مؤسسة الأقصى: منظمات اسرائيلية تواصل مساعيها لإقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى
نشر بتاريخ: 07/12/2005 ( آخر تحديث: 07/12/2005 الساعة: 15:14 )
معا - أكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الاسلامية أن منظمات اسرائيلية تواصل مساعيها الحثيثة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، وتستعمل أساليب شتى لتعجيل بناء الهيكل المزعوم وتشكيل وعي جماعي اسرائيلي من شأنه التسريع ببناء الهيكل المزعوم ، وحذّرت مؤسسة الاقصى من أبعاد الاهداف التي تسعى اليها جهات اسرائيلية من بناء نموذج ضخم للهيكل في كريات شمونة أعلن عنه مؤخرا بتكلفة ملايين الدولارات ، فيما اعتبر مركز الدراسات المعاصرة أن المشروع هو بمثابة رسالة الى العالم الاسلامي أن المؤسسة الاسرائيلية جادة في بناء الهيكل الثالث عما قريب .
وكانت مؤسسة الأقصى عممت صباح اليوم الأربعاء 7/12/2005 بيانا أكدت فيه وحذرت من مواصلة المنظمات الاسرائيلية مساعيها لبناء الهيكل الثالث المزعوم وجاء فيه :" يؤكد الاعلان الذي نشرته مصادر اسرائيلية من نية جهات اسرائيلية بناء نموذج ضخم للهيكل على أرض كريات شمونة - التي أقيمت على أنقاض قرية الخالصة عام النكبة سنة 1948- وبتكلفة ملايين الدولارات ضمن مشروع لبناء متنزه توراتي ، أن المنظمات الاسرائيلية تسعى بكل طريق ووسيلة الى تسريع بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، وأنه لا شك أن لمثل إقامة مثل هذا النموذج للهيكل والشروحات التي ستلازم كل زائر للمكان تهدف فيما تهدف اليه الى تجديد ايجاد إجماع اسرائيلي لأهمية التسريع في بناء الهيكل المزعوم ", وأضاف بيان المؤسسة: " إننا إذ نحذر من الأهداف من وراء بناء هذا النوذج للهيكل فإننا نأكد ان المنظمات الاسرائيلية المختلفة تواصل مساعيها وبطرق شتى لبناء الهيكل ، ولا يتوقف الأمر عند الإعلان عن بناء هذا النوذج ، بل إن هناك منظمات تقوم بحملة إعلامية واسعة لربط الجمهور الاسرائيلي بقضية بناء الهيكل ووجوب التعجيل لإقامة الهيكل الثالث المزعوم ، ولعلّ ما يعرضه ما يسمّى بمركز جبل الهيكل " מרכז הר הבית " ، من خدمات وتسهيلات ونشاطات للجمهور اليهودي فيما يخص ارتباطه بالهيكل المزعوم لإشارة واضحة لما نقول ، كما أنّ التركيز في الآونة الأخيرة من قبل منظمات اسرائيلية وادعائها المزعوم باكتشاف آثار تعود الى فترة الهيكل الأول والثاني يثير الانتباه الى أن هذه المنظمات ما زالت تواصل مساعيها الى جعل التسريع ببناء الهيكل على سلم الأولويات الاسرائيلي ، ناهيك عن حملات "غسيل المخ" التي تقوم بها هذه المنظمات من خلال ترتيب عشرات الاقتحامات للمسجد الاقصى لمجموعات شبابية يهودية وأخرى أجنبية يتمّ من خلالها اقناع هذا المجموعات بأهمية ووجوب التعجيل ببناء الهيكل على حساب المسجد الاقصى ".
هذا وكانت عدة مصادر اسرائيلية تحدثت في تقارير صحفية لها عن مشروع لبناء نموذج للهيكل ويستخلص من هذه التقارير أنّ أركان التطرف من منظمات وهيئات يهودية تسعى إلى استثمار نحو ثمانية ملايين دولار في بناء هيكل بإرتفاع 25 متراُ ليكون جزءاً من متنزه توراتي ، ويسعى المتعهدين القائمين على المشروع أن يكون هذا الهيكل نسخة طبق الأصل عن هيكل سليمان، وذلك لجلب الأنظار للمتنزه الجديد، ويرى محللون أن هذا الهيكل رغم أنه ليس أصلي ولا يقوم على أنقاض المسجد الأقصى، الذي يعتقد أنه بحسب كتبهم الحاضن الأصلي للهيكل الأول، إلا أنهم يرون في بناء هذا المجسم تجسيداً لما سيحصل قريباً على ساحات الأقصى.
ويحوي هذا المشروع أيضاً أنفاقاً تتضمن شرحاً للمراحل المختلفة من تاريخ الشعب اليهودي، بحيث تفضي هذه الأنفاق إلى القاعة المركزية والتي سيعرض فيها قصص الكتب المقدسة على شكل رسومات حائط ضخمة.
وسيكون بمقدور الزوار مقابلة ثلاث شخصيات استعراضية تمثل ما يسمى بثلاثة أبطال الكتب المقدسة وهم: إبراهيم( عليه السلام) وموسى (عليه السلام) وداود (عليه السلام). أما مدير هذا البرنامج فهو حاخام حركة "حباد" في كريات شمونة "يغئال تسيبوري".
ويدّعي هؤلاء أن الكتب المقدسة مهد الحضارة اليهودية تكاد تُمحى من الذاكرة، وعليه فإن دراسة أجزاء أو آيات منها أصبحت لا تكفي لجذب الجيل الصاعد للكتب المقدسة وقيمها، لذلك يرى هؤلاء ضرورة إنشاء مثل هذا المتنزه. وعليه سيتم داخل هذا الهيكل عرض أفلام ثلاثية الأبعاد من أجل طبع صورة حية في أذهان الأجيال الصاعدة للحياة داخل الهيكل وطرق إدارته وتصرفات الكهنة بداخله بأدق التفاصيل التي تتمثل بإنشاء المعاصر وإقامة الاحتفالات المختلفة.
ويتوقع القائمون على المشروع أن يقوم نحو 400 ألف زائر بشكل دوري بزيارة هذا الموقع الجديد ، وقد أبدى العديد من المانحين استعدادهم لتمويل هذا المشروع.
وفي دراسة لمركز الدراسات المعاصرة - ومقره في ام الفحم - عن أهداف هذا المشروع قالت : " إن مثل هذا المشروع يُعد بمثابة خطوة إضافية متقدمة نحو إقامة مشروع "الهيكل الثالث المزعوم" على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وإن المؤسسة الاسرائيلية مدركة تماماً أن هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل ثالث على أنقاضه لا يمكن أن يتم إلا من خلال عملية غسيل أدمغة الأجيال الصاعدة، وتشجيعهم بمثل هذه الأفكار ولكن هذه المرة يجب أن يكون هذا التشويه الفكري بصورة حية، لكي يألف اليهود والأجانب عامة مثل هذه الأكذوبة التوراتية التي سيتم تجسيدها عما قريب. وكذلك لكي تتعود أعين البعثات الدبلوماسية، التي حتماً سيدأب اليهود على أن تزور هذه البعثات مثل هذا الموقع، على رؤية أكذوبة الهيكل فيكون الأمر بالنسبة لهم أمراً طبيعياً في حال تنفيذ مشروع بناء الهيكل الثالث".
وأضافت الدراسة :" إن بناء مثل هذا المشروع سيدعم المؤسسة الاسرائيلية من الناحية النفسية والمعنوية كون هذا الموقع سيكون مصب حجيج العديد من السياح اليهود والأجانب وكذلك البروتستانت من الدول الأجنبية، كما أن مثل هذا المشروع سيكون بمثابة تدريب عملي على بناء الهيكل الثالث، كون مبنى الهيكل سيكون مطابق من حيث الحجم والشكل للهيكل الأول.- حسب ادعائهم -
وقالت مؤسسة الأقصى ان اسرائيل و بمثل هذا المشروع تكون قد نقلت رسالة صريحة ومباشرة للعالم بأسره والعالم الاسلامي على وجه الخصوص، أنهم جادون في بناء الهيكل الثالث عما قريب على أنقاض المسجد الأقصى، وإن تنفيذ مثل هذا المشروع ليوحي أن فكرة البناء قد نضجت تماماً.
و إن تنفيذ مثل هذا المشروع ينذر بأن المسجد الأقصى بات في خطر محقق الآن، إن المراقب للتقارير الإسرائيلية حول الهيكل يدرك أن مرحلة بناء الهيكل باتت وشيكة وأن توقيت البناء سيكون مربوطاً بنجاح مشروع الهيكل في كريات شمونة في بعده الإعلامي وتأثيره النفسي على العالم بأسره، فبعد تأكد المؤسسة الاسرائيلية من نجاح هذا المشروع سيكون بمقدورها الانتقال إلى المرحلة القادمة التي باتت تعد المؤسسة الاسرائيلية لها بخطىً حثيثة، ألا وهي الإعداد الجيد والمحكم لهدم المسجد الأقصى أو أجزاء منه ليظهر للعالم وكأنه انهار نتيجة عوامل طبيعية وليس من جراء اعتداء يهودي، وهذا ما نرى وسائل الإعلام الإسرائيلية تروج له منذ مدة، فها هي توافينا مؤخراً أن أجزاء من أسوار الأقصى الجنوبية والشرقية باتت معرضة للإنهيار، الأمر الذي نفته هيئة الأوقاف ومؤسسة الأقصى.
وختمت الدراسة بالقول : "إن مثل هذه التصريحات يجب أن تدق ناقوس الخطر عند المسلمين، فإن حديث بعض المؤسسات الاسرائيلية عن حدوث انهيار وشيك في الجهة الجنوبية والشرقية لأسوار المسجد الأقصى أو أي جهة أو بؤرة كانت من بؤر المسجد الأقصى، هذا يعني أن المؤسسة الاسرائيلية تعمل على تقويض هذه البؤرة بفعل فاعل، كونها تملك من أساليب المكر ما يؤهلها لذلك، وكونها تستطيع الوصول إلى أي جزء من أجزاء المسجد الأقصى ظاهراً أم باطناً".