الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بمناسبة يوم المعاق العالمي- صرخة تحد صماء أطلقتها رام الله في وجه الإعاقة

نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 06/12/2008 الساعة: 12:19 )
رام الله- معا- "الإعاقة تحد يواجه المجتمع وليست عبئا عليه" صرخة صماء أطلقتها الطالبة فداء عنقاوي أمام مجلس الوزراء في رام الله، خلال اعتصام ومسيرة نظمتهما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي صادف الثالث من هذا الشهر.

أمسكت فداء ابنة الثامنة عشرة عاما، باليافظة التي كتب عليها هذا الشعار بكلتا يديها، ورفعتها بكل عزيمة في وجه كل من شارك في الاعتصام، بدت وكأنها نطقت لتصرخ، لترفع مطالبها في وجه مجتمع صم الاذان عن صرختها وأقرانها المعاقين.

" كونوا فخورين بأنفكسم، اندمجوا في المجتمع"، نطقت حروف فداء الطالبة في الصف الحادي عشر بمدرسة الصم في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، على ورقة، عندما منعتها إعاقتها من الكلام، مؤكدةً أنها جاءت في يوم المعاق، لتطالب بحقوق المعاقين وفرصهم في التعليم والعمل والحياة الكريمة.

وتمنت فداء من الجميع دعم المعاقين، وتوفير فرص الاندماج في المجتمع لهم، بكل السبل والطرق الممكنة، معلنةً رغبتها القوية بأن تصبح طبيبة أو ممرضة، لكي تساعد الناس وتقدم الخدمات الطبية لكل من يحتاج لها.

وإلى جانب فداء، والعديد من المعاقين المشاركين في الاعتصام الذي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية، وأعلام الهلال الأحمر الفلسطيني، ويافطات وشعارات تؤكد على حقوق المعاقين وتطالب بها، وقف زميلها مناضل علوي ممسكا بكرسي متحرك يجلس عليه زميل له يعاني من اعاقة حركية.

مناضل ابن الستة عشر عاما، والطالب بالصف السابع بمدرسة الصم بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ساعد زميله المقعد حركيا، منذ انطلاقهما معا من مقر الجمعية في مدينة البيرة، وصولا إلى مقر مجلس الوزراء في رام الله.

سارا معا خلال المسيرة، إلى جانب المئات من المعاقين، حركيا وبصريا وسمعيا وعقليا، كلهم اجتمعوا إلى جانب عدد كبير من ذويهم، بمشاركة رسمية وشعبية، ليوصلوا رسالة واحدة، مفادها المطالبة بحقوقهم وفرصتهم في المجتمع.

"أريد حقي، أن أتعلم، أن أعمل، أن أحيا بكرامة"، هذا ما عبر عنه مناضل عن طريق مدرسته التي ترجمت ما قال، كسبب دفعه للمشاركة في هذه الفعالية، حاله حال كثيرين من زملائه جاؤوا من مراكز التأهيل التابعة لجمعية الهلال الأحمر والمنتشرة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

من جانبها، أكدت المدرسة الصماء انجي عابد، التي تعلم الطلاب لغة الإشارة في مدرسة الصم في الجمعية، على ضرورة توفير كل الدعم للمعاقين من مختلف الإعاقات، ليأخذوا دورهم في المجتمع، حالهم حال أقرانهم من العاديين.

وأضافت إنجي، العضو في اتحاد المعاقين، والتي شاركت في اجتماع جمع وفدا من جمعية الهلال الأحمر، برئاسة د. يونس الخطيب رئيس الجمعية وعددا من مسؤولي الدوائر فيها، مع د. سلام فياض رئيس الوزراء قبيل الاعتصام، على ضرورة توفير فرص التعليم والعمل للطلبة الصم لتسهيل عملية اندماجهم في المجتمع.

ومن جانبه أكد رباح جبر، رئيس دائرة التأهيل وتنمية القدرات بجمعية الهلال الأحمر، أن وفد الجمعية ناقش مع رئيس الوزراء د. سلام فياض، وضع الإعاقة في فلسطين، وحجم المشكلة والمعاناة التي يواجهها المعاقون في المجتمع، وأهم احتياجاتهم.

وأضاف أن د. فياض، وعد بالعمل بشكل جدي على وضع تصور يتضمن آليات للبدء بتطبيق قانون حقوق المعاقين رقم "4" للعام 99، والذي أقر ولم يطبق بشكل منظم ومنهجي من قبل الحكومات الفلسطينية.

وأشار جبر إلى أن الاعتصام والمسيرة التي نظمتهما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تحت شعار "لا بديل عن تطبيق قانون حقوق المعوقين، وأن الإعاقة تحد يواجه المجتمع وليست عبئا عليه"، هدفت بشكل أساسي لإثارة قضية الإعاقة والضغط لتطبيق قانون حقوق المعاقين.

وكانت الفعالية التي نظمتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بدأت باجتماع جمع وفدا من الجمعية وعدد من المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة مع رئيس الوزراء د. سلام فياض، تزامن مع اعتصام شارك فيه المئات من المعاقين وذويهم وعدد من المؤسسات التأهيلية واتحاد المعاقين أمام مقر مجلس الوزراء.

ومن ثم انطلقت مسيرة حاشدة شارك د. فياض في جزء منها، انطلقت من أمام مقر مجلس الوزراء، مرورا بدوار المنارة وسط رام الله، وصولا إلى مدرسة الفرندز بالمدينة، ومن ثم نقل المعاقون بالحافلات إلى صالات بدران الكبرى حيث نظمت لهم العديد من الفعاليات الترفيهية والفنية.

يذكر أن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشار يوم أمس في تقرير له، إلى أن الأفراد الذين يعانون من صعوبات تحد من قدرتهم على ممارسة الأنشطة الحياتية (الإعاقة) في الأراضي الفلسطينية بإزدياد، في ظل قلة الخدمات الاجتماعية المقدمة لهم.

وبين أن النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007 لفتت إلى أن 107,785 فردا في الضفة الغربية لديهم صعوبة واحدة على الأقل (بنسبة 5.3% من مجمل عدد سكان الضفة الغربية)، بواقع (55,557 للذكور و52,228 للإناث).