمي إسرائيلي بين وقف الإنتشار وضبط حركة المستوطنين".
وأضاف أن ما نشاهده يأتي ترجمةً للكثير من الدعوات التي خرجت عن قيادات المستوطنين، وأن الدولة التي ستقام في الضفة الغربية هي دولة المستوطنين، وعليه ما يقومون به ليس عشوائياً وإنما مخطط له ومدروس، بتواطؤ من الجيش الإسرائيلي والكثير من الدوائر السياسية الرسمية والحزبية الإسرائيلية.
أما فيما يتعلق بالتوقيت قال المالكي: "جاء ذلك في ظل غياب حكومة اسرائيلية مركزية فاعلة وقوية، فالتواجد خلال فترة إنتخابية والجميع يرغب في كسب ود المستوطنين، خاصةً وأن الشارع الإسرائيلي يميل نحو اليمين، لن تأخذ أياً من الجهات الرسمية أي قرار لمواجهة المستوطنين خلال الحملة الإنتخابية مما يعني تحقيق مكاسب على الأرض سيتم البناء عليها، وهناك تحريض واضح من الكثير من الدوائر".
وأضاف لا يمكن لهؤلاء المستوطنين أن يتصرفوا كما يتصرفوا الآن لولا أنهم يعلمون تماماً أن الجيش موجود هناك لحمايتهم في حال تعرضوا للخطر، تفوقهم السيكولوجي على الجانب الفلسطيني، حملهم للسلاح أحياناً وأخذهم زمام المبادرة، إضافةً الى التزام الجانب الفلسطيني بالحد الأدنى من إجراءات الدفاع عن النفس، وقال: "الوجود الفلسطيني مكشوف وغير محمي، ويدرك المستوطنون مستوى ردود الفعل الفلسطينية في أسوأ أحوالها".
واشار ان الجيش الإسرائيلي يعمل على حماية المستوطنين في إعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين، ويمنع رد الفعل الفلسطيني بل حتى يواجهه إن تعرض للمستوطنين وذلك بالإعتداء المباشر وإستعمال القوة بكل أشكالها، فحياة المستوطنين بالنسبة لهم أهم من حياة كل الفلسطينيين، وللمستوطن كل الحق بأن يتصرف كما يريد ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ولا يوجد هناك قانون يخضع له (الجنود والمستوطنين) غير قانون الإحتلال الذي يجبز كل شيء للمستوطنين وجنوده، فكبار المستوطنين يختبؤون خلف الأطفال والشباب والنساء كي لا يرد عليهم جيش الإحتلال، وكي يصطدموا مع الفلسطينيين وحينها سيعمل الجيش على قمع الفلسطينيين وتوفير الحماية لمزيد من عدوانهم ومغالاتهم.
وقال المالكي :" لقد طفح الكيل، فأمام المجتمع الدولي مجموعة من الخيارات، إما أن يصبحوا طرفاً عبر توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل أو يصبحوا طرفاً مع الإحتلال عبر السكوت على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني".
وقال " نحن إن حملنا السلاح قتلونا وإن لم نحمل السلاح قتلونا أيضاً"، يجب التوقف عن التنديد وإصدار البيانات، فخيارنا هو الصمود والمقاومة، وسأل الحضور والمجتمع الدولي عن خيارهم ؟ وأضاف يجب فتح عيونكم والسماح لضمائركم وألسنتكم بالكلام، لن نقبل مجتمع دولي خجول جبان أعمى وأصم".
والمطلوب الوقوف الفوري ضد إعتداءات المستوطنين، ونطالب بإعتقال قياداتهم وعناصرهم المشاغبة وفرض منع التجول على المستوطينين، وإعادة فتح شارع الشهداء، وسوق الخضار وميدان السهلة، وأضاف يتحمل الجيش الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع، وطالب إسرائيل بسحب المستوطنين من قلب الخليل فوراً، وسحب الجيش الإسرائيلي من قلب الخليل فوراً أيضاً، وطالب بإجراء محاكمات فورية بحق المستوطنين الذي حرقوا منازل الفلسطينيين وإعتدوا عليهم وعلى ممتلكاتهم من بيوت وسيارات وغيره، يجب إنزال أقصى العقوبات بمن دنسوا المساجد، ومن أطلق النار على المواطنين عن قرب وسبق إصرار وترصد وقد شاهده العالم كله على شاشات التلفزة ذلك، يجب محاكمة من حرق سيارات الإسعاف وحرق الأشجار والحقول.
لقد طالبت القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء د.سلام فيَاض ومن خلفهم المجموعة العربية في الامم المتحدة بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، وتوجيه تحذير شديد اللهجة الى إسرائيل، وطالب المالكي بنشر قوات دولية مسلحة في الخليل، لديها الصلاحية التامة بحماية المواطنين الفلسطينيين، وإستعمال السلاح ضد رعاع المستوطنين إذا ما إعتدوا على الفلسطينيين أو عليهم، فقد حدث وأن إعتدى غلاة المستوطنين على فرق المراقبة الدوليين في الخليل وعلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وعلى رأسهم القنصل التركي العام في القدس وغيره.