زار مخيمات لبنان- البرغوثي: اسرائيل ضاعفت الاستيطان منذ انابوليس 38 مرة وزادت الحواجز من 521 الى 699
نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 06/12/2008 الساعة: 13:41 )
رام الله- معا- بدعوة من مؤسسة الدراسات الفلسطينية القى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ووزير الاعلام السابق في حكومة الوحدة الوطنية محاضرة برهان الدجاني السنوية في قاعة اليونسكو في بيروت والتي ركز فيها التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني واستراتيجية الخروج من الازمة التي يعيشها النظام السياسي وادارة الصراع مع اسرائيل بنجاح وفاعلية.
واكد الفشل الكامل لعملية انابوليس مشيرا الى الانفصام الكامل بين الكلام النظري عن مفاوضات السلام وبناء الدولة وبين ما يجري على ارض الواقع،مؤكدا ان من غرائب الامور تصوير عملية تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية على انها عملية سلام وحل للصراع.
واشار الى خمسة ظواهر تميز الوضع الراهن ابرزها ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تجري من جانب واحد هو الجانب الفلسطيني ،في حين تواصل اسرائيل ترسيخ الامر الواقع الذي يستهدف تحويل فكرة الدولة الى بانتوستانات ومعازل وسجون في اطار نظام من الفصل "العنصري"، عبر ضم القدس والاغوار والكتل الاستيطانية وتصفية حق اللاجئين والعودة.
وقدم البرغوثي عرضا بالارقام والصور والخرائط كشف من خلاله ان اسرائيل ضاعفت النشاط الاستيطاني ثمان وثلاثين مرة اكثر مما كان عليه الحال قبل انابوليس، في حين زادت الحواجز العسكرية من 521 الى 699 حاجزا وزادت عطاءات الاستيطان بنسبة 550%، مواصلة تهويد القدس وحصار غزة وفاتحة الباب لحرب حقيقية يشنها المستوطنون.
وطالب بوقف المفاوضات التي اصبحت غطاء للتوسع الاستيطاني والاجراءات الاسرائيلية والعودة للالتفاف حول المبادرة العربية والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي تفرد الولايات المتحدة المنحازة حتى الان بالكامل لاسرائيل.
واشار الى ظواهر الفصل بين الضفة والقطاع وتدهور النظام السياسي الفلسطيني بسبب الانقسام الداخلي وما يمثله من خطر على الديمقراطية، وخطورة استمرار ظاهرة التنازع على سلطة تحت الاحتلال سواء في الضفة او القطاع، مشيرا الى انه بدل استخدام السلطة لتحقيق اهداف التحرر الوطني والاستقلال صارت طاقات التحرر الوطني تستخدم للصراع على سلطة وهمية وهذا مناسب لاسرائيل التي تغذي وتصمت وتستغل الانقسام الداخلي.
وطرح خلال المحاضرة استراتيجية متكاملة تقدمها المبادرة الوطنية الفلسطينية لاعادة بناء واستنهاض المشروع الوطني الجامع للفلسطينيين واعادة بناء وحدة الشعب الفلسطيني حول هدف موحد بكل مكوناته في الداخل والاراضي المحتلة والشتات.
وقدم البرغوثي خمسة عناصر لهذه الاستراتيجية اولها :بناء قيادة وطنية موحدة تنهي الصراع الداخلي وترسخ الوحدة الوطنية، وثانيها: دعم الصمود الوطني والتنمية المقاومة، وثالثها : توسيع وتعميق المقاومة الشعبية الجماهيرية والتي تتسع لتشمل سائر الاراضي المحتلة بالاقتداء بنماذج نعلين والمعصرة وغيرها، وبهبة السفن التي توجهت لكسر الحصار عن قطاع غزة،ورابعها: تعزيز حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، واخيرا تعزيز الديمقراطية الداخلية والاحتكام الى الشعب كاساس لتنظيم العلاقات بين القوى وادارة التعددية السياسية مؤكدا ضرورة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بالتوافق الوطني وبضمان نزاهتها، وبضرورة اشراك كل الفلسطينيين في الخارج في عملية انتخاب مؤسسات منظمة التحرير التي آن الاوان لاعادة بنائها على اسس ديمقراطية.
وأعرب عن تفاؤله بتصميم الشعب الفلسطيني على تحقيق حقوقه الوطنية وتجاوز محنته الداخلية ،مثمنا الدور الهام للشباب في صنع مستقبل النضال الوطني.
واختتم محاضرته بالاشادة بالعلاقات النضالية والاخوية التي تربط الشعبين الفلسطيني واللبناني.
هذا وقام البرغوثي بزيارة مخيمات اللجوء في لبنان من بينها صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ووضع اكليلا من الزهور على اضرحة الشهداء في صبرا وشاتيلا. كما التقى على هامش زيارته للبنان مع عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية.