السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكم بلعاوي يرد على تصريحات لـ" ابو اللطف"

نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 06/12/2008 الساعة: 19:33 )
بيت لحم -معا- في بيان صحفي وصل معا نسخة منه رد حكم بلعاوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على تصريحات صحفية لفاروق القدومي ابو اللطف:

وفيما يلي نص الرد كما ورد:

في غمرة انشغالي الحقيقي في خدمة الكلمة الوطنية والمشهد الوطني، والتي أحاول انجاز المشروع الأول في هذا المجال لكتب ثلاثة، أولها(ذاكرة وطنية)، وثانيها (أنواع من بضاعة السوق)، وأعني السوق الفتحاوي بايجابياته وسلبياته، وثالثها(العبور إلى الكارثة)، واشعر بالمسؤولية لانجاز هكذا حقائق، لكن سرعان ما تشدني المسؤولية أيضا بالتعليق على تصريحات بعض الأخوة، مثل تصريحات الأخ فاروق القدومي (أبو لطف)، ومقابلاته الصحفية التي تمتاز بانشغالنا بمشاكلها التي تشعرنا بأبعادها لتذويبها وتذويب آثارها، ولعلها الحقيقة يمكن أن نسمي مشهد هذه التصريحات غير اللطيفة، تحت العنوان المسمى(أنواع من بضاعة السوق) وأود أن أسجل باسم الحقيقة والمسؤولية ما يلي:

أولا: صحيح أن الأخ أبو لطف عارض اتفاق أوسلو الذي يعيِّرنا به، ولكن الأصح أن اتفاق أوسلو تم اعتماده بعد مناقشته في الدائرتين الفتحاويتين(اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري)، وبعد المناقشة تم التصويت الذي كان لصالح اعتماد اتفاق أوسلو، وفي هذا الصدد فأنني أفهم أن كل ملتزم ليس أمامه إلا الالتزام بالقرار حسب النظام، ولكن أبو لطف أعطى تفسيرا لمعنى الالتزام بالتحريض ضد قيادة الحركة وضد الاتفاق، وعدم إجهار صوته داخل الأطر التنظيمية، وإنما عبر محطات سفره التي ليس لها عنوان رسمي، وعلى صفحات الجرائد لنشر هذيان أبو لطف أن صح التعبير. وأمور كثيرة سأوردها معلقا عليها بأمانة ومسؤولية وشجاعة وطنية.

ثانيا: يقول أبو لطف فيما يقول، انه لا يريد أن يترشح للانتخابات الرئاسية في 9/1/2009 لأنه لا يريد أن يضطر للجلوس إلى مائدة المفاوضات مع إسرائيل وهذا القول العدمي لم يعرض عليه أصلا، وليس هناك حركة تحرر وطني في التاريخ ناضلت ورفضت المفاوضات المباشرة.

ثالثا: الأدهى والأشد استفزازا هو ما طرحه أن هناك إعدادا داخل فتح(جناح تونس)!!! لترشيح شخصية سياسية لا يختلف عليها اثنان، ويا للعجب إذا كان الكل مختلف مع سياسة أبو لطف فهل هناك من سيتفق معه على ممارسة هذا الترشح الذي هو من صلب قرار اللجنة المركزية لحركة فتح فقط، كما يتباهى إن جاز التعبير أنه ليس هناك وفاق سياسي بما اسماه جناحي فتح في تونس ورام الله، وهذا يضطرني أن اهمس في أذنه، بعدم تكرار ذلك أبدا لأنه يغرد وحده في تونس، ولعل الأمر يضطرني أن أبوح بهمسات في أذنه أن الشرعية لدى الشعب التونسي وحكومته ورئاسته مقدسة وترفض التعدي على الشرعية أينما كانت وبشكل خاص على الشرعية الفلسطينية.

رابعا: إنها أيضا المرارة والأسلوب الأدهى من النزق والانفعال، بل الأسلوب غير النزيه وغير المسؤول والأحمق، حين يتهمنا في الوطن بالجبناء، وأننا نسكت على إهانة شعبنا، بل يزيد في الاتهام الذي يشير إلى أسلوب التخوين أننا نصمت على استمرار الاحتلال وممارساته وللأسف يتصور أن شعبنا البطل الصامد وقيادته المتفاعلة معه أنهم جميعهم في رحلة من رحلاته للنزهة والتجول ولذلك خذلته خواطره منسجما مع رحلاته وانفعالاته التي تجلد التاريخ الوطني لحركة فتح وأبنائها وأنصارها ولشعبنا القابض على الجمر رافضا الرضوخ والتخاذل، ويلجأ أبو لطف إلى قول الشاعر العظيم(المتنبي) في عجز إحدى أبياته(وتلك خديعة الطبع اللئيم)... والكلام يوجهه لنا ولكنه في حالة قلق يتماهى مع قول المتنبي نفسه(قلق كأن الريح تحتي) ومصدر قلقه هو العدمية التي لا تستند إلى دعوة صادقة في الأمل والحنكة بلغة العصر الذي يسحق دعاة الكلمة غير المسؤولة وغير الواعية من وراء ستار أو حجاب وصاحب هذه الكلمة لا يحق له أن يناشد الأمة وهو سائر خلفها وليس في مقدمتها.

خامسا: لا يستطيع أحد أن يأخذ برأي أبو لطف في تصريحه بأن الخلاف والانقسام هو بين السلطة وحركة حماس ولكن في الحقيقة أن الخلاف القائم هو بين حركة حماس وجميع الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح وهذا الأمر أن كان معروفا للجميع فسيبقى مرفوضا ومجهولا لدى أبو لطف وفق رؤياه المضطربة تماما كما وصف ما طرحته من بعض الجمل أمام أعضاء اللجنة التحضيرية العليا في اجتماعها الأخير في عمان أن أبو مازن أعلمني شخصيا وفي إحدى الجلسات معه التي تنشد إنهاء الخلافات وتسويتها للنهوض بحركة فتح بأنه سيحضر ويشارك في اجتماع اللجنة التحضيرية العليا في عمان وسيصالح أبو لطف وينسى الماضي كله وهو مستعد من جملة أمور أخرى يرغب في تنفيذها بأن يعقد اجتماعا للجنة التنفيذية في الأردن ويتنازل عن رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويقوم في نفس الوقت بترشيح أبو لطف لرئاستها، وهذا فقط ما قلته أمام الأخوة ولم أقدم أي موضوع آخر مثل الذي طرحه أبو لطف، وأشادوا كلهم بهذا التوجه وهذا الجهد وبالفعل حصل ذلك كله أمام الأخوة المجتمعين.

سادسا : استغربت من حديث أبو لطف في تصريحه أن الأخوة في اجتماع اللجنة التحضيرية العليا قد أجمعوا على عدم انعقاد المؤتمر السادس واتفقوا على تأجيله ولعل الأمانة تقضي أن أي قرار بالتأجيل لم يحصل ولم يتم ذلك وانه يجب الإدراك عند الإدلاء بتصريح أن تكون الذاكرة مسؤولة لتدلي بالنتيجة التي تتم بشكل حقيقي ولا تهيم هذه الذاكرة وراء ما يحلو لصالح التصريح ليعفر الغبار الأسود بالأجواء الداخلية والخارجية.

سابعا :من المؤسف رغم التعليق سابقا على ادعاء أبو لطف على عدم صلاحية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدم شرعيتها، وكان التأكيد له سابقا في تصريح معلن أن اللجنة التنفيذية الحالية شرعية وقانونية وذات نصاب قانوني فعلا ولا داعي لتكرار هذه الممارسات والأقوال التي تشوه الحقائق وعليه مراجعة الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وهو القاضي النزيه والقانوني المعروف بأمانته ومثابرته.

ثامنا: من المؤسف كل الأسف أن يبذر أبو لطف ألفاظا وتعابير لا تمت بصلة إلى الحقيقة والمصداقية حين يدعي أن السلطة توقف الكفاح والصمود والمقاومة وأنها تصف المقاومين بالزعران... ومع تكرار الأسف لهذا الادعاء تدرك السلطة فظاظته وتدرك في نفس الوقت انه تحريض ضد قيادة السلطة وقيادة حركة فتح وضد شعبنا الصامد المناضل في الوطن ويحذر شعبنا من استمرار هذا النهج كالذي يقلع عينه بمخرز في يده أو الذي يرتكب الآثام والجرائم

ويدعي أنها البطولة ولدي اعتقاد جازم أن أي موتور يخجل من نفسه حين يرتكب إثم هذا الادعاء والتشويه والتحريض.

تاسعا: من المؤسف أننا نقرأ تصريحات أبو لطف ويتحفنا بتصريحه انه بعد أن وقع الانقلاب الدموي الذي نفذته حركة حماس في غزة بأنه أرسل للدول العربية رسائل طالبا فيها عدم القيام بالجهود لإجراء الحوار إلا بعد أن يدرك كل فلسطيني ماذا عمل!!!

هذا ما قاله في تصريحه لجريدة الرأي الكويتية التي لا بد من إجراء مقابلة صحفية معها وهذا ما يؤكد الخروج عن بيت الطاعة الوطني حين يلغي الحوار ذلك المبدأ الذي اعتمدته حركة فتح طيلة المسيرة الوطنية لحل المشاكل التي تعترضها إلى أن جاءت حركة حماس واستعملت السلاح بدلا من الحوار هذه الحركة الانقلابية التي يتغنى بها أبو لطف وبالمقاومة التي تمارسها وبانتمائها إلى تمويل ومناخ هما الأمل الوطني للأمة بينما هما في الحقيقة ضمن الأجندات التي توظف الآخرين لخدمة أهدافها ولقد ظهرت المقاومة أخيرا والتي يتكلم عنها حين أصبحت التهدئة هي المطلب الوطني والقومي وفق الأجندات والبرامج للآفاق التي تطوف في فلكها.

وأخير تبقى كلمة لا بد منها، فهل كان الأخ أبو لطف يتوقع أن زملاءه الذين يصفهم بالضعف والجبناء وينخرط في توظيف كلماته خارجا عن صوت حركة فتح... وهل كان يعتقد أن حركة فتح لن تواجهه، وهل كان يعتقد أن الافتراء على الحقائق هو حق له وليس لغيره، وان الشجاعة ليست في تبذير الكلمات الخادعة وغير المسؤولة والاتهامات بالخيانة والعبث والفوضى، ولكني أعلم فيما أعلم أن تربية حركة فتح منذ نشأتها لم تكن في هكذا ممارسات ولا في حالة الهروب إلى مرابع العجز والوهم والعدمية... ونحن أبناء وقادة حركة فتح لا نعرفها هكذا ولن ينال منها ضباب الأفك والإفلاس والتباهي المصطنع والتائه في ظلام الذكريات الضالة.