الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

من عادات الحصار- سكان القطاع يطبخون ويعجنون ليلاً

نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 06/12/2008 الساعة: 12:26 )
غزة- معا- يعاني مواطنو قطاع غزة بعد شهر من الإغلاق الكامل للمعابر من أزمة كبيرة في الكهرباء والغاز حيث يعتبرون في طهيهم للطعام الغاز الطبيعي العامل الأساسي، وإذا فقد يستعينوا بالكهرباء كبديل لكن في هذه الأزمة فقد الأساس والبديل إلا في ساعات الليل القليلة التي تأتي فيها الكهرباء حسب جداول متوقعة.

شهر كامل على إغلاق المعابر ذاقت فيه غزة وأهلها ويلات لم ترها في حياتها, فقدت خلالها غاز الطهي والكهرباء الذين يعتبرا بديلين أساسيين لبعضهما البعض إذا فقد الأول استعيض بالآخر.

"يعجنون الخبز ليلا"
الحاجة "أم ماهر" لم تنم ليلة أمس وهي تنتظر قدوم الكهرباء لكي تستطيع عجن الدقيق وعمل الخبز بعد ساعات طوال تحقق أملها عند الساعة الرابعة صباحا حيث أتت الكهرباء فبدأت بعجن الدقيق وتقطيعه وتجهيزه للخبز على "الخبازة الكهربائية" بعد عدم توفر الغاز الذي تخبز عليه بالعادة لكنها عند الساعة الخامسة عندما وضعت الخبز لكي يخمر حينها قطعت الكهرباء لتبدأ معاناة جديدة فوق معاناتها قائلة: "الشيء المدهش انه عندما جهزت الخبز وأنا انتظره الكهرباء قطعت ولم يمض على قدومها سوي اقل من ساعتين.

رغم ذلك لم تيأس أم ماهر وانتظرت حتى الساعة السابعة صباحا حيث أيقظت زوجها طالبة منه الذهاب لمخبز قديم يخبز على الحطب.

لكن التعاسة لم تفارق زوجها حيث ذهب إلى الفرن فوجده مغلقاً حيث قال له صاحب المخبز: "لا نخبز الآن والفرن يحتاج إلى وقت كي يحمى ونحن بالعادة نبدأ الخبز بعد الساعة العاشرة صباحا".

وبعدها عاد أبو ماهر حيث قالت: "عندها فسد العجين فما كان الحل سوى أن نرمي هذه العجنة التي حرمتنا النوم وإذا استمر الحال على ما هو عليه لا نعرف كيف سنعجن في المرة القادمة".

"يتناولون طعام الغداء في الثانية ليلا"
"أم محمد" قصتها اشد ألما من غيرها حيث تعمل في إحدى المؤسسات في مدينة غزة تصف ما جرى معها عندما تناولت طعام الغداء في الثانية ليلا: "بالأمس عدت الساعة الثالثة عصرا من العمل والجوع يرهقني وكنت آمل أن تأتي الكهرباء على الساعة الرابعة لأقوم بالطبخ لكنها لم تأت ما اضطرني أن انتظرها لساعة أخرى بعدها أكلت من الحواضر التي في البيت".

وتتابع أم محمد: "بقيت انتظر الكهرباء حتى أتت الساعة العاشرة مساء فقمت على الفور بتجهيز الطعام لطهيه لليوم التالي والكارثة كانت عندما كنت في منتصف الطبخة وقطعت الكهرباء ما دفعني للانتظار حتى عادت الكهرباء الساعة الواحدة صباحا لأكمل طبختي حيث أكلت منها عند الساعة الثانية صباحا "أي منتصف الليل".

وحول كيف توفق أم محمد في حياتها اليومية قالت: "عندما تأتي الكهرباء أغلي الماء لأحضر الحليب لطفلي وكذلك الشاي وأضعهما في "التيرموس" الذي يحفظ الحرارة لوقت الاستخدام لان الكهرباء طوال اليوم تكون مقطوعة".

وأضافت "في هذه الأوضاع إذا أردت أن تعيش أو تتأقلم فيجب أن يكون لديك إبريق كهربائي وحافظة للحرارة وبعض الشموع لأنها تغني ولو مؤقتا عن الغاز والكهرباء".

"محتارون"
أما المدرسة نسرين قتقول: "بعدما فقد الغاز في قطاع غزة التجأت إلى منصب الكهرباء لطهي الطعام والذي أصبح بلا فائدة في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء".

وأضافت "أنا بالأمس لم أستطع طهي الطعام لان الكهرباء لم تأتنا منذ يومين وقد ذهب زوجي بالأمس لشراء طعام جاهز وهو مرتفع السعر، مع العلم انه لا يستطيع شراء الطعام الجاهز يوميا إذا استمر الوضع على ما هو عليه".

وتتابع نسرين: "لقد قام زوجي الأمس بشراء الطعام الجاهز لكن اليوم لا أدري هل سيشتري أم أننا سنأكل النواشف؟؟ وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فلا ندري متى سنطبخ".

وبعد هذا كله لا يدري الفلسطينيون ما هو السبيل أو المنقذ في ظل عدم توفر الغاز وانقطاع الكهرباء الدائم حيث يشتكون من كثرة انقطاع الكهرباء التي تفوق 20 ساعة يوميا.